منوعات

هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله

محمد رضوان ملاك

كاتب أردني
عرض مقالات الكاتب

هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله….

عندما تمر بالعبد المؤمن البلايا من كل حدب وصوب ،ويبحث عن مخرج فلا يجد وتزداد الشدة ضراوة وتكاد القلوب تخرج من الصدور لشدة الكرب؛ عندها ينقسم مدعو الإيمان لقسمين :

القسم الأول يقول ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً؛
أين وعد إجابة الدعاء ؟!
أين وعد النصر والتمكين ؟!
أين ماكنتم تحدثوننا به أيها العلماء عن أن النصر مع الصبر ؟!
وأين إنما النصر صبر ساعة ؟!
إنه لغرور كله وباطل كله ولم نر إلا ما يسوءنا …

وترى سلاسل المتساقطين والمتساقطات والمتهافتين والمتهافتات وما أكثرهم يبدلون ويغيرون بعدما طال عليهم الأمد فقست قلوبهم فيصير معروفهم منكراً ومنكرهم معروفاً؛ وما كانوا يتبرؤون منه بالأمس إذا هم ينادون به اليوم وما كانوا ينادون به الأمس يتنكرون له أشد التنكر فقد بطل السحر وبانت الأمور ولم يعد الإيمان مجدياً ….

أما القسم الثاني الذين خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم ؛ وما أقلهم فلا ترتد قلوبهم على أدبارها فحالهم على النقيض من أولئك تماماً، فكلما ازداد البلاء ازداد الإيمان بوعد الله فلسان حالهم “هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله” فيزدادون تمسكاً بإيمانهم برغم زوغان الأبصار ،وبلوغ القلوب الحناجر، والكل يرميهم بشتى التهم ألا ترون الواقع ألا تعقلون فلا يزيدهم ذلك إلا إيماناً وتسليماً…

ويبلغ الباطل ذروته والشدة منتهاها ويكون الواقع أشد ما يكون ألماً على أهل الإيمان، وتنقضي مدة الشدة بعد تماديها ،وقد محصت مدعي الإيمان إلى صادق وكاذب، ومؤمن ومنافق..

وتنزل بعد ذلك الفتوح الربانية من إجابة الدعاء ،وتحقيق الرجاء بعدما تحققت مشيئة الله سبحانه واستخلصت من بين الفرث والدم اللبن الخالص الصافي السائغ للشاربين فاستحقوا لفظ المؤمنين حقاً؛

ولحق الخزي والعار على الظانين بالله ظن السوء، وأخرج الله أضغانهم من قلوبهم التي كانت مخبوءة فيها ليعاملهم بها بعدله….

فعاث يميناً وعاث شمالاً يا عباد الله فاثبتوا…
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم يا مصرف القلوب والأبصار صرف قلوبنا على طاعتك
اللهم نعوذ بعزتك أن تصلنا لا إلٰه إلا أنت أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون
اللهم نعوذ بك من الحور بعد الكور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى