اقتصاد

تعويم العملة وتبرير تأخر العلاج… منظومة الأسد اﻻقتصادية “الجبانة”

فراس العبيد – رسالة بوست
قالت د.لميا عاصي، وزيرة اﻻقتصاد في حكومة اﻷسد سابقا؛ “ممكن أن تلجأ سوريا إلى تعويم العملة، وتصل الدول لهذه المرحلة عند اقترابها من الإفلاس”.
جملة مختصرة؛ تكشف ما قاله، ابسط مواطن سوري، خرج في الحراك الثوري، ضد نظامٍ فاسد، ورغم أنّ “عاصي” لم تاتِ بالذيب من ذيله أو تكتشف البارود، إﻻ أنّ لتلك التصريحات في وسائل اﻹعلام الموالية، تبعات، على اﻷقل في المدى البعيد، وتمهيدا للتشكيك في قدرة “بشار” على إدراة البلاد، وخاصة مفصلها اﻻقتصادي وهو “عصب حياة الدول.
وتكمل عاصي؛ “السياسات الاقتصادية في سوريا تؤدي إلى الخراب، ولست متفائلة بالوضع الاقتصادي إلا في حال حدث إجراءات أخرى”.
ورغم أنها لم تكشف عن تلك “اﻹجراءات اﻷخرى” إﻻ أنها معروفة مسبقًا، لدى بسطاء الناس، كما أسلفنا، فمثال رامي مخلوف، نماذج واضحة لمن يلعب على “دوزان” إيقاع الاقتصاد.
وتكشف عاصي أن؛ “المعالجة تأتي متأخرة لأي قضية اقتصادية أو نقدية، مثل أسعار الحوالات الخارجية وهي غير مشجعة، كونها تعرض المواطن للخسائر، وقدمنا نصائح لتعديل سعر الحوالات الخارجية فقط، ولكن لم تتم الاستجابة”.
وأضافت؛ “الفروقات بين سعر صرف السوق السوداء والسعر الرسمي كبير وهذا يساعد على المضاربة أكثر، وهذا ينعكس على اسعار السلع وعلى المواطنين”.
والحقيقة أن المشكلة اﻻقتصادية السورية ليست في تأخر المعالجة، كما زعمت عاصي، بل إنها عصارة تولية “المفسدين”، فانتقال المال من جيب مخلوف إلى حقيبة أسماء اﻷخرس، زوجة اﻷسد، مثال آخر على تلك العقلية المتأخرة.
وﻷنه ليس بعد الكفر ذنب؛ فإن دولة كسوريا، محكومة بمنظومة فاسدة، لا يمكن العتويل فيها على مقولة؛ “أن تأتي متأخرًا خير من أﻻ تأتي”، إذ إن البلد في منظور تلك الطغمة مجرد “درج أو خزانة مال” تدور مفاتيحها من الولد إلى العم أو الخال، وهكذا.
بالمختصر؛ أصابت عاصي، قليلاً، وابتعدت عن “أس المشكلة ورأسها”، فإذا ما كانت أكثر صراحةً مع نفسها وجمهورها الموالي، خلصت إلى النتيجة الصواب، وهذا مستحيل، في دولة “البوليس” إن فرضنا جدلا صدق الدكتورة.
وتقول عاصي؛ ” سياسة تمويل المستوردات غير مفهومة.. التجار يتمولون من المركزي بسعر دولار رخيص، ويطرحون السلع بسعر دولار السوق السوداء والفارق تذهب للحيتان والمواطن لم يستفد شيء”.
ما سبق مجرد تلميح أو تصريح ضمن هامش سمح به “البوليس”، لكن هل تستطيع عاصي وغيرها القول من هم “الحيتان”؟!
الحيتان ليسوا مجرد شخصيات اليوم، إنها دول اشترت من اﻷسد الذي لا يملك “اﻻمتيازات”، و”الصفقات” إلى أجلٍ بعيد، هم حلفاء القتل والفكر المنحرف “الروس واﻹيرنيين”.
كتب الراحل، محمد الماغوط؛ “الوطن حيث تتوفر مقومات الحياة لامسببات الموت!”، وكنت أول أمس تحدثت عن “نظرية تدوير المنتجات.. قصة القرود واﻷسد”، وختمت بما يجب التذكير به ردا على كلام “د.عاصي” عن التأخر الذي أشارت إليه؛
((وسألت نفسي ماذا لو نجح اﻷسد في تلك اﻻنتخابات النزيهة؟
وصادفني ورقة من دفاتري العتيقة مكتوب برأسها، وﻻ أعرف قائلها؛ “نجحت القرود في السيطرة على السيارة، لكنها عجزت عن قيادتها.. السيطرة لا تعني القيادة كما هو حالنا اليوم!!”.)).
منظومة الأسد اﻻقتصادية “الجبانة”.. و”الفاسدة” هذه هي الحقيقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى