مقالات

حماس تخوّن المغرب وتتناسى خيانتها

نعيم مصطفى

مدير التحرير
عرض مقالات الكاتب

كتبت مقالاً منذ ما ينوف على سبعة أشهر يتعلق بحركة حماس التي طالما ساندتها الجماهير الإسلامية، والعربية، بكل محبة، وبكل ما تملك من أدوات المناصرة، وكان مقالي نقداً لاذعاً، وحزناً عميقًا لما آلت إليه حالها، بعد استشهاد المؤسسين الشيخ أحمد ياسين، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي اللذين، وضعا نصب أعينهما الشهادة، أو النصر من أجل رفع راية الإسلام، وقد نالا ما اشرأبت إليه نفوسهما، فخلف من بعدهم خلف ضيعوا الأمانة، وراحوا يلهثون خلف المناصب، والمال.

وقد كان فحوى النقد لحماس هو وقوفها بجانب السفاحين الطائفيين بشار أسد، وحسن نصر الله، وخامنئي، ضد الشعب السوري.

والغريب بالموضوع أن حماس بعد هذه الفترة الزمنية تستخدم السلاح نفسه سلاح النقد  الذي واجهناها به، ضد من يمد يده الآن للتطبيع مع إسرائيل، وترى كما قلنا لها أنهم قدموا البراغماتية، والمصالح على المبادئ، وأنهم خانوا مبادئ حركتهم المستند إلى الشريعة الإسلامية الغراء.

منذ أيام قامت دولة المغرب ممثلة بالحزب الإسلامي الحاكم حزب العدالة، والتنمية، بخطوة مشينة بل إنها خيانة للقضية الفلسطينية التي نعتبرها نحن العرب، والمسلمين قضية المسلمين، والعرب الأولى كما أننا نعتبر القضية السورية، واليمنية، والليبية، وكل قضايا الأمة هي قضيتنا الأساسية، وتكون الأولوية في نظرنا في تقييم أي القضايا أهم ليس جغرافياً ولا تاريخياً، وإنما تكمن  في سفك الدماء والتعذيب، والتهجير والمعاناة بشتى ألوانها…

وأقتبس من الانتقادات التي وجهتها حماس للمغرب ثم أسقط ذلك على سلوكها.

قالت حماس” إن وقوف زعيم إسلامي إلى جانب مجرم حرب تلطخت يداه بدماء الشعب الفلسطيني هو مشهد محزن مؤلم”.

وأضافت ” هو خروج عن مبادئ الحزب”

وأضافت ” إن التوقيع هو كسر لموقف التيار الإسلامي المجمع على رفض التطبيع مع الاحتلال، معتبرةً أن المبادئ لا تتجزأ والمصالح الآنية، والمكاسب السياسية لا يمكن أن تكون على حساب قضية الأمة الأولى”

وقال باسم نعيم القيادي في حماس:

” المؤسف أن العثماني محسوب على التيار الإسلامي النهضوي، ويوقع مع مائير بن شابات المسؤول عن هدم، وتدمير بيوت الفلسطينيين في حرب 2014 على غزة.

أما القيادي محمود الزهار الذي يؤيد إيران بقوة ويرى بنظرة وطنية ضيقة بعيدة عن مبادئ الإسلام الحقيقية أن ما يهمه أن تنعم غزة بالأمن والسكينة.

انتقد المغرب بنبرة مرتفعة قائلاً:

“إن ما أقدم عليه حزب العدالة ،والتنمية في المغرب مخالف للعقيدة الإسلامية، ومساس بقواعد إسلامية لا يجب التفريط فيها، وأضاف على قادة الحزب أن يسألوا أنفسهم ماذا سوف يجيبون الله عندما يسألهم عن هذه المخالفة الشرعية؟ وماذا سيقولون لربهم عندما يوضعون في قبورهم؟”.

هذا كلام رائع لقادة حماس ونحن نتقاطع معه مئة بالمئة، وأريد أن أسقط هذا الكلام ذاته على موقفهم ممن دمروا الشعب السوري، وهجروه ودمروه بسبب الدين والعقيدة الذي تتحدثون عنه، وقبل ذلك أريد أن أقف عند إحصائية تجعل المسألة أكثر وضوحاً.

عدد الشهداء الذين قتلتهم إسرائيل منذ تأسيس الكيان الصهيوني /15/ خمسة عشر ألفاً، وعدد شهداء الشعب السوري تجاوز المليون .

المساحة التي احتلتها إسرائيل /15/ خمسة عشر ألف كم مربع، والمساحات التي أجلي سكانها عنها على يد العصابة الأسدية والمستعمر الروسي والإيراني أكثر من /100/ مئة ألف كم مربع.

عدد سكان الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم سنة/1948/ هو/ 400/ ألف لاجئ، عدد السوريين الذين تم تهجيرهم في السنوات من /2011- 2018/أكثر من عشرة ملايين لاجئ.

والآن نقول إن عدو الأمة الإسلامية ليس فقط إسرائيل، وإنما كل من يحارب الإسلام، والمسلمين، وهذا لعمري ينطبق على بشار وإيران وحسن…بشار الأسد لم يقتل، ويهجر إلا السنة، وهذا كلام موثق، وليس كلام عواطف، أو مواقف، وقد قتل أبوه – وهو حاول السير على نهجه ،فتجاوزه بآلاف الكيلو مترات – نحو أربعين ألف في مجزرة حماة الشهيرة بحجة أنهم ينتمون للفكر الذي تعتنقه حماس.

يا اسماعيل هنية ماذا ستقول لربك كما يقول الزهار عندما تدخل إلى قبرك إذا سألك لماذا قلت عن سفاح السوريين قاسم سليماني شهيد شهيد شهيد .

وياخالد مشعل ماذا ستقول لربك عندما سوغت ثناءك على النظام لأنه احتضنك، وهل إذا خرج أبو لهب وأبو جهل من قبريهما، واحتضنوا حماس يجب أن تؤيديهما!!

أريد أن أقول لكم حقيقة غابت عن ذهنكم أيها الحمسانيون، وهي أن سبب احتضان بشار، وأبيه من قبله لكم إضافة إلى المتاجرة بقضيتكم أمام الشعوب المسلمة، هو جعلكم فخاً يصطاد السوريين الإسلاميين من خلالكم، والدليل على ذلك أن هناك المادة /49/ التي سنها حافظ أسد وأقرها بشار وهي الحكم بالإعدام على كل من ينتمي لفكر حماس، وانظروا إلى حوارات بشار وحبه لكم، لا يكاد يوجد، بل لا يوجد خطاب إلا وينفث فيه ما يجيش في صدره من الحقد، والكراهية، والبغض التي لا مثيل لها.

أيها الإخوة الحمسايون عودوا إلى رشدكم، وإلى حاضنتكم الشعبية التي أحبتكم حباً جما ؛لأنها وجدت فيكم الصدق، والإسلام المعتدل الذي تحبه، وكما قلتم في نصيحتكم لإخوانكم المغاربة:” إن المبادئ لا تتجزأ”.       

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى