المطبعون ليسوا خونة ..
الخائن هو من كان معك ، أو توهمت أنه معك ، ثم تبين لك أنه ضدك ، وأنه مع أعدائك، أو كان معهم ولم تتبينه ..
أما هؤلاء المطبعون فلم يكونوا معنا يومًا ، ولا مع الله، ورسوله ساعة ، ولا مع الأمة، وقضاياها برهة ..
لم يترك هؤلاء المطبعون بابِا فيه حرب على الله ورسوله، وإفساد المجتمع، وتنفيذ مشاريع الأصيل، والراعي الرسمي للعروش إلا فعلوه ..
لم يتركوا مكانًا يخذل فيه المؤمنون، وينتقص منهم، ويسامون الخسف، والعذاب إلا، وأمعنوا في ولوجه ..
من قال بأن هؤلاء منا ؟!
وإن صلوا، وصاموا، وأدوا الزكاة، وحجوا البيت، ورفعوا شعارات زائفة، وادعوا أنهم مسلمون ..
الإسلام قول، وفعل ..
فالقول وحده لا قيمة له إن خالف الفعل ، والفعل لامعنى له إن خالف القول ، سفسطائية واضحة ..
أما آن للسذج من العلماء، والمثقفين، وبياض الحضرة، والأتباع أن يستفيقوا من سباتهم، ويفرقوا بين الكفر، والفسق، وبين الولاء، والبراء، والأمانة، والخيانة، و الطهارة، والنجاسة ؟ ..
ماذا بقي لهم من الإسلام إذا كانوا يوالون أعداء الله، ويعينونهم على المسلمين ؟ والله تعالى يقول وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ “ المائدة51.
ما بقي من الإسلام، وهم يفتحون المجال للفسق، والعربدة، والمجون، ويضعون السدود، والقيود على أي تحرك يجمع الأمة، ويقوي عزيمتها، ويصلح حالها، ويحفظ مكانتها ..
ما بقي من الإسلام، وهم يخذلون إخوانهم، ويضعون سيفهم مع سيف المجرمين صنو الخسة بالخسة، والوضاعة بالوضاعة ..
ما هو الكفر إن لم يكن ذاك ..
ضاعت البلاد، والمقدسات، وأنتم تنتظرون كفرًا بواحًا ..
قتل، وشرد الملايين، وأنتم تنتظرون كفرًا بواحًا ..
شط الناس عن دينهم، ونسوا عقيدتهم، وانسلخوا عن ماضيهم، وأنتم تنتظرون كفرًا بواحًا ..
ألحد شباب، وشيوخ، وفسدت أجيال بكاملها، وأنتم تنتظرون كفرًا بواحًا .
أتريدون كفرًا بواحًا ؟ ..
هل لو منع أحدهم الصلاة فعلًا، وقال إنه لم يمنعها قولًا يعتبر صادقًا ؟
أي ألباب بين جوانحكم عندئذ ؟
ثم لنفرض إنكم تجهلون المنافقين، وأن البقر تشابه عليكم ما الذي يدفعكم إلى دعمهم، وتأييدهم، والوقوف معهم، ومناصرتهم ..
ألا( لا يقولن قائل أن محمدًا يقتل أصحابه ) وهو يعلم أنهم منافقون ..
ولكنه لم يولهم، ولم يستعملهم، ولم يعل شأنهم، ولم يمدحهم، ولم يثن عليهم، ولم يقربهم ..
نحن أبصر من زرقاء اليمامة ، ندرك أن هؤلاء يدعون الإسلام، والإيمان، ويمثلون على الناس، فهل تبلغ بنا السذاجة أن نعتبرهم مجرد فاسقين ظلمة نتحمل جورهم، وإن جلدوا ظهورنا، وضربوا رؤوسنا ..
الضرر الأعلى يدفع بالضرر الأدنى، ولكن إن لم يكن بد منه ، أما لو كان ممكنًا، أو كان يتهدد النفس، والدين ، فلا مكان حينها لحاكم متغلب، وظالم منافق ..أيقبل أن نبقى ساكتين، حتى تضيع البلاد، وينتهي الدين، ونحن نؤول ونتأول ..
هؤلاء ليسوا منا ، هؤلاء منهم.
قال تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59) النساء ..
مصعب الأحمد