ثقافة وأدب

خواطر، 2

عبود العثمان

شاعر وكاتب سوري
عرض مقالات الكاتب

لطالما اتُهمنا ،نحن العرب المسلمون، بأننا “متطرفون”
في أفكارنا ومواقفنا وتصرفاتنا ،بل لطالما اُتهم الدين الإسلامي نفسه بأنه السبب في تكوين شخصية العربي المسلم المتطرفة!
وهذه فِرية وكذب وادعاء،ولا صحة لذلك،فلو استعرضنا تاريخ العرب المسلمين فسنجده قمّة في الوسطية والإعتدال.
نقول لمن يتهمنا بالتطرف ونسأله ببساطة :
كيف قامت دولة الكيان الصهيوني في فلسطين؟
وللإجابة عن ذلك نقول:
قامت دولة الصهاينة نتيجة للتطرف،تطرف غربي ونظرة دونية اتجاه اليهود في أوروبا،أي بما سمي في ما بعد ب “معاداة السامية”،قابله تطرف في الفكر اليهودي أدى إلى استجلاب مقولة شعب الله المختار لدى مؤسسي الفكر الصهيوني،مما أدى إلى استيلاد فكرة الوطن القومي لليهود ،والذي كنا نحن العرب ضحيته في أرض فلسطين.
من المفارقات أن فكرة “الوطن القومي لليهود” تشكلت في ذهن مؤسسهااليهودي “تيودور هرتزل”في العام 1883نتيجة احتفالية لجمعية لطلاب ألمان بذكرى وفاة الموسيقار الألماني”فاغنر” المتعصب لألمانيته ،والذي كان يكن لليهود العداء والإحتقار ،والذي وصف اليهودي في كتابه(اليهودية في الموسيقى) بأنه: “غير كفء في التعبير عن نفسه فنياً ،من خلال مظهره أو عبر لغته،وخاصة في طريقة غنائه”.
.في تلك الإحتفالية التي عارضها اليهودي “هرتزل” بشدة وانسحب على إثرها من الجمعية ،هي التي دفعته للتفكير بالوطن القومي لليهود!
إذن: تطرف غربي قابله تطرف يهودي! وهو الذي جلب الكارثة على العرب في فلسطين بمسلميها ومسيحييها .
هذا هو التاريخ ،وهذه إحدى صفحاته التي لن ننساها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى