رسالة فيكتور هيغو إلى طبقة الاكليروس ورجال الكهنوت ..
وبقوله نقول ..
وكتبت لكم منذ أكثر من شهر على أن فولتير ، الذي يزعم الزاعمون أنه كان ملحدًا جلدًا ، أو داعية إلحاد لم يكن كذلك أبدًا ، وقد كانت تلك دعاية الكهنة عنه ، ثم التحفه بعدُ دعاة الالحاد ..و بينت بالدليل أن فولتير كان مؤمنًا عميق الإيمان ، ولكنه كان ضد العقل والسلوك الكنسي في ادعائه وجموده ومباذله ..
وكذا يجب أن يكون المؤمنون بكل دين ، ضد الكهنوت الديني في ادعائه وجموده ومباذله …أينما كان وممن صدر ..
وأكتب اليوم عن الفرنسي المبدع فكيتور هيغو ابن القرن التاسع عشر ، فيكتور هيغو المشهور على مستوى الأدب العالمي بروايته البؤساء ، والمغموط والمغمور لأنه وقد كتب عن محنة قابيل القاتل وهروبه ، وعن سيدنا رسول الله في السنة التاسعة للهجرة ، وقد أفضى به الأمر إلى الإسلام فأسلم ،
ثم نتابعه طوال حياته يقارع الادعاء والجمود والمباذل في سلوك رجال كنيسته ، الكنيسة الكاثوليكية ..
سأنقل لكم هنا رسالة شهيرة كتبها في سنة 1850، إلى هؤلاء المدعين الجامدين المبتذلين ، في مقدمة كتابه عن قانون فالو، يقول هيغو مخاطبًا أصحاب العقول الصغيرة والرغبات المنحطة ، الذين زعموا أنهم أولياء لله من دون الناس …
وتأمل
” ها قد مرّ زمن طويل على تمرد الوعي الإنساني عليكم . وهو اليوم يسألكم ماذا تريدون مني؟ هاقد مرّ زمن طويل، وأنتم تحاولون خنق الفكر الإنساني، ومع ذلك تريدون أن تكونوا سادة التعليم !! أنتم ترفضون كل شاعر وكل كاتب وكل فيلسوف، ولا تقبلون بأي مفكر . أنتم ترفضون كلَّ ما كُتب وكلَّ ما وجد، وكلَّ ما حُلم به ، وكلَّ ما استُنتج ، وكلّ ما وَضُح ، وكلَّ ما تخيله العقل ، وكل ما اخترعه العباقرة ، أنتم ترفضون كنز الحضارات، وإرث الأجيال عبر الزمن، والتركة المشتركة للمتنورين …
أنتم …ولو كان مخ الإنسانية أمام أعينكم، وتحت تصرفكم مفتوحًا كصفحة كتاب ، فإنكم سوف تحدثون فيه بعض الشطب ..
رسالة معبرة دقيقة ليست خاصة بكهنة الكاثوليك بل هي بكل الكهنة الجهلة المدعين تليق ..
وهل أفسد الدين غير الملوك … وأحبار سوء ورهبانها ..
