مقالات

لا تأخذنا للشط ؟

محمود الجاف

كاتب وصحفي عراقي
عرض مقالات الكاتب

السيد الكاظمي : استحلفك بالله ألا تأخذنا للشط ؟
أعجبني المثل الذي يقول ( يأخذك للشط ويرجعك عطشان ) ومعناه هو : أن تنتبه حتى لا يذهب جهدك هباءً منثورًا دون أن تجني منه فائدة ، ولهذا يجب الحذر من العمل في المكان والزمان ،ومع الشخص الخطأ، فبعض الناس صحبتهم كعدمها ،لأن الحيلة والكذب تجري مع الدماء في عروقهم …! وأنا من الذين سمعوه كثيرًا لأني نشأتُ في بيئة طيبة نقية ؛ولهذا كانوا يرددوه باستمرار على مسامعي ويبدو أن شخوصها قبلي زاروا هذا الشط ولكنهم بقوا عطاشا … وأنا أيضًا مُذ كبرت وكل حين أزوره وأعود ولم أرتو ! ولدغنا من ذات الجحر ألف مرة ولم ولن نتعظ ، ولا أقول إلا ما نردده جميعا حسبنا الله ونعم الوكيل … لطالما قادتنا إليه أمريكا والغرب ثم حكوماتنا وأعادونا إلى المربع الأول كما خرجنا أول مرة . فأرجوك أن تتقي الله فينا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ … الحديث )
لكل البشر في الدنيا حقوق، وعليهم واجبات ،ولديهم رغبات وأحلام . كل الشعوب على وجه الأرض إلا نحنُ ؛ حتى الحيوانات لديها حقوق ، ألا تدري أنك لو لمست الكنغر في أستراليا أو كلباً في فرنسا أو الفهد في أمريكا . بل حتى البقرة في الهند تنقلب عليك الدنيا رأسًا على عقب ؟
أين الإنسان من قوانينكم ؟
ألا تعلم إن حقوقنا تحولت إلى أحلام وتقلصت شيئًا فشيئًا وقريبًا قد تتلاشى ؟ … تركنا الاحتلال والقتل والاغتصاب والسرقات وقطع الحصة التموينية والتعليم الذي انتهى ؛والثقافة وانتشار الجهل والخرافة والجوع والفساد ووووو إلخ … الآن وصلنا إلى الرواتب فقط !

أنا ؛لا أتحدث عن نفسي رغم عدم استلام راتبي التقاعدي منذ 2003 حتى الآن ،ولا أعتقد أنني سأتشرف برؤيته، ولكن هل سيبقى الموظف والمتقاعد الفقير يُهرول خلف سرابه؟!
سأكشف لك سرًّا لايعرفه الكثيرون من الواهمين أمثالكم :

رغم أن التاريخ والأحداث تتكرر، لكن للأسف بعض البشر لايتخذون منه العبر ،ولهذا تعاد نفس صفحاته فاحذروا لأن هذا الشعب حَمّالٌ للأسى ،ولكنهُ عندما ينفجر سيجعل من الإسفلت المقشارة الحقيقية لجلود السياسيين ،وأرجو أن تتذكر كلامي وتبلغهُ لزملائك أثناء جلسات السمر تحت القمر، أو الاجتماعات وقت السحر أو عند الراحة على شاطئ البحر …
هاجر الكثيرون وقتل غيرهم ،وآخرون غُيبوا ،وجاع الملايين وكثر الأيتام ومُلأت البيوتُ بالأرامل ، والشارع يغلي من الشمال إلى الجنوب ،وأنتتم وعوائلكم تعيشون وتجسدون أدوار الملوك في قصص ألف ليلة وليلة ،وتدفعون به إلى ما لايُحمد عُقباه ،ولن تنقذكم منهُ أمريكا ولا الغرب ولا إيران .
وكما قيل : يرى الشاهد ما لا يرى الغائب …
مازال هنالك أملٌ وفرصة فاغتنمها بأي ثمن .
اللهم بلغت . اللهم فاشهد …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى