منوعات

ذكريات زمان

محمد الفضلي

كاتب وأديب سوري
عرض مقالات الكاتب

في مطلع التسعينات من القرن الماضي كان التلفزيون السوري بقناتيه الأولى و الثانية هو التلفزيون الوحيد تقريباً الذي يصل بثه إلى جميع أراضي الجمهورية العربية السورية، في ظل غياب المنافسة من أي محطات خاصة أو قنوات أجنبية، بعض أهم برامج التلفزيون السوري في تلك الفترة و التي يتذكر السوريون بعضها بحنين و بعضها الآخر بنوع من الفكاهة و التندر : 1. البرامج الرياضية أبرز البرامج الرياضية في تلك الفترة كان برنامج “محطات رياضية” الذي كان يبث كل ثلاثاء قبل نشرة أخبار الثامنة و النصف و كان يقدمه الإعلامي عدنان بوظو، و غالباً ما كان الوقت المخصص للبرنامج ينتهي قبل انتهاء الفقرات و الأخبار التي يفترض عرضها ! .برنامج “الأحد الرياضي” فكان يقدمه الإعلامي ياسر علي ديب. برنامج “عالم الرياضة” فكان يبث يوم الجمعة و كان يقدمه الإعلامي وجيه شويكي.لاحقاً بدأت القناة الثانية في التلفزيون السوري تبث برنامج “ما يطلبه الرياضيون” و الذي كان مخصصاً لبث مباريات و لقطات رياضية من الأرشيف، و قد تتالى على البرنامج عدد من المقدمين من بينهم الإعلامي مصطفى الآغا الذي انتقل لاحقاً إلى قناة إم بي سي. و إذاعياً لا يمكن أن ينسى السوريون برنامج “ملاعبنا الخضراء” الذي كان خطوة رائدة في زمنه حيث كان يتابع على الهواء مباشرة مباريات الدوري السوري في مختلف المحافظات و كان يبث على أثير إذاعة دمشق بعد ظهر كل يوم جمعة. 2. برامج النقابات و رسائل المحافظات جزء كبير من الدورة البرامجية للتلفزيون السوري كان مخصصاً لبرامج النقابات و التي كانت غالباً ما تثير ملل السوريين بسبب لغتها الرتيبة و موادها التي غالباً لا تهم إلا الشريحة التي يتناولها البرنامج، من هذه البرامج كان “بناة الأجيال” المخصص للمعلمين، “مع العمال” المخصص للعمال، “أرضنا الخضراء” المخصص للفلاحين، “الأيدي الماهرة” المخصص للحرفيين، “حماة الديار” المخصص للعسكريين، و برنامج “مع الشبيبة” المخصص لمنظمة شبيبة الثورة، و كانت هذه البرامج تبث غالباً في بداية فترة المساء بعد انتهاء برامج الأطفال. من جهة أخرى كان هناك رسائل المحافظات و التي كانت تحظى بمشاهدة لا بأس بها حيث كان تعرض مقابلات و أخبار من المحافظات السورية المختلفة.3. ما يطلبه الجمهور يعبر برنامج “ما يطلبه الجمهور” أحد أطول البرامج استمراراً على شاشة التلفزيون السوري، البرنامج الذي كان يبث في أمسية كل خميس قبل نشرة أخبار الثامنة و النصف كان يحظى بمشاهدة عالية، حيث كان تقريباً البرنامج الوحيد المخصص لبث الأغاني العربية، رغم أن معظم وقت البرنامج كان يذهب لقراءة الإهداءات التي تسبق كل أغنية، و بفضل هذا البرنامج تحولت مقدمته ماريا ديب أو “أم عمار” إلى علامة مسجلة في ذاكرة ذلك الجيل من السوريين و السوريات. 4. سهرة الخميس : “مجلة التلفزيون” و الفيلم العربي بدأ بث برنامج “مجلة التلفزيون” في السنوات الأولى من عمر التلفزيون العربي السوري، و قد تتالى عليه عدد كبير من المقدمين و المقدمات، و البرنامج الذي كان يبث كل خميس بعد نشرة أخبار الثامنة و النصف كان مخصصاً كما هو واضح من إسمه للحديث عن أخبار نجوم التلفزيون و لرصد الأعمال التلفزيونية الجديدة التي يتم الإعداد لها، أو لاستطلاع آراء المشاهدين بالبرامج التي بثها التلفزيون السوري خلال الأسبوع المنصرم، البرنامج المنوع كان يسبق بث الفيلم العربي الذي كان ما أن يبدأ حتى تقاطعه نشرة اخبار الساعة الحادية عشرة و التي قد تطول في بعض الأحيان حتى يكون المشاهد قد نسي حبكة الفيلم الذي بدأ بمشاهدته. 5. “طريق النجوم” : النسخة السورية من برامج الهواة لموسمين متتالين بث التلفزيون السوري برنامج “طريق النجوم” و الذي كان يقدمه الإعلامي ياسر علي ديب و الإعلامية عزة الشرع، و يمكن القول بأنه كان نسخة سورية مبكرة من برامج الهواة التي نشاهدها اليوم، البرنامج الذي كان الهواة يقدمون فيه مواهب مختلفة من غناء و تقديم تلفزيوني و تقليد و غيرها خرج عدداً غير قليل من المواهب التي لم تحظى بما تستحقه من شهرة و نجاح بسبب ضعف المتابعة و الإهتمام بها بعد انتهاء البرنامج.6. “منكم و إليكم و السلام عليكم” : المنوعات و الكاميرا الخفية تقديم عبد المعين عبد المجيد ثم عباس النوريمن البرامج الترفيهية التي قدمها التلفزيون السوري في هذه الفترة و التي حظيت بنجاح كبير داخل سوريا و خارجها برنامج “منكم و إليكم و السلام عليكم” و الذي قدم لأول مرة ثنائي الكاميرا الخفية زياد سحتوت و جمال شقدوحة الذين وقع ضحية لمقالبهما عدد غير قليل من النجوم السوريين و العرب 7. طرائف من العالم : لسنوات طويلة قدم الإعلامي الدكتور توفيق البجيرمي برنامج “طرائف من العالم” و الذي كان يستعرض فيه أطرف الأخبار المنوعة من كل أنحاء العالم، و كان ينهي كل خبر منها بعبارة “فتأمل يا رعاك الله”، البرنامج حقق شهرة كبيرة بين السوريين بسبب طرافة و غرابة الأخبار من جهة، و بسبب أسلوب البجيرمي المميز من جهة أخرى و الذي كان يتميز بدرجة عالية من البلاغة و السخرية في آن معاً. 8. “آفاق علمية” و “ظواهر مدهشة” : خيال علمي بنكهة سوريةبرنامج “آفاق علمية” الذي كان يقدمه الإعلامي الدكتور طالب عمران كان مخصصاً للظواهر الخارقة للطبيعة كالمخلوقات الفضائية و السفر عبر الزمن و عالم الأرواح و غيرها و التي كان يتم تناولها بأسلوب علمي رزين، و كان البرامج يحتوي بعض المقاطع التمثيلية التي كانت تثير خوف و فضول الكثير من المشاهدين. الدكتور طالب عمران كان يعد أيضاً برنامج “ظواهر مدهشة” الذي كان يقدم على أثير إذاعة دمشق و الذي كان يدور في نفس الفلك تقريباً. 9. “الشرطة في خدمة الشعب” و “حكم العدالة” : دراما الجريمة و العقاب يوم الثلاثاء من كل أسبوع كان موعد الجمهور السوري مع برنامجي “حكم العدالة” على أثير إذاعة دمشق، و “الشرطة في خدمة الشعب” على شاشة التلفزيون السوري، كلا البرنامجين كانا يقدمان قصص جرائم و سرقات من الواقع، الأول بشكل تمثيلي درامي و الثاني بشكل مقابلات مع المجرمين و الضحايا و ضباط الشرطة، البرنامجان في النهاية كانا يقدمان في إطار وعظي يعيد تقديم نفس الكليشيهات المعروفة من أن الجريمة لا تفيد و أنه ما من جريمة كاملة و أن يد العدالة لا بد أن تصل إلى المجرم مهما كانت درجة ذكائه. 10. التلفزيون و الناس : برنامج “التلفزيون و الناس” كان واحداً من البرامج الأكثر شعبية و متابعة على شاشة التلفزيون السوري، البرنامج الذي كان يقدمه الإعلامي عبد المعين عبد المجيد كان وفياً لإسمه حيث تضمن مقابلات و تقارير مصورة تنوعت مواضيعها و إن ظل رجل الشارع البسيط هو عنوانها الرئيسي.11. غداً نلتقي برنامج “غدأً نلتقي” كان ختام برامج التلفزيون السوري في كل أمسية و كان يحتوي على بعض الأغاني و المقاطع الضاحكة و الشعر بالإضافة إلى استعراض لبرامج اليوم التالي.هذا جيلنا الذي كان التلفاز هو الجزء الأهم في حياته في ظل غياب أية وسائل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى