تابع كل مسلم تداعيات الرسوم المسيئة لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم ، وخاصة مع وجود بعض الساسة على الساحة الدولية والإقليمية لا يعرفون شيء عن السياسة أو الحكمة ،فضلاً عن الأدب واللباقة ، من الغرب وحتى للأسف من المسلمين .
وتتزايد هذه التداعيات شدًا وجذبًا متأثرة بتصريحات هؤلاء الحمقى ، ونحن في أتم السرور لما نتج من هذه الحماقات – الرسوم والتصريحات – وما تبعها من إفاقة المجتمع المسلم وتوحيده على قضية لا يختلف عليها اثنين من المسلمين ؛ وما أثارته فيهم من المحبة لرسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وأظهرت الترابط بين المسلمين وقوتهم الحقيقية كجسد واحد بعيد عن الأبعاد الجغرافية والخلافات السياسية .
فغضب المسلمون من طنجة إلى جاكرتا ، من المحيط إلى المحيط ، واتحدوا على المقاطعة كسلاح قوى لا يمكن لأحد أن يعطِلُهم فيه أو يعترض طريقهم أو يحبس حريتهم ، فضلاً عن أن يتسلط عليهم أو يفرض عليهم قراراتُه واختياراتُه .
إن الحملة التي يقودها المجتمع المسلم ضد هذه الممارسات التي تنال من عقيدته ونبيه ، وضد من يقفون خلف هذه الحماقات من المتغطرسين ، ناجعة ضاربة في أصلابهم ما لم يتوقعوه ، والاستمرار فيها واجب على كل مسلم ، والدعوة إليها والمشاركة فيها شرف لنا جميعا.
لقد اسمعنا صوتنا المكبوت في صدورنا مشارق الدنيا ومغاربها ، نحن المسلمين أسمعناهم صوتنا رغمًا عنهم وإذلالا لكبريائهم ، ذلك الصوت الذي طالما أخافهم وارّقهم .
وليس هذا ما أنا محدثكم عنه ،وما أردت تذكيركم به ، إن هؤلاء المتغطرسين الحاليين هم المستخربين السالفين من الماضي القريب والبعيد ، لم نر منهم إلا كل سوء وشر ولم يقدموا لنا إلا كل قبيح .
والآن اسأل كل مسلم ومسلمة – أخي وأختي أبى وأمي أبنائي وبناتي – ماذا وجدتم من خير عند هؤلاء حتى يكون حجم استهلاكنا من منتجاتهم بهذا القدر ، ولا اخص دولة بعينها ، فكلهم سواء .
وأقصد هنا المنتجات التي نستهلكها نحن الأفراد ، مثل الملابس والعطور والأغذية ،والتي بدائلها كثيرة لا تحصى ، وغالبها ترفيهي غير أساسي .
أفلا تتذكرون … ما فعله هؤلاء المستخربون خلال القرن الماضي في عالمنا الإسلامي ؟
هل من العقل والحكمة أن ننسي كل هذه الجرائم ونمد هؤلاء بأموالنا فى مقابل لا شيء فى كل وقت ، حتى إذا تكبروا وانتفخوا فأساءوا إلى معتقداتنا ومقدساتنا استفقنا وتذكرنا ؟!
إن كل مسلم لابد أن يراجع نفسه عند كل تعامل يقوم به , الم تسمعوا قول البارودي رحمه الله
إذا لم يكن للمرءِ عقلٌ يقوده *** فَيوشك أن يلقى حسامًا يقدهُ
فلابدّ لنا من إعمال العقل ووعى الدروس التاريخية ، حتى نعرف أعداءنا الحقيقيين ، فلا ننسى جرائمهم ضدنا التي ما زلنا نتجرع مرارتها حتى اليوم .
