دين ودنيا

حذف إحدى اللّامَيْنِ

الـحَسن ولد ماديكْ

باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة
رئيس مركز إحياء للبحوث والدراسات
عرض مقالات الكاتب

في نحو: ﴿الَّيْل﴾ ﴿اللّائِي﴾ الأربعة ﴿التِـي﴾ بالمفرد ﴿الـــتِـي﴾ بالجمع ﴿الذي﴾ مفردا ومثنّـى وجمعا، اتّفق الشيخان الدَّانِـيُّ وأبو داوود على أنّه رُسِمَ بِلامٍ واحدة، وكذلك ﴿وَالَّيْسَعَ﴾[الأنعام 86] [ص 48] بِثِقْلِ لامٍ مفتوحةٍ لحمزة والكسائي وخلف، قال الشيخ علي محمد الضباع رحمه الله في سمير الطالبين: “ورجّح الدّانِـيُّ أن تكون المحذوفةُ الثانيةَ، واختار أبو داوود أن تكون الأولى، وعليه العمل” اهـ.واحتجّ أبو داوود في التنزيل لحذفِ لامِ التعريف بالاتّفاق على رسم ﴿مَدَّ﴾ ولكأنّه يعني إدغام المتماثلَيْن في كلمة واحدة. ورجَّحَ الدّانِـيُّ في الْـمُقنِع حذفَ اللّام الأصلية التي هي فاء الكلمة ويعني تجريدَ اللّام بعد ألف الوصل من حركات الضبط. قال الحسن ولد ماديك: ومذهب الدّانـِيِّ أقربُ إلـى التحقيق والتحرير والتأصيل للقرائن التاليةِ: أولا: سقوطُ احتجاج أبي داوود ومن تبِعه كالتجيبِـيّ وابن عاشر وشرشال برسم ﴿مَدَّ﴾ وبابِها بالمعلوم بالضرورة في القراءات باتِّفاقِها على نقل حركة الهمز إلى الساكن قبلها بعد إسقاطه بالمرّة كما في ﴿قَدَ افْلَحَ﴾ و ﴿الِايـمَانِ﴾ لورشٍ وكما اتَّفقوا عليه لحمزة وهشام مِن النقل في باب الوقف على الهمز ويعني سُقوط الـحَرْفِ الثاني وَإِلقاءِ حركتِه على الساكِن قبلَه كما في ﴿الَّيْل﴾ و ﴿الذي﴾ و ﴿التِـي﴾ وسائر الباب.ثانيا: أنّ التحقيق يقتضي الإقرارَ بأنّ حركةَ الْـحرفِ الْـمُدغَم فيه هي الْـمُلقاةُ على الحَرْفِ الساكِن الْـمُدغَمِ وإلّا لَـمَا صَحّ الإدغام لامْتناعِ إدغام المتحرِّك في الساكنِ نحو ﴿مَدَدْنَاهَا﴾.ثالثا: اتّفاقُ الْـمُصنِّفين مِن طُرُقِ الرُّواةِ كابن مهران وابْنَـيْ غلبون ومكّيٍّ والدّانِـي والشاطبي وغيرِهم على أنّ الأداء بالإدغام الكبير هو بإسكان أول الْـمُتحركَيْنِ وإدغامِهِ في الثاني المتحرِّك.رابعا: الضبط المتفق عليه في كلمة (الله) مما يتأصل به مذهب الداني لتعرية لام العرف التي قال الداني بإسقاطها في (اليل) وبابها، وإنما لم ترسم كلمة (الله) بلام واحدة بعد همزة الوصل لأنها كلمة معرفة لا نكرة فيها بخلاف (ليل)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى