منوعات

رحيل واحدة من أيقونات الثورة السورية

نعيم مصطفى

مدير التحرير
عرض مقالات الكاتب

ودّعت الأوساط الثورية الناشطة والفنانة التشكيلية السورية الدكتورة “عصام حمزة” التي لبّت نداء ربها، ورحلت عن عالمنا يوم الأحد الفائت، إثر صراعها مع مرض الكورونا.

وقد كان للناشطة الراحلة أيادٍ بيضاء، وبصمات مضيئة حفرتها في ذاكرة السوريين، من خلال تسخير وقتها، ونفسها، وبيتها لدعم الثورة، والثوار، وكانت جذوة متقدة، تشحذ الهمم، وتبث روح الأمل، من فوق عكازيها، فقد ذكرنا كفاحها بالشيخ الشهيد أحمد ياسين، الذي  عاش حياته منافحاً عن القضية الفلسطينية متحدياً العدو الصهيوني، لكن أعداء الشعب السوري، وأعداء الراحلة عصام هم أشد حقدا،ً  وإجراماً ، وبطشاً بآلاف المرات من العدو الصهيوني.

من هي الدكتورة الناشطة عصام حمزة وما هي مآثرها؟

غادرت الراحلة “عصام حمزة” مدينة حمص عام 1983 لدراسة الطب البشري في بريطانيا، وعملت في العديد من المستشفيات الشهيرة كمختصة بالتحاليل الطبية، تركت العمل في الطب بعد مرضها بالفشل الكلوي وزرع كلية عام 2005.

 وهي أم لشاب وحيد، وتميزت طوال سنوات الثورة الماضية بنشاط يفتقده الكثير من الأصحاء مقارنة بها، وعُرف عنها مثابرتها في كل المظاهرات، وكانت من الرائدات المتميزات اللواتي يشجعن الآخرين على المضي قدماً، والاستمرار في التظاهر، وعمل ما يمكن عمله للوصول إلى إسقاط السلطة الأسدية، ومن ثم نيل الحرية للشعب السوري.

وقد ثبتت على مبادئها طيلة السنوات العشر من عمر الثورة، ولم تكن تغيب عن أي نشاط ثوري، وعلى كرسيها المتحرك، وكان بيتها في لندن بمثابة مخزن نشاط للثورة السورية من لافتات، وأعلام، وملصقات، وكانت دائمة التوشح بأعلام الثورة الخضراء.

وكانت الراحلة رسامة مبدعة تقيم معارض لرسوماتها التي كانت تجسد في بعضها معالم حمص، ودمشق، وتشرح في بعضها الآخر معاناة الشعب السوري في الداخل وفي بلدان اللجوء.

رحم الله الفقيدة وأسكنها فسيح جناته.

وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.    

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى