منوعات

الاتجاه المعاكس بين جبهتين من الداخل

نعيم مصطفى

مدير التحرير
عرض مقالات الكاتب

برنامج الاتجاه المعاكس من البرامج التي لها حضور متميز على الرغم من عمره المديد، والذي ناهز الربع قرن، ولكنه مازال يحاول الاحتفاظ بشبابه وألقه، وذلك بفضل ميزتين يتمتع بهما معد، ومقدم البرنامج، وهما الكاريزما أولًا ، والميزة الثانية، والأهم هي موقف المذيع غير الحيادي، وتحيزه للديمقراطية، ولمناصرة الشعوب، وثوراتها، ولا سيما الشعب السوري المنكوب فضلاً عن أنه يخالف أحيانًا توجه القناة التي يعمل بها من أجل الثبات على مبادئه، ومن ذلك موقفه المتصلب أمام إجرام النظام الإيراني بحق السوريين، في وقت صمتت فيه الجزيرة عن جرائم إيران في سورية إثر محاصرة قطر منذ ما يزيد على ثلاث سنوات.

هاتان الرافعتان هما وراء المحافظة إلى حد كبير على ماء، ورواء البرنامج.

وأذكر أنني قد كتبت مقالاً منذ نحو خمسة عشر عامًا في مجلة(الإبداع) قلت فيه: إن الشعوب العربية لم تتنفس هواء الديمقراطية النقي إلا بعد ولادة الجزيرة – طبعًا الآن تراجع أداؤها كثيرًا-.

أطل علينا اليوم وجهان من قلب سوريا النظام، وهما شريف شحادة ممثل النظام منذ انطلاق الثورة ، والوجه الآخر شاب متحمس ينتمي للكتلة الوطنية يدعى عبد الرحمن الصالح.

وبدأت المواجهة على غرار أسلوب البرنامج.

فقد ظهر شحادة الذي تعود عليه المشاهدون منذ بداية الثورة، هزيلًا ضعيفًا في فكره وجسده، وراح يجتر ما دأب على لوكه بالذبّ عن حياض النظام المجرم، وبإطلاق العنان لألفاظ المؤامرة، والإرهاب، وقطر، وتركيا…ولم يأت بشيء جديد عن وضع السوريين المأساوي بعد أن أوشكت الحرب أن تضع أوزارها.

أما الشخصية الثانية، وهي الحقيقة كانت ملفتة للانتباه،  ومفاجئة، هي شخصية شاب متحمس قد تجاوز الخطوط الحمراء في حديثه، وهو يعيش بين ظهراني النظام، وطعنه بشخصية بشار بشكل مباشر، وبلا تصريح، ولا تلميح بل هجم هجومًا حادًا، وكاسحًا عليه لم يصل إلى مستواه حتى من يعيش من المعارضين في أقصى البلدان، وقد كان هجومه موضوعيًا، وعقلانيًا ،ومنطقيًا ، بسبب الأدلة والبراهين التي ساقها.

وأعتقد أن سبب هذه الجرأة يعود إلى أمرين الأول، وهو الأضعف أنه من محافظة ،وطائفة رأس النظام، والأمر الثاني أن الوضع لم يعد يحتمل، ويطاق إطلاقًا، فوباء الجوع، والذل والمهانة حلّ على السوريين كافة، ومن دون تمييز، وخاصة الذين  دافعوا عن النظام، ودفعوا الغالي، والنفيس من أجل بقائه، فكانت مكافأتهم ورد الجميل لهم -على مبدأ قصة مكافأة سنمار المشهورة-إنزال بهم أقسى ألوان العقوبات من فقر، وجوع، ومرض، وعطش وبرد…

ثم إن ممارسات بشار، وزوجته،  والذي فاق كل التصورات، ودون مراعاة أبسط قواعد الدبلوماسية، وذلك بالهيمنة المطلقة على مقدرات البلاد كلها – من نفط واتصالات وغذاء وكهرباء وتعليم وصحة – ووضعها في قبضتهم على طريقة زعماء العصابات والمافيات، قد دفعت هذا الشاب(الصالح) للبوح بما يقض مضجعه، ومضجع الملايين من السوريين من دون خوف ولا وجل.

ولابد في النهاية من الإشارة إلى عبارة قالها الشاب إنه ثمة مجلس عسكري يهيمن على الحكم، في إشارة إلى احتمال قيام انقلاب ضد رأس النظام من طائفته للإطاحة به،  ومحاولة تلميع صورة الطائفة بعد أن اختطفها، وحملها وزر جرائمه.        

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لكن توضح أن الشاب عبد الرحمن الصالح
    يعيش خارج سوريا وقد أكد ذلك هو عبر صفحة الشخصية
    لكن برامج الإتجاه المعاكس برانمج ناجح على مستوى الإعلام

اترك رداً على محمد رجب العلي الجوار إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى