مقالات

الخطر الأكبر آتٍ فماذا نحن فاعلون؟

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

بعد ثلاثة أشهر تقريباً،وما بين السادس عشر من نيسان، والسادس عشر من أيار، سيُجري النظام المجرم في دمشق انتخابات رئاسية لمدة سبعة أعوام مقبلة، وسيتقدم لها الخائن “بشار الأسد” كأحد المرشحين، بالإضافة لمن يود من السوريين خوض غمارها، شريطة أن تتوفر فيه مؤهلات الخيانة والوضاعة والدناءة ، لكي تتحقق فيها الندّية والتنافس”اللا شريف”
على هذا الموقع الذي احتكرته “العائلة الأسدية” لمدة خمسين عام خلت. فمنذ استيلاء الهالك”حافظ الأسد” علي الحكم في العام السبعين من القرن الماضي، وحتى سنة هلاكه في العام 2000 ،ولمدة ثلاثين عاماً أمضاها كرئيس للبلاد، لم تُجرَ في سوريا خلالها أية انتخابات رئاسية، بل كانت السُنّة المتبعة آنذاك هي :اجراء إستفتاء على شخص المرشح الوحيد لها “حافظ الأسد” ،حيث تجري عملية الإستفتاء بكل سلاسة وانسيابية، وبإقبال جماهيري منقطع النظير-تُساق فيه الجماهير كالقطعان-وبأجواء احتفالية تنتهي بإعلان نتيجة الإستفتاء بنسبة99999%
وبطلّة بهّية من الرئيس عبر الشاشات أو من شرفة من شرف القصر الجمهوري ملوحاً بيديه لشعبه بالتحية، شاكراً له إخلاصه لسيّده، وتجديد البيعة له “طواعية
دون ضغط أو إكراه”!

وبعد هلاك الخائن الأكبر “حافظ”،وبعد أن تمّ التوريث للخائن الأصغر”بشار”،سار الوريث على نهج الهالك في هذا المضمار، واستمرّ الاستفتاء على منصب الرئاسة دون إجراء انتخابات لدورتين رئاسيتين، جاءت نتائجهما كما كانت تأتي على عهد الوالد!.

إلاّ أن المستجدات من الظروف،وتحت مطرقة ثورة الشعب السوري جعلت النظام يغيّر من أساليب اللعبة، بأسلوب التفافي، حيث أجريت انتخابات العام 2014 -ولأول مرة في عهد آل الأسد؛ حيث ترشٰح لها أحد السوريين- حسان النوري، مرشح أجهزة امن النظام – حيث حاز على ما يقرب من نصف مليون صوت وبنسبة 4% من أصوات الناخبين! بينما حصل المرشح الآخر”بشار الأسد” على ما يزيد عن عشرة ملايين صوت ،بالرغم من حالة الحرب التي تعم البلاد التي ادت إلى تشتيت الشعب السوري في كل أصقاع المعمورة!
انتخابات عام 2014 لم تعترف بها معظم دول العالم لأنها كانت عبارة عن مسرحية هزلية أشرف على إخراجها المحتل الروسي والمحتل الإيراني.

كل هذا الذي ذكرناه معروف من قبل الجميع وبات ذكرى أليمة من الماضي ،لكن الضرورة دفعتنا للتذكير به،ونحن على مقربة من جريمة سترتكب بحق الوطن السوري وبحق الشعب السوري، إذا ما تهاونّا في التصدي لها بكل ما أوتينا من قوى الرفض الثوري، وعلى مختلف الأصعدة، وبكل الأساليب المتاحة، وبتظافر وعمل منسق، وبجهد ثوري من قبل الجميع -منظمات وأحزاب سياسية وهيئات وجمعيات مدنية، ومن خلال خطوات منظمة وممنهجة، نُظهر من خلالها الرفض المطلق لهذه الإنتخابات، تحت أية مسمى أو ذريعة أو مبررات استدعتها “ضرورات المرحلة” كما يسوّق لها أعداء الشعب السوري، ويروّج لها المتخاذلون من قادة المعارضة، ممن يدّعون تمثيلهم لهذا الشعب.

. على جماهير الشعب السوري في كل موقع، وعلى أية أرض، وتحت أي مسمى كان، أن يعلن رفضه للانتخابات، ويُجرّم كل من يشارك بها أو يتخذ منها موقفاً موارباً ،وعلى وجه الخصوص، أولئك الذين لا زالوا يتهافتون على جولات التفاوض مع النظام المجرم بدعوى ضرورات الحل السياسي.
المشاركة في الإنتخابات المقبلة ،سواء بالترشح، أو بالتصويت، جريمة كبرى ستؤدي إلى إسقاط الجرائم عن النظام وإعادة تأهيله والقبول بنتائجها، وهذا ما يسعى له المتآمرون على سوريا وشعبها، وهذا ما تسعى له منظمة الأمم المتحدة التي باتت متواطئة مع الذين يسعون إلى تمييع القرارات الدولية التي صدرت عنها، بعد أن تبدّلت المواقف الدولية وتغيّرت بدوافع لا أخلاقية!
إذا مرّت هذه الانتخابات دون تعطيل، فليعلم من يريد أن يعلم بأننا في طريقنا إلى التسليم بالهزيمة، وأننا سائرون في طريقنا من حالة القهر والاستبداد إلى حالة العبودية المطلقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى