مقالات

هل ستتوقف الهرولة ؟! 2

هيثم المالح

عرض مقالات الكاتب

عقد ملوك ورؤساء الدول العربية مؤتمر القمة في مدينة مراكش المغربية ، واتخذوا قرارًا يتضمن ان منظمة التحرير الفلسطينية التي تمثل الشعب الفلسطيني مستقلة في اتخاذ قراراتها والدول العربية تؤيدها فيما تتخذ من قرارات تتعلق بالقضية الفلسطينية ، وفي رأيي المتواضع ان هذا القرار أسس للخطوات التي اتخذت بعد ذلك .
في عام ١٩٩١ في الشهر العاشر منه عقد مؤتمر ما سمي ( مدريد للسلام ) في العاصمة الإسبانية وحضره حكام الدول العربية المعينون ،واتخذ فيه قرارًا بإنهاء حالة الحرب بين الدول العربية ، والكيان المصنّع باسم ( إسرائيل) وبدأ حافظ الأسد الذي خان سورية بتسليم الجولان إلى الكيان الصهيوني ، بدأيغرد بمقولته ( إن السلام هو الخيار الاستراتيجي لسورية ) موجهًا بذلك رسالة واضحة ( لإسرائيل ) أن كونوا مطمئنين على سلامتكم في الجولان التي قدمته لكم في مهزلة ما سمي حرب الأيام الستة في عام ١٩٦٧، وقفز على إثر هذه الخيانة من منصب وزير الدفاع إلى منصب رئيس الجمهورية ، وصفق له حزب البعث ومن ورائه الشعب السوري وهكذا مشى المرجوم نصف الطريق في تصفية القضية الفلسطينية مع نظرائه الحكام المعينين ، وكان لمؤتمر مدريد أبلغ الأثر في الاتجاه لتصفية القضية الفلسطنية .
وبعد سنوات قليلة من مؤتمر مدريد تسلل ممثلو منظمة التحرير الفلسطينية في عام ١٩٩٣ ومع شهر الربيع في الشهر الثالث آذار ، تسلل هذا الوفد من مطبخ أحد فنادق أوسلو ليعقدوا مع العدو ما سموه معاهدة السلام المعروفة والتي هي في حقيقتها معاهدة استسلام كما وصفها قادة فلسطينيون احرار ، وقد تصورت الجهة الفلسطينية التي عقدت هذه المعاهدة أنها ستتمكن من إقامة دولة فلسطينية على ما تبقى من الجغرافية الفلسطينية؛ وبمقتضى المعاهدة عادت منظمة التحرير إلى فلسطين بما فيها قطاع غزة الذي كان تحت الإدارة المصرية واحتلته ( إسرائيل) ومع عودة منظمة التحرير الى الداخل الفلسطيني بدأ برنامج قضم الأراضي الفلسطينية بإنشاء المستوطنات اليهودية عليها ، وأقدمت منظمة التحرير على التنسيق الأمني الكامل مع الحكومات ( الإسرائيلية) ولصالح الكيان المحتل ، وبدأت حملة التضييق على المقاومة الفلسطينية التي تم تصنيفها تحت مسمى ( الإرهاب) الذي اخترعته، الموساد الإسرائيلي بالاشتراك مع المخابرات الأمريكية بقيادة نائب الرئيس الامريكي ، ديك تشيني ، لابتزاز العالم الاعربي تحديدًا ، ومع مرور الأيام تتوسع المستوطنات ، وتقل مساحة الجغرافيا الفلسطينية لصالح الاحتلال ، فيما يستمر التعاون الأمني بين السلطة والاحتلال .
وتتفتق قريحة الحكام العرب المعينين في مؤتمرهم للقمة ( العربية) في بيروت التي عقدت عام ٢٠٠٢ على إصدارهم ( المبادرة العربية للسلام ) وأهم ما فيها أن حكام الدول العربية مستعدون للصلح مع الكيان المحتل وإنشاء علاقات طبيعة معه على حدود ما قبل ما أطلقوا عليه ( حرب١٩٦٧) ، والتي تحدثت عنها سابقًا في هذه الكلمة ، ومن أخطر ماتمّ في قرار هؤلاء الحكام المعينين أمران :
الاول ؛ هو الشهادة لمن خان وطنه انه خاض حربًا وخسر فيها ، وهذا في الحقيقة كذب محض ، والثاني ؛ أن هؤلاء الحكام أعطوا شرعية لقرار الأمم المتحدة غير الشرعي ، بإنشاء كيان ديني عنصري ( باسم إسرائيل ) وقد فندت بطلان هذا القرار في العديد من المداخلات الحقوقية ، وفضلاً عما ذكر فقد أعطى هؤلاء الحكام المعينون أنفسهم صلاحية التنازل عن الأراضي التي احتلتها ( إسرائيل) خارج قرار التقسيم والتي تعدّ أراضٍ محتلة في القانون الدولي ، سيما أن العديد من قرارات الأمم المتحده قد صدرت بالطلب من إسرائيل بالانسحاب من هذه الأراضي ، وبالتالي فإحتلالها غير شرعي ، والدفاع عنها من حق الفلسطينيين ، حتى بالقوة ، وفق معاهدات جنيف الأربع .
وفي الفقرة القادمة ،سأتكلم عن الرابط بين فلسطين والثورات العربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى