كان يا ما كان في سالفِ العَصر والزَمان بلدٌ اِسمُهُ العِراق …
الخَيرُ على أرضِه يُراق . يَزهو فيه الرُطَب وَالرُمان . يَنعَمُ بِالأمنِ والأمان .
جَميلٌ لَطيف أَنيق . تجري بِه الأنهار . تَطولُ مِن جَمالهِ الأعمار . الثَروات كَثيرَة والمَرأة فيه أَميرَة . لكن فَجأة تَغيرَ اَلحال وصارَت في بِلادِها أَسيرَة حُراسَها مِن العَشيرَة ، لكِن لا شَرَف عندهُم وَلا غيرَة …
تَسلَلَ الظَلامُ إليه وَخَيَمَ اَلَلَيل عَلَيه ، غابَ أَهلَهُ أو غُيبوا بِلا ذَنب أذنَبوا ، ُقتِلوا أو هُجِروا أو هَربوا ومِنهُم لِلأخطار رَكِبوا … دَمَر الأوغاد كُل شَيء تَصحَبهُم الشُرطة ولم يَشعُروا بِالخَوف أو الوَرطَة ، لا يَعبُدونَ الله بَل الأصنام . سَرقوا الاغنام والانعام . عَبَّدوا لِبَني صِهيون الطَريق وأَشعَلوا في الدُنيا حَريق . كَبيرهُم عَن أفعالهِم راضي ، يُصَفِق لهُم القاضي …
قِصَتي حَقيقَة ولَيسَت مِن الخَيال ،غَطَت دِماءنا السُهول والوديان والجِبال ، والشَعب مِن حال إلى حال ، ذُل وَوَبال وَاَهوال ، اَلذَهَب الأسوَد سَرَقوه والأصفَر ، وَاحرقوا اليابِس والأخضَر ، خانَ مِنا كَثير ، غَني وَفَقير ، شُيوخٌ يُساقون بِالفلوس صاروا عَبيدا لِلمَجوس ، وباتَ الأراذِلُ سادَة ، فَجَروا دور العِبادَة ،لا تَعليم ولا تفهيم ، بَدَلوا الوِحدة بِالتَقسيم ، دَخلَ الوَباء مِن إيران ارض الشِرك وَالعِدوان …
قيلَ تعالوا نساوِم ، لا نُقاتِل أو نُقاوِم ونَبيعُ جارَنا غَنائِم ، فقد وَلى زَمانُ البطولة وَحلَّت مَكانَه الخِيانَة فإبليس طالَ لِسانَه والدَجالُ آن أوانَه والدينَ غابَ فُرسانَه …
يا لَيتَ حُلمي يَعود ومَعَهُ العَساكِر وَالجنود وَالقادة الجدود والسَلام يَسود .
سَأسكُت الآن عَن الكَلام المُباح فَقَد طَلَع الصَباح يا سادَة يا كِرام لَكُم مِني السَلام .
فقد أكمَلتُ لكُم الروايَة مِن البِدايَة الى النِهايَة فَخُذوا مِن تاريخنا العِبَر وَقصص العَمالة للبِشر وَتَعلَموا مِنها الدُروس …
عُيونُكم عَلى المَجوس
عُيونُكم عَلى المَجوس
عُيونُكم عَلى المَجوس
اللهُم لا تَرفَع لَهُم رايَة ولا تُحَقِق لَهُم غايَة وَاجعَل عَذابَهم لأمثالِهم عِبرَة وَأية .
