مقالات

ذكرى مجزرة حماة السورية على يد السفاح الأب

نعيم مصطفى

مدير التحرير
عرض مقالات الكاتب

ثمة ذكريات تدخل السرور والحبور إلى القلوب؛ لأنها تحمل في طياتها الخير، والحب ،والجمال ،والأمل، وثمة ذكريات بالمقابل تكوي القلوب بنيران الحزن، والألم، وتدخل الكآبة إلى الصدور، ومن هذه الذكريات مجزرة حماة الشهيرة التي وقعت في مثل هذا اليوم من عام / 1982/ ، وقد كُتب حولها الكثير من الكتب والروايات التي تكشف فظاعة، وبشاعة تلك المجزرة ، فالمشاهد التي رصدتها تلك الكتب لا تكاد تُصدق، هل يمكن لأحد أن يصدق أن رجلاً يمسك طفلاً رضيعاً بكلتا يديه ثم يشطره نصفين، بغض النظر عن الدوافع سواء كانت طائفية أو سلطوية أو ثأرية أو….(لقد فعلتها شبيحة الأسد)

لو أردنا الإطناب عن تلك المجزرة لسطرنا آلاف الصفحات، لأن كل قصة يمكن أن تدون في كتاب، ولكن حسبنا أن نقف عند تلك المجزرة باقتضاب لنفضح آل الأسد الذين ساموا الشعب السوري شتى ألوان العذاب، ولا يزالون يفعلون ذلك، وتحت أعين المجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان التي كشف زيفها، ومتاجرتها بالدم السوري، ومساندتها للقتلة:

مجزرة حماة هي مجزرة حصلت في شُباط/فبراير من عام 1982 حينما أطبقت القوات البرية العربية السورية وسرايا الدفاع حصارًا على مدينة حماة بناءً على أوامر من  حافظ الأسد وذلكَ لمدة 27 يومًا من أجل قمع انتفاضة الإخوان المسلمين ضدّ الحكومة(الذين كان عددهم نحو 300شخص) .

ذكرت التقارير الدبلوماسية الأولية الواردة من الدول الغربية أن 1000 قد لقوا حتفهم خلال هذه المجزرة؛ بينما اختلفت التقديرات التي صدرت في وقتٍ لاحقٍ حيثُ قيل إنّ 2000 مواطن سوري قد قُتل خلال الحملة وهو العدد الذي تبنّتهُ عددٌ من وسائل الإعلام الحكوميّة؛ فيما قدّر آخرون وعلى رأسهم روبرت فيسك أن عدد الضحايا قد بلغَ 20,000؛ بينما قالت اللجنة السورية لحقوق الإنسان إن حصيلة الضحايا قد تجاوزت الـ 40,000؛ وقد وُصفَ الهجوم بأنه أحد «أكثر الأعمال دموية التي قامت بها حكومة عربية ضد شعبها في التاريخ الحديث للشرق الأوسط».

ووفقًا للصحفيّ والكاتب البريطاني باتريك سيل (المقرب من حافظ الأسد) «فإنّ كل مظليّ أُرسل إلى حماة؛ قيل له أنه هذه المرة يجبُ القضاء على «التشدد الإسلامي» مهما كانت التكلفة.» لقد تمّ تعبئة الجيش؛ حيث وافقَ الرئيس حافظ الأسد على إرسالِ سرايا الدفاع التي كان يقودها شقيقهُ ووحدات النخبة في الجيش بالإضافةِ إلى وكلاء من شعبة الاستخبارات العسكريّة.

وفقًا لمنظمة العفو الدولية؛ فإن الجيش السوري قد قصفَ وسط المدينة بالطائرات الحربيّة لتسهيل دخول المشاة والدبابات عبر الشوارع الضيقة، وتقولُ المنظمة الحقوقيّة إن القوات الحكوميّة قد هدّمت معظم المباني في طريقها خلال الأيام الأربعة الأولى من القتال، بل إنّها دمرت أجزاءً كبيرةً من المدينة القديمة فيما أشارت تقارير إلى استخدام قوات الحكومة لسيانيد الهيدروجين. لقد طوّقت القوات التابعة لرفعت الأسد المدينة بالمدفعية وقصفتها؛

وتشير التقارير التي نشرتها الصحافة الأجنبية عن تلك المجزرة إلى أن الحكومة السورية منحت القوات العسكرية كامل الصلاحيات  لفعل ما تشاء في المدينة، ولتفادي الاحتجاجات الشعبية والإدانة الخارجية فرضت السلطات تعتيمًا على الأخبار، وقطعت طرق المواصلات التي كانت تؤدّي إلى المدينة، ولم تسمح لأحد بالخروج منها، وخلال تلك الفترة كانت حماة عُرضةً لعملية عسكرية، واسعة النطاق شاركت فيها قوات من الجيش، والوحدات الخاصة، وسرايا الدفاع، والاستخبارات العسكرية، ووحدات من المخابرات العامة، وقاد تلك الحملة العقيد رفعت الأسد الشقيق الأصغر للرئيس السوري حافظ، والذي عُيّن قبل المجزرة بشهرين مسؤولاً عن الحكم العرفي في مناطق وسط سوريا وشمالها، ووضعت تحت إمرته قوة تضم 12 ألف عسكري مدربين تدريبًا خاصًا على حرب المدن.

اختلف عدد ضحايا المجزرة باختلاف المصادر:

قال روبرت فيسك(وهو مقرب من حافظ الأسد) (الذي كان في حماة بعد المجزرة بفترة قصيرة) إنّ عدد الضحايا بلغَ 10,000 تقريبًا ثمّ عاد لتحديث إحصائياته فيما بعد مؤكدًا على أن العدد قد وصلَ إلى 20,000.

ذكرت جريدة الإندبندنت بأن عدد الضحايا يصل إلى 20,000.

وفقًا لتوماس فريدمان فإنّ رفعت الأسد شقيق الرئيس حافظ قد تباهى بأنه قتل 38,000 في حماة.

قالت اللجنة السورية لحقوق الإنسان إن عدد القتلى قد تراوحَ بين 30,000 و40,000؛ غالبيتهم العظمى من المدنيين، وقضى معظمهم رمياً بالرصاص بشكل جماعي، ثم تم دفن الضحايا في مقابر جماعية.

تُشير بعض التقارير إلى صعوبة التعرف على جميع الضحايا لأن هناك ما بين 10,000 و15,000 مدني اختفوا منذ وقوع المجزرة، ولم يُعرف ما إذا كانوا أحياء في السجون العسكرية، أم أموات.

وعندما جاء الوريث القاصر بشار الأسد تابع مسيرة أبيه في القتل، وسفح، وسفك الدماء، بل بزَّه بأشواط كثيرة(ومن شابه أباه بالإجرام فقد ظلم).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى