مقالات

الخليجيون.. فقراء لايملكون غير المال !

محمد الخامري

كاتب ومحلل سياسي يمني
رئيس تحرير صحيفة إيلاف اليمنية
عرض مقالات الكاتب

من يقرأ التاريخ القريب جداً يرى بوضوح مآلات الحرب العبثية الجارية على دماء اليمنيين ودمار بلادهم منذ سبع سنوات، بل ويعرف حتماً كيف ستنتهي وماهو مستقبل اليمن في ظل الصراع الإقليمي الدائر منذ ثلاثة عقود بين إيران وخصومها بالمنطقة، أقصد دول الخليج العربي بقيادة الشقيقة الكبرى السعودية..!!

من المسلم به لدى من يقرأ التاريخ، ومن يفهم بالتحليل المنطقي للأحداث وتسلسلها، ان هذه الحرب ستنتهي مهما طالت وعرضت لاستنزاف السعودية وحلفائها من دول الخليج من قبل القوى الدولية وصانعي الأسلحة؛ كما انتهت حرب الجمهورية والملكية في اليمن عام 70 من القرن الماضي، وستكون مآلاتها وخيمة على المنطقة كمآلات العراق بعد صدام حسين التي تم تسليمها لإيران على طبق من ذهب، وما آلت إليه لبنان بمشروع حزب الله في الضاحية الجنوبية، ومواقفهم الأخيرة منذ بدء الحديث عن إعادة سفارات خليجية إلى دمشق؛ فيما يتصل بالصراع في سوريا ينبئ بنهاية الحرب هناك، وبنفس النتيجة..
الخليج لاعب رئيسي في كل الأحداث المذكورة آنفا، ولكنه لاعبٌ فاشل في كل محطاته وجولاته بلا منازع..!!

الخليجيون وأقصد دعاة الحرب ومموليها بقيادة السعودية؛ فقراء في كل شيء، يفتقدون للاخلاق والقيم والسياسة والدهاء والحكمة، لكنهم بملكون المال فقط.. إنهم يجيدون إشعال الحروب وإضرامها بأموالهم، ويقدمون انفسهم كبقرة حلوب لتجار الحروب وبائعي الأسلحة الدوليين، يحاولون استغلال علاقاتهم المبنية على المصالح والمال السفيه في إضرام الحروب وإشعالها، لكنهم لايجيدون مجرد التفكير في مآلاتها، فضلاً عن فرض نهاياتها بالطريقة التي تنتصر لأجندتهم، او لحليفهم أو من استنجد بهم كالرئيس عبدربه منصور هادي مثلاً..

لانستطيع الحديث عن تاريخ قديم للخليج لأنها دول طارئة باستثناء سلطنة عمان التي اختلفت معهم ولازالت إلى اليوم في كل الحروب التي أشعلوها او شاركوا بها بدون استثناء، وعند الحديث عن تاريخهم القريب نجد انهم يقومون في الأخير بالتسليم للخصوم والتخلي عن من تحالفوا معهم، فلا هم حافظوا على الأرض، ولا نصروا المستجير، ولا وفروا الأموال التي يصرفونها بسفه بالغ على نزواتهم الكثيرة لإثبات وجودهم وسيطرتهم في المنطقة وقيادتهم لها وريادتهم الكاذبة عليها؛ ومنها الحروب..

قادوا حرباً استمرت ثماني سنوات ضد جمال عبدالناصر والجمهورية في اليمن، ثم سلموا واعترفوا بالجمهورية، ومصير الإمام البدر وأسرته ال حميد الدين الذي استجار بهم ونهايته في بريطانيا معروفة..!!

وفِي العراق.. صرفوا اثنين تريليون دولار وحشدوا تحالف من سبعين دولة، ودخلوا حربا لعدة سنوات؛ دمروا فيها البنية التحتية للعراق، وبعد حسمها بقتل الرئيس صدام حسين رحمه الله على يد الأميركان، تم تسليم العراق ارضاً وشعباً ودولة لخصمهم اللدود إيران..!!!!

وفِي لبنان انفقوا أكثر من 300 مليار دولار، أرهقوا بيروت وانهكوها ودمروها كبلد جميل، وبعدها شتتوا قواها ثم سلموها لأعدائهم حزب الله، وأوقفوها لصالح ايران المستفيد الأكبر من غباء الخليجيين او من يسمون شعبياً ببعران النفط..

وأخيرا دمروا سوريا أرضا وإنسانا لأكثر من ثمان سنوات ثم تغيرت لهجتهم وسياستهم تجاهها في يوم وليلة، وتسابقوا على افتتاح سفاراتهم في دمشق، وبدؤوا بالدفاع عن النظام السوري القائم، واتجاه البوصلة يسير نحو تسليمها لإيران قريباً..!!

بعد هذه الحقائق التاريخية؛ هل يمكن أن تكون اليمن استثناء في سياساتهم، وان يحافظوا عليها، ويعيدوها كدولة حقيقية ويدعموا مؤسساتها كي تنهض من جديد.. ؟ لا أعتقد ذلك..!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى