دين ودنيا
الشكر الشامل
تعهد الله لمن شكر آلاءه بفتح أبواب الزيادة له، فقال: {لئن شكرتم لأزيدنكم}؛ وهي الزيادة المادية والمعنوية، الزيادة الكمية والنوعية، الزيادة الظاهرة والخفية، زيادة الاستثمار والاستمتاع.
لكن كيف سيشكر الله على نعمه من لم يروا هذه النعم في الأصل؟ فقد رأينا كثيرين تحيط بهم النعم من كل جانب لكنهم يعانون من شعور بالفقر والحرمان، ويغرقون في ظل حياة تملأها التعاسة ويظللها الشقاء؛ ذلك أن التصورات الخاطئة التي تسكن العقل، والمشاعر السلبية التي تستوطن القلب؛ تمنعهم من رؤية كثير من العطايا والمنح الرحمانية.
ومن هنا فإن أول خطوات الشكر لله هي تطهير العقل والقلب مما يمنع من رؤية النعم ويحول دون الاستمتاع بها الاستمتاع الأمثل؛ وعندها سيدرك المرء كم هو سعيد وسينطلق بجوانحه وجوارحه لشكر المنعم المتفضل، ليزداد إحساسه بالمنح ويتضاعف استمتاعه بالهبات الربانية!