مقالات

لماذا استدعي فيصل المقداد إلى طهران؟

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي
عرض مقالات الكاتب

لماذا استدعي فيصل المقداد إلى طهران !!
وبعد تعيين فيصل المقداد بشهر ، تسبق طهران إلى دعوة المسمى وزير خارجية الأسد ، إليها ..
يخطئ كثير من المحللين حين يتساءلون : لماذا كانت طهران القِبلة الأولى إلى طهران ؟ في الحقيقة لا بشار الأسد ولا فيصل المقداد يملكان أن يحددا أي وجهة لهما . فعدا أن عواصم العالم مغلقة في وجيههما ؛ فهما لا يملكان قرار زيارة موسكو أو طهران . وربما موسكو قد توقفت منذ زمن عن التعامل مع وزارة الخارجية الأسدية ، منذ بدأ الرئيس بوتين ، ومندبوه ، يزورون سورية دون إخطار مسبق ، كما يرجع كل إنسان يوما إلى بيته ..وللعلم فأن بوغدانوف يلتقي مع أي صنف يريد لقائه ، لو كان الصنف ” ريجي “
لنعيد طرح السؤال بطريقة علمية سنقول إذن : لماذا استدعي فيصل المقداد إذن إلى طهران ..
على الصعيد الشخصي يجب أن نؤكد أنها طريقة من طهران للتأكد من ولاء وزير الخارجية – الجديد شكلا – مع معرفة أنه كان من قبل محسوب – شلليا- على طهران أكثر منه على موسكو . وأنه ليس مثل ابن منطقته – حوران-رستم الغزالة ، الذي قتل لأنه كان يعترض على تغول الضباط الإيرانيين على الضباط السوريين . وتأكيد الولاء والتأكد منه له وراء الكواليس مقدمات ومتطلبات وترتيبات لا تخفى على المتابعين .
على الصعيد العام يأتي استدعاء المقداد إلى طهران مرتبطا بثلاثة ملفات ، تريد إيران أن تملي تفاصيلها مباشرة على مسمى وزير الخارجية ..
الملف الأول متعلق باغتيال العام الإيراني محسن فخري زادة ، وما قد تكون تحضر له طهران ، أو تريده من سورية في هذا السياق ..
والملف الثاني ملف التغيير في إدارة البيت الأبيض ، وما تتوقعه طهران هناك ومن هناك ، وما هو الدور الذي تنتظره من بشار الأسد .
والملف الثالث ، وهو الملف الأكثر إحراجا ، والأكثر أهمية ، والذي ما يزال وحه طهران يتسخم بسببه ، عند الصباح وعند المساء ..ملف إعادة الانتشار الإيراني في سورية ، تحت ضغط عاملين ؛ الأول العدوانات الصهيونية التي لا تتوقف ، والثاني الترتيبات الروسية التي لا قبل لبشار الأسد ولا لخمنئي بها. ولا بد أن لدى الإيرانيين بعض التصورات لإحداث نوع من التوازن ، وأنهم ينتظرون من السياسة الأسدية أن تكون معينة لهم على ذلك .
كل ما يريد الإيرانيون من سورية الوطن والشعب والثقافة لا يحتاج إلى عرض على رئيس ولا على وزير ولا على مدير ..فاليد الإيرانية الصفوية المريبة ، طليقة على الأرض السورية لا يعيقها عائق . وكلمة الإيراني في سورية ، ليس فوقها فوق .
يتساءل بعض الناس : متى سيستدعى فيصل المقداد إلى موسكو ؟ والجواب ولماذا يلتقي بوتين أو لافروف بفيصل المقداد ،ما دام باب بشار الأسد بالنسبة إليهم بلا بواب ..؟!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى