مقالات

عندما تغيب القيادات !

رائد نعمان

ناشط فلسطيني
عرض مقالات الكاتب

لماذا لا تبدي الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي “غضبها” من الإساءات الفرنسية والغربية المتكررة للإسلام ورموز الإسلام والتضييق على المسلمين هناك؟!

لماذا لا تُقاطِع هذه الأنظمة – على مستوى الدولة – المنتجات الفرنسية وتمنع استيرادها؟! أليست أنظمة تحكم شعوبا إسلامية وتدعي أن دين الدولة فيها الإسلام؟!

لماذا هذا الصمت المُطْبِق حيال هجمة شرسة على أقدس مقدسات هذه الشعوب التي تُحكم من قبل هذه الأنظمة؟!

لماذا شعوبنا فقط تواجه مصائرها بمفردها وكأنها ليست لها دول تحكمها وتمثلها ولا قيادات؟! بينما تتحدث وتنوب حكومات الشعوب الأخرى عنها وتمثلها؟!

لماذا وضع هرقل حرسا وبنى قبة على قبر أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه – حماية له من أي عابث – بعد أن هَدَّدَ من قبل بنبشه والتمثيل بجسده إذا ما انتهى حصار القسطنطينية ورجع جيش المسلمين إلى ديار الإسلام؟! ما الذي غير موقفه من التهديد بإخراج جسد الصحابي والتمثيل به إلى حفظ قبره وحمايته؟!

لماذا منع هرقل القساوسة الذين همُّوا بقتل رسول معاوية إليهم عندما رَفع الأذان – أذَّن للصلاة – عندهم وعلى بساطهم وافتداه بنفسه؟! إذ عرف أن معاوية صارت تُقلقه وتُزعجه أصوات أجراس الكنائس فبعث لهم هذا الرسول بالأذان؟!

لماذا رَجعت فرنسا قبل مئة عام فقط عن عرض مسرحية فيها إساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما غضب عبدالحميد الثاني – خليفة المسلمين رحمه الله – وهددها إن هي عرضت هذه المسرحية بالحرب الضروس وهدم الدنيا فوق رؤوسهم؟!

أخيرا فكر – يا رعاك الله – ما هو وجه الفرق بين عبدالحميد وبين زعماء المنظومات الحاكمة في بلادنا هذه الأيام الذي جعل موقف عبدالحميد نقيضا لموقف زعماء الأنظمة الآن؟!

لطالما حرص أعداء الإسلام على النيل منه، ومن ومقدسات المسلمين، ولم تفارقهم هذه الرغبة عصرا من العصور، إلا أن وقوف قادة ينتمون لأمتهم، تتمعر وجوههم غيرة على دينهم ونبيهم، كان يردعهم ويشغلهم بأنفسهم، فيحسبون ألف حساب قبل التورط واستعداء أمة ردها الفعل لا الكلام خلاف عصر الرويبضات!

الدسائس البشرية التي زرعها أعداء الأمة في جميع مفاصلنا وبالذات في منظومة الحكم، كانت هي السلاح الفعال الذي استطاعوا به هزيمتنا هزيمة نكراء بعد أن عجزوا في جميع حملاتهم العسكرية المباشرة وما زالوا يستخدمونهم في قمعنا وقتل تطلعنا نحو النهوض.

الأصل في الحاكم أنه يقوم على حراسة الدين وسياسة الدنيا، فهو ينوب عن الرسول عليه السلام في إقامة هذا الدين .. !
فرق شاسع بين حاكم يرعى شؤون العباد ويسهر على مصالحهم، وبين طغاةٍ وجودهم سببٌ في تكريس هزيمتنا والمحافظة على استمرارها، لا ينوبون عن رسول الله في إقامة الدين بل ينوبون عن الغرب في محاربة هذا الدين وضياعه ونزعه من النفوس وإفساد البلاد والعباد .. !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى