مقالات

المرأة ودورها في إصلاح المجتمع

سوسن الزعبي

باحثة إسلامية سورية.
عرض مقالات الكاتب

ما لاشك فيه أن صلاح المجتمع دينياً وأخلاقياً وثقافياً وتربوياً وما تحتويه تلك الصفات من الصدق والأمانة والإخلاص في العمل وإتقانه كما ينبغي … كل ذلك يبدأ من صلاح اللبنة الأولى في بناء المجتمع ألا وهي الأسرة .. فإن صَلُحت صلح المجتمع كله وإن فسدت فسد المجتمع .. لأجل ذلك لابد من بذل كل الجهد لإنشاء أسرة صالحة لمن يريد إصلاح مجتمعه .. حيث يجب العمل على تعزيز كل الصفات الآنفة الذكر لدى كل من يريد إنشاء أسرة جديدة .. ويكون منطلق ذلك من حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام القائل : كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .الزوج راع في بيته ومسؤول عن رعيته . والزوجة راعية في بيتها ومسؤولة عن رعيتها .. لو التزم الزوجان بهذا الحديث وشَعُرا بأهمية تلك المسؤولية العظمى لما وجدنا أسرة منحرفة دينياً ولا أخلاقياً ونفسياً ؛ فالرعاية التامة المنضبطة للأجيال ستحقق مجتمعاً منضبطاً بكل أموره .. لنتصور حينها كيف سيكون ذلك المجتمع الذي يصبو إليه الجميع إذا تربّى ونشأ على تلك الأسس العظيمة . إذاً صلاح المجتمع لن يتم إلّا بإصلاح اللبنة الأولى وهي الأسرة . وإذا أردتم إصلاح تلك اللبنة فعليكم بالإصلاح والاهتمام بأساسها وهي المرأة زوجةً وأماً… لايشك أحداً بأن بناء الأسرة السليمة تلعب به الزوجة والأم دورًا محورياً كبيرًا . عندما تكون المرأة صالحة تقية مثقفة واعية تكون عونًا لزوجها في أموره الدينية والدنيوية وساعده الأيمن . لأجل ذلك كان توجيه النبي عليه الصلاة والسلام للرجل باختيار الزوجة الصالحة بقوله : فاظفر بذات الدين تربت يداك … ولو لم يعلم بفضلها ماكان أرشد إليها وهو الذي لاينطق عن الهوى إن هو إلّا وحي يوحى .. ثم يأتي دورها العظيم كأم وراعية لأسرتها؛ فعلى قدر اهتمامها ووعيها تكون سلامة أسرتها مما يؤدي لإصلاح المجتمع كله ؛ فهي الحاضنة والمربية الأولى للأجيال التي يتشكل منها هذا المجتمع .. لو بحثنا على سبيل المثال عن سبب ظاهرة الطلاق والتي انتشرت وأصبحت مرعبة لوجدنا أكثر أسبابها سوء اختيار الزوجة؛حيث أصبح الشاب الآن أكثر مايهمه بالفتاة الجمال، المكانة الإجتماعية، وربما العمل .وتكون آخر اهتماماته الدين … بعد الزواج تقع المصيبة وتسقط كل الاعتبارات السابقة التي بنَى أحلامه عليها واكتشف أنه أساء الإختيار … حيث تكثر الخلافات والمشاكل بين الزوجين ويحصل الطلاق وتكون النتيجة تشتت الأطفال مابين الأم والأب ؛ مما يؤدي لتدهور حالتهم النفسية والتعليمية… وحتى الأخلاقية وهذا مُشاهَد لدى معظم الأطفال الذين حصل طلاق بين والديهم . وبالمناسبة لابد من أن نذكر تأثير الإعلام أيضاً على انتشار ظاهرة الطلاق ؛ فقد كان هَم الإعلام المختطف من العلمانيين والموجّه من أعداء الأمة كان يعمل على تهميش دور المرأة … حيث كان اهتمامه بها فقط بأن صرفوا اهتمامها على جمالها وشكلها وملابسها حيث جعلوا من الفنانات قدوة لها فانصرف اهتمامها إلى هذه التفاهات . فمن يلقي نظرة على برامج أكثر القنوات وجد أن معظم البرامج الموجّهة للمرأة تكاد تنحصر على تلك الأمور فقط على حساب قضايا أهم وأكبر مثل مايجري حالياً من أمور خطيرة على الأمة التي تمر بها الآن … وبالرغم مما نعيشه من ظروف قاسية نجد أن البرامج هي هي لم تتغير .بل تزداد سوءًا وتتنوع وكلها يدور في نفس الإتجاه بكل أسف . ولا ننسى أيضاً البرامج التي تدعو المرأة للتمرد على الزوج وعلى القوامة تحت ذريعة طلب المساواة مع الرجل وأنه لافرق بينهما وهذا لايستطيع أحدٌ إنكاره .حيث نسمعه ليلاً ونهاراً من خلال تلك البرامج والتي تقدمه بعض المُتمردات على الدين والقيم والأخلاق . ماالحل إذاً ؟؟ أول خطوة في الحل هو : العمل على تثقيف المرأة دينياً وعلمياً وأن تعلم مالها وما عليها من حقوق وواجبات . وأن مجمتعنا المسلم يحكمه شرع الله وسنة رسوله الكريم . وليس قال فلان وعلاّن . الذين يحاولون أن يجعلوا منها دُمية يلعبون بها متى شاؤوا وكيفما شاؤوا … إن مجتمعنا بحاجة للمرأة الواعية الملتزمة لتشارك بقدراتها مايتناسب وطبيعتها في المجتمع وفي الاهتمام بشكل خاص بأسرتها والدعوة لتحمّل مسؤوليتها وأنها هي صمام الأمان للأسرة ومن ثم المجتمع . فصلاحها يؤدي لصلاحهم وأن تكون قدوتها الصالحات وليس الفاسقات اللواتي يظهرن على الشاشات وأن تعلم بأنها مسؤولة عن رعيتها يوم القيامة . أما أن يصمت المربون والعلماء عن مايُحاك للمرأة من مؤامرات لإبعادها عن مسؤوليتها التربوية وتوعيتها وما يترتب على ذلك من الإنهيار التام للمجتمع …. حينها سنقول وعلى مجتمعنا السلام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى