مقالات

” آراز… آراز”

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

عنوان قصيدة لشاعر “أذري” نظمها بعد أن احتلت إيران جزءًا كبيرًا من أراضي أذربيجان التاريخية وضمتها إلى دولة إيران، واعتبرت نهرآراز -المقصود به نهر آراس- هو الحد الفاصل بين دولة اذربيجان وإيران، وقد شبّه الشاعر هذا النهر بالسيف الذي قطع الرأس عن الجسد ،جسد تحتله إيران، ورأس له في جمهورية أذربيجان الحالية.
القصيدة يحبها الشعب الأذري ويتغنون بها، بما تضمنته من اعتزاز بالأصل الأذري ووحدة أراضيه التاريخية.
ولقد أثار الرئيس التركي”اردوغان” حفيظة الإيرانيين، واعتبروها مستفزّة للمشاعر القومية للمكونات الأثنية، بعد ان ردد عدداً من ابياتها على مسامع الأذريين”الاتراك” خلال خطابه في احتفالات الأذريين بالنصر على أرمينيا واستعادتهم لجزء كبير من أراضيهم التي كانت تحتلها أرمينيا في إقليم “قره باغ”، وقد اثارت حادثة ترداد أبيات الشعر أزمة دبلوماسية بين تركيا وإيران، تمثلت باحتجاجات متبادلة عبر السفارتين.
الرئيس التركي يحب الشعر ولا يخلو خطاب له في العديد من المناسبات الوطنية من ترديد
ابيات من الشعر الوطني، مما عرّضه لعقوبة السجن لمدة اربعة اشهر في العام 2002 على إثر ترديد أبيات من قصيدة لشاعر تركي يقول في مطلعها :
“مآذننا رماحنا،
قبابنا خوذاتنا،
مساجدنا ثكناتنا
وقد كانت لهذه الحادثة نتيجة وأثر مباشر في التأسيس لحزب “العدالة والتنمية”.
التعصب للقومية الفارسية
سمة من سمات الحكم الإيراني تخفيه وراء برقع ديني، وهي لا تتهاون في قمع أي صوت يتغنى بأصوله القومية كما هو حاصل في إقليم الأحواز العربي، حيث أعدم النظام الإيراني العديد من الكتاب والمثقفين والشعراء العرب نتيجة تغنيهم بعروبتهم ومطالبتهم بالحرية والاستقلال عن الكيان الفارسي.
وهكذا نرى أن من الشعر ما هو معكّر لصفو العلاقات بين الدول المتجاورة ،
كما لو أن الزمن عاد بها إلى زمن القبائل المتناحرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى