تحقيقات

تسألني عن “العجز وقلة الحيلة”.. فتعال أحدثك عن مخيمات سوريا!

أحمد الحسين . رسالة بوست

أمطار غزيرة تسببت بفيضانات وسيول جارفة أدت إلى تدمير عدد كبير من مخيمات النازحين في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة، وتشريد آلاف العائلات في ريفي حلب وإدلب.
وتحولت المخيمات بعد الهطولات المطرية الغزيرة إلى برك طينية. وتسببت السيول بقطع الطرق الترابية التي تصل بعض المخيمات بمحيطها في ريف حلب الشمالي، وشمالي إدلب. عشرات المخيمات العشوائية المقامة في بساتين الزيتون تضررت بشكل كبير. واحتاج الكثير من الأهالي لمن ينقذهم بعدما ارتفع منسوب المياه في بعض المناطق إلى أكثر من نصف متر.
واقتصرت عمليات الاستجابة الطارئة خلال اليومين الماضيين، من قبل المجالس المحلية، والمنظمات الإنسانية، على نقل العائلات المتضررة التي فقدت خيامها بسبب السيول إلى مراكز إيواء، ومخيمات جديدة أقيمت على عجل في مناطق الداخل في ريفي حلب وإدلب.
بعض المخيمات العشوائية في المناطق المنخفضة في ريف إدلب الشمالي التي أغرقتها مياه الأمطار بشكل شبه كامل.
سكان المخيمات حمّلوا المجالس المحلية والمنظمات الإنسانية مسؤولية الكارثة التي حلت بهم، بعدما وجهوا مناشدات للجهات المسؤولة عن دعم المخيمات في المنطقة لاتخاذ احتياطات احترازية للتخفيف من أضرار الأمطار الغزيرة.
الهطولات المطرية الغزيرة في الشمال السوري بدأت منذ منتصف كانون الثاني لتبدأ معها معاناة النازحين بشكل تدريجي.
ونشر “منسقو الاستجابة شمالي سوريا”، الخميس، تقريراً حول الآثار التي تسببت بها العاصفة المطرية على مخيمات النازحين. وبحسب التقرير، فإن ما يزيد عن 6500 عائلة قد تضررت بفعل السيول، كما جرفت المياه 220 خيمة في تجمع مخيمات أطمة، في حين تضررت 550 خيمة بسبب دخول السيول والرواسب إليها، إضافة لسقوط عشرات المنازل الاسمنتية بسبب سوء التنفيذ وعدم قدرتها على مواجهة الأمطار، وبحسب التقرير فإن المخيمات الأكبر تضرراً هي في ريف ادلب بالإضافة إلى عشرات المخيمات العشوائية بالقرب من مدينتي سرمدا والدانا بريف إدلب الشمالي، إضافة لمخيم الويس شمالي مدينة سراقب، ومخيمات مدينة معرة النعمان، ومخيمات صلاح الدين، والزوف، والوفاء، والمداجن بريف إدلب الغربي.
إحصاء الأضرار في المخيمات مستمر، وفرق الإنقاذ والطوارئ، وفرق الدفاع المدني لا زالت تعمل على تقديم المساعدة لقاطني المخيمات، وإعادة فتح الطرقات لإخراجهم إلى أماكن آمنة .
هناك ضغط سكاني كبير على المخيمات الأقل ضرراً نتيجة توجه سكان المخيمات المتضررة إليها، وهناك حاجة ماسة إلى تقديم المساعدات، وسلال الطوارئ الإغاثية بشكل عاجل للعائلات المتضررة “.
في الحقيقة الكارثة ستتكرر إذا لم يتم التعامل بجدية مع واقع المخيمات، يجب تعبيد أرض المخيمات بالحجارة، والحصى على الأقل، وتأهيل شبكات الصرف الصحي، وتصريف للمياه، ونقل المخيمات الواقعة في الوديان، والمجاري.


السؤال هنا :
لماذا الجهات المسؤوله لم تتعامل بجدية مع المعلومات المتوفرة لمنع وقوع الكارثة! وهناك أكثر من 700 ألف نازح في ريف إدلب الشمالي يضاف إليهم 200 ألف نازح في ريف حلب، أي أن ما يقارب مليون نازح يسكنون في مخيمات الشمال في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة.
عندما يغرق أطفال المخيمات، و يموتون بردًا دون أن يهتز العالم لهم، أو تهتز مواضع السجود بالدعاء لهم، و دون أن يُدرى بهم حتى .. فنحن موتى حقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى