مقالات

(اليثرد يدري)

محمود الجاف

كاتب وصحفي عراقي
عرض مقالات الكاتب

(اليثرد يدري والياكل مايدري ) مثل عراقي شهير ،ومعناه أن الذي يقدم الطعام (الثريد) أعلم بما فيه وطريقة طبخه وهناك من سيأكله وليس لديه اية فكرة عن طريقة تجهيزه أو من أين جيء به وكيف؟

قلت وكررت مرارًا :إن القوى الوطنية من العراقيين أو العرب أو المُتعاطفين مع القضية الفلسطينية والأمتين العربية والإسلامية أنهم يسيرون عكس التيار . بل وفي أحيان كثيرة يقدمون المساعدة لأعدائنا دون ان يعلموا أو من خلال جهلهم في كيفية مُواجهة العدو وايقاف المد الأمروصفيوني وأعني به ( الصليبيين والصهاينة والصفويين ) ورغم أنني مقتنع أن كل شيء قد انتهى، وأن لا تحريرأو تغيير حتى يأذن الله، وأنه الزمان الذي أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد في الحديث عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها . فقال قائل : ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال : بل أنتم يومئذٍ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن . فقال قائل : يا رسول الله وما الوَهْن؟ قال : حبُّ الدُّنيا وكراهية الموت ) بل هناك ما هو أخطر كما ورد عن أبي هريرة عن النبي ﷺ أنه قال ( بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء ) وما يجري فينا الآن يؤكد صدقه صلى الله عليه وسلم فقد ورد في الحديث أيضًا أنه : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليخرجن منه أفواجاً كما دخلوا فيه أفواجاً )

ألا ترون هذا الأمر يتحقق الآن ؟

حتى لو كنا بعيدين كل البعد عن الإسلام ، ألم يكن الأجدر بنا ونحن ندعي الفهم في السياسة ولدينا كياسة أن نتعلم القرآن ونقرأ أحاديث نبينا صلى الله عليه وسلم حتى ننقذ أنفسنا، ونعرف الطريق الصحيح الذي علينا اتباعه خصوصًا أنه أخبرنا بكل ما جرى وسيجري ، ودلّنا على الحل ومصدر القوة الذي نأبى حتى مجرد التفكير فيه ناهيك عن ذكره رغم أننا سنلجأ إليه رغم أنوفنا شئنا أم أبينا . الا وهو العودة إلى الله ،لأنه شرط تحقيق وعده وهو القائل (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55 ) … ونحن الآن للأسف نملأ الدنيا جهلا وشركًا وكفرًا وضَلالا وشعوذة وخُروجًا غريبًا عجيبًا مُمنهجا عن الأخلاق ؛ بل كل القيم …

ضحكوا عليكم باسم الدين وآل البيت ،حتى سلبوكم أولادكم وبناتكم ودياركم وبيوتكم ونقودكم وانتهى البلد . ولاتتعبوا أنفسكم بالبطولات الفيسبوكية أو التصريحات الفارغة ،أو ما يطلق عليه إشاعة أمل فلم يعد ينفع والواقع والقادم من الأيام سيثبت أنكم على خطأ ولا أريد لكم أن توصفوا بالكذب !

إيران والعراق واليمن ولبنان وسوريا والكويت ،وأغلب دول المنطقة قد انتهت وقريبًا تتبعها أجزاء كبيرة من المملكة العربية السعودية فالعام 2021 عام الضياع النهائي للدين وفقدانه حتى في الجزيرة ولم تبق سوى مكة والمدينة ،ولهذا قال صلى الله عليه وسلم ( إن الإسلام لَيَأرِز إلى المدينة كما تأرِز الحية إلى جحرها ) سيعود من حيث بدأ . ثم تبدأ انطلاقته الجديدة والأخيرة ليعيد عز الأمة ومجدها من جديد ، وفي الجانب الآخر سترون المزيد من الانتصارات الصفوية لأنهم الجراء الحقيرة التي تنطلق قبل الصياد دومًا لتسلم الفرائس مجانًا إلى أسيادها وبسعادة .

ومع كل ما ذكرت يبقى الأمر لله من قبل ومن بعد، ولهذا من أراد منكم المساهمة أو المساعدة في انقاذ ما تبقى من بلاده عليه أن :

1 : عليكم أن تفرقوا بين الصهاينة الذين يسيطرون على القرار الغربي بشكل عام والأمريكي بشكل خاص، وهم قريبون من حكام الخليج العربي ويعادون النظام الإيراني . وبين الذين تربطهم علاقة قوية بإيران ونظام الملالي الذي جاءوا بها من أجل تحقيق أهدافهم من النيل إلى الفرات ؛الحاضنة الحقيقية للأعور الدجال وجنوده الذين ذكروا في الحديث عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَةُ …

2 : تجمعوا ضمن تنظيم أو جبهة واحدة يسهل التفاوض أو التعامل معها دوليًا وإقليمًا أو من المواطنين الراغبين في الاشتراك والتعاون والعمل .

3 : تحركوا على الأفراد والجماعات المؤثرة من المقاومين الحقيقيين فعلا ،وليس على أبطال الفيس بوك لأن أغلب القادة الحقيقيين لا أحد يعرفهم حتى الآن لأنهم لا يمثلون الأفلام الهندية، ولا يجيدون الكذب او التلون او السرقة والإجرام، كما تقول بعض ما يسمى الفصائل الصفوية التي تدعي ( المئاومة ) لأن هذه اللفظة الوحيدة التي يمكن أن تكون قريبة جدًا من وصفها الحقيقي .

4 : تحركوا على الأحرار في العالم المؤثرين في كل الدول المتواجدين فيها أنتم أو مسؤولو الاحزاب والمنظمات وانقلوا لها واقع ما يجري بالأدلة من خلال جمعها وتدقيقها ،ويُمكنكم الاستفادة من عقول القادة المُتواجدين معكم وخبرتهم في هذا المجال .

5 : أنصح أي تنظيم أو حزب أو جماعة بتشكيل هيئة الحكماء التي تجمع المثقفين والعلماء ،والاشخاص الذين لديهم بصيرة ثاقبة إضافة إلى البصر، من الذين يمكنهم رؤية المستقبل أكثر دقة ووضوحًا، حتى لاتنطلي علهم الأكاذيب والخدع التي جعلت الكثير من القوى الوطنية كتنظيمات أو أفراد يمضون في خدمتهم دون وعي منهم أو تخطيط أو دراية ،وعندما يكتشفون ذلك يكون الوقت قد فات على سد الثغرات وتصليح الهوة الخطيرة ،ومنها ما وصلنا إليه أو الأخطر الذي سنصل إليه لأننا جميعًا كنا ولانزال نتأثر بما قال وفكر وقرر وصرح ترامب وخامنئي، ونشر فلان صورة أو غرد في التويتر ، فيتراكض الجميع على التبشير وبث الأمل واطلاق الوعود .

6 : الكثير من قادة الفصائل التي قاتلت المحتل مازالوا على قيد الحياة ،فلا تبخسوا مواقفهم واتركوا كلمة الشيعة والسنة والعرب والأكراد فمن جميع هذه الفئات قاتلوا ،ونعرف اسماءهم ،وهذا من أهم الأسباب التي أدت إلى خروجهم وتركهم ساحة العمليات بعد أن تصدر المُحتالون المشهد ؛ومواقع المسؤولية في الكثير من الفصائل ، وما سكوتهم إلا لأنهم فعلوا كل ذلك من أجل الله وليس من أجل أن يثني عليهم أو يذكرهم أحد .

7 : جهزوا مواقع تنشر بكل اللغات لتنقلوا الصور الحقيقية لما يجري في العراق بشكل خاص والأمة بشكل عام إلى كل العالم .

8 : تأكدوا من الأموال والمساعدات التي ترسلونها لعلكم تتصورون أنكم تدعمونهم ،فكروش البعض وصلت حتى أقدامهم ،وآخرون عملاء دفعوا بين صفوفكم ونجحوا في اختراقكم ،وأنتم تقبعون في سبات عظيم! نرجو الله السلامة .

عليكم أن تكونوا صادقين مع الله ،ثم مع أنفسكم والناس، وكنس الأوهام والأفكار المريضة التي تسللت إلى عقول البعض إن أردتم عزًا ونصرا ورحمة وفرجًا قريبًا ؛وإلا صدقوني لن نراه أبدًا حتى يأذن الله .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى