مقالات

(فيلق القدس) أم (فيلق الفرس) ؟!

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

جازت السنّة النبوية المشرفة للمسلمين، زيارة قبور موتاهم، والسلام على ساكنيها،والترحّم على من فيها، شريطة أن لا تكون الزيارة، زيارة تقديس وتبرّك، وتوسيط الميت لكي يكون شفيعاً للأحياء عند ربهم، شافياً لأمراضهم، مطعما ً لعيالهم،بل لأخذ العبرة والعظة من مصيبة الموت، كي يتذكر الزائر دائماً أنه خلق من تراب وسيعود إلى التراب، وينتهي إلى تراب.
ولكن هناك ملل وفرق دينية دأب أهلها على تعظيم قبور موتاهم وجعلها محجاً وموضع قداسة لهم، يطوفون حولها، ويتبركون بأحجارها، ويتمسحون بأبوابها ونوافدها، وهذا ما نراه على -وجه الخصوص- لدى الكثير من معتنقي المذهب (الشيعي).

ما دفعني لكتابة هذه المقدمة، ما يتردد عن اعتزام
الأحزاب الدينية في العراق، -العميلة لإيران- وبضغط منها على حكومة بلادهم المتهالكة، والمسيطر عليها من قبل ميليشيات الحرس الثوري الإيراني، وميليشيات الحشد الشعبي الطائفي ،اعتزامها تشييد بناء ضخم في المكان الذي لقي فيه الهالك (قاسم سليماني) وشرذمة من اتباعه مصرعهم جرّاء قصف صاروخي، استهدف موكبهم الإجرامي، بالقرب من مطار بغداد، في العام الماضي والذي تمر ذكراه في مثل هذا اليوم، ليكون ضريحاً له يضاف إلى العديد من الأضرحة والمزارات، التي تتزايد، وتزداد معها التبعية لمشيئة وإرادة (الملالي) التي تعمل على تجهيل اتباعها لتستمر في حكمهم وسلبهم ما يملكون .
الأضرحة والمزارت تتزايد كلما غيّب الموت رجلاً يدّعي إمامة المسلمين -الخميني مثالاً- او مستبداً طاغية يدعي الوطنية -حافظ الأسد مثالاً-، فقد غدت مدينة (قم) في إيران مقدسة، لقداسة الهالك (الخميني)،وكذلك (القرداحة)في سوريا كونها تضم رفاة الخائن (حافظ الأسد) الذي أجبرت أجهزة مخابراته الكثير من أبناء الشعب السوري وساقتهم قهراً وجبراً لزيارة مثواه والتبرك بجرائمه وتجديد الولاء لخليفته.

الهالك (سليماني) الذي ترأس منظومة الإرهاب الفارسي التي يطلق عليها “الحرس الثوري الإيراني” وفي طليعتها ما يسمى -زوراً وبهتانا- (فيلق القدس) وما هو إلاّ فيلقاً (للفرس) كانت مهمته -ولا تزال- تقويض المجتمعات-خاصة العربية- من خلال تكريس التعصب المذهبي والطائفي،ودعم الأنظمة الاستبدادية الموالية لإيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
في المقابلة التي أجرتها قناة (الميادين) الإيرانية،مع المجرم (حسن نصر الله) والتي يشرف على برامجها عميل إيران (غسان بن جدو)، المخبر الذي اخترق قناة (الجزيرة) مع زميلته في فرع المخابرات الجوية، محضية (بشار الأسد)،الجاسوسة (لونا الشبل)،حيث أشاد المجرم (حسن) بإنجازات (حاج قاسم) -كما يسميه- وتغنى بتاريخه الحافل بالجرائم وكيف كان له شرف إجهاض الربيع العربي، وتمكين النظام المجرم في دمشق من الإستمرار في حرب الإبادة التي تستهدف شعب سوريا،حيث تفاخر (حسن) بجرائم (الحاج قاسم) بكل وقاحة، ودون رادع أخلاقي او خوف من تبعات ما يقول، فما قاله وما تحدث به هو: قول مرخّص به إسرائيلياً وأمريكياً!

سينتهي (حسن) كما انتهى (قاسم)بعد أن يؤدي الدورالمسند له، وسيسطر التاريخ لكل منهما صفحة في أسفار شعب الله المختار وخدمة مشروع بني صهيون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى