بحوث ودراسات

الصراع بين الكنيسة والعلم

محمد الحاج

باحث وأكاديمي سوري
عرض مقالات الكاتب

موقف الكنيسة من العلم: لم يكن موقف المسيحية من العلم، خلال العصور الوسطى واحدا، بل شهد  بعض التحولات. فقد وقفت الكنيسة  من المعارف الدنيوية في البداية موقف اللامبالاة، وذلك لانكفائها على الاهتمام بعالم الروح، والتبشير بالمسيح. ” فكتابات العهد الجديد، وتبشير القديس بولس خاصة، موسومة باحتقار الدراسات الدنيوية. “(1) وهكذا لم تنشغل الجماعات المسيحية الأولى بعد وفاة المسيح بأمور الدنيا، وإنما انشغلت ب ” ما هو جوهري، أي بالاشتراك في الحياة الإلهية، في ترقب عودة المسيح وتغير العالم، فلا شيء أكثر بطلانا من العلم، في هذه الظروف. “(2) وأصبحت تلك الجماعات، لا ترى أية جدوى من دراسة الواقع الحقيقي، لكونه أمرا مؤقتا، وزواله بات وشيكا. ” وفي هذا المنظور، ظل التواضع والمحبة الفضيلتين المعقولتين. فعني مسيحيو النصف الثاني من القرن الأول، بالجهل المقدس المعارض تلقائيا لكبرياء العلماء. “(3) وبناء على ما تقدم جاء موقف الكنيسة الأولى من العلم سلبيا ومقاوما. ” فلم تر من واجبها، أن تعمل على ترقية العقول. هذا إلى أنها كانت ترفع الشعور فوق العقل. “(4)  وقد كان هذا الموقف السلبي والمقاوم، هو السبب في رفض الكنيسة لنزعة النظر العقلي عند اليونان والرومان. يقول الدكتور توفيق الطويل في كتابه قصة النزاع بين الدين والفلسفة: ” وإنما كان النظر العقلي عند اليونان قد تحرر من كل قيد، لأن اللذة العقلية كانت جماع بواعثه، واكتشاف الحقيقة كان أقصى غاياته، وإذا كان الرومان قد احتضنوا هذا النظر لخدمة الأغراض العملية، فإن مفكري المسيحية منذ عصورها الأولى، قد جنحوا إلى رفض هاتين النزعتين، فاعتبروا نزعة اليونان، ترفا لا طائل تحته، ونزعة الرومان حرصا على الدنيا التي بشرت المسيحية بالاستخفاف بها، إيثارا للأخرى، ومن أجل هذا وجهوا نشاط العقل إلى خدمة الدين. ” (5)  

حيرة آباء الكنيسة من علم اليونان: لكن النظر العقلي عند اليونان، أنتج علوما وفلسفة ومعارف كثيرة، أعطت تفسيرا لسير عمل العالم، ولا يكفي الرفض السلبي لإلغائه. لذلك 

” طفقت الكنيسة … تطرح على نفسها مشكلة الموقف الذي لا بد من تبنيه، حيال المعرفة الإيجابية … وأمام العلم الإغريقي الذي كان يوفر تفسيرا لسير عمل العالم، اتخذت حيرة المسيحيين الأوائل بعدا هاما. وطوال عدة قرون، سوف يترددون حول التصرف الذي ينبغي تبنيه، فهل يجب يا ترى رفض هذا الخليط من المعارف … رفضا شاملا؟ أم يجب استخدام هذه المعطيات لتبيان أنها لا تناقض الوحي الإلهي؟ أم القيام بفرز ما بين المذاهب الصحيحة والمزيفة بمساعدة المعايير اللاهوتية؟ أم استخدام العلوم الوثنية بقصد التعمق في معنى الكتاب 

المقدس؟ فبات النقاش مفتوحا ولما ينغلق حتى الآن. “(6)

ويقارن جورج مينوا بين تردد الكنيسة عدة قرون في تلك الحيرة، وبين الفترة التي استغرقها العرب المسلمون بعد رسولهم (ص) ليفيضوا على العالم نورا وحضارة. ” لبث آباء الكنيسة بعد المسيح أربعة قرون يتساءلون إن كانوا يرتكبون خطيئة بقراءتهم أعمال الفيزياء، أو علم الفلك لأرسطو أو بطليموس. [وبالنسبة للمسلمين] فبعد محمد (ص) بقرن ونصف، ترجم أحفاد القبائل العربية الأمية، جميع الأعمال العلمية الكبرى للعصور القديمة، وصنعوا لغة علمية دولية تكيفت بوجه خاص مع تقدم الرياضيات، وأنشؤوا في بغداد مكتبة، ومركزا للبحوث الوحيد في العالم، وأنتجوا علماء في الفلك، وعلماء في شؤون الطبيعة، وأطباء ورياضيين من الطراز الأول [وكان لا بد للكنيسة] من انتظار القرن التاسع لكي يستطيع المسيحيون، في أعقاب ألف عام من التردد، أن يكتشفوا مجددا ويترجموا لدى هؤلاء العرب العلم القديم الذي كانوا قد احتقروه في البداية. ” (7) 

وغير بعيد عن حيرة ونكوص المسيحية  وأوربا عن العلم، ونهوض العرب به وتطويره وإعطائهم الحضارة للعالم. يقول ول ديورانت في قصة الحضارة: ” ولقد تآزرت قلة عناية الرومان والمسيحيين بالعلوم، حتى كادت تجدب البلاد منها، قبل أن يغزوها البرابرة بزمن طويل … ودُفن ما بقي في أوربا من علوم اليونان في مكتبات القسطنطينية … وهاجرت علوم اليونان في القرن التاسع إلى بلاد المسلمين عن طريق الشام … فقامت في بلادهم نهضة ثقافية، من أعظم النهضات وأكثرها إثارة للدهشة في التاريخ كله، وذلك في الوقت الذي كانت فيه أوربا المسيحية، تجاهد للخروج من ظلمات الخرافات الهمجية. ” (8)  

ظلمة العصور الوسطى: أدركت الشيخوخة النظر العقلي، في أواخر عصر اليونان، فخضع للدين الجديد – المسيحية – ” وآثر العقل [الخاضع] الواهن حياة الأمن والهدوء … واتقى أسباب النزاع قرونا طويلة. ” (9) وكان من الطبيعي عندما تغيب العلوم والمعارف، وعندما ينطوي آباء الكنيسة  ” على كراهية عميقة للمدنية الرومانية التي عاشوا في ظلها. ” (10) أن يغزو المجتمع ” الأساطير، والخرافات، والمعجزات… والسحر والتنجيم، والتنبؤ بالغيب، وهي العقائد التي لا تنتشر إلا في عصور الفوضى والخوف، كل هذه كانت توجد في العالم الوثني … وحطمت فيما بين القرن السادس والقرن الحادي عشر أسوار الثقافة في غربي أوربا، وغمرت عقول الناس في العصور الوسطى في بحر زاخر من الآراء الغامضة الخفية والساذجة، التي تصدق كل ما يقال لها مهما كان بعيدا عن المعقول. وحسبنا أن نذكر مثلا أوغسطين * كان يعتقد أن آلهة الوثنيين لا تزال موجودة في صورة عفاريت … كما أن أبيلارد* يظن أن الشياطين تستطيع أن تقوم بأعمال السحر لمعرفتها الوثيقة بأسرار الطبيعة … وإذا كان هذا هو اعتقاد أولئك الرجال، فكيف يشك فيه من هم أقل منهم شأنا؟. ” (11) 

اضطهاد الكنيسة لمخالفيها من العلماء والمفكرين: طور آباء الكنيسة الموقف السلبي تجاه العلم بجعل الكتاب المقدس نهاية لحدود العلم والمعرفة. وتجاوز ما جاء فيه، يعرض المتجاوز 

للاضطهاد. وكما سادت الأساطير والخرافات خلال سيطرة الكنيسة في العصور الوسطى. فقد طغى الاضطهاد خلال تلك العصور. فبعد أن رفع المسيحيون مبدأ التسامح يوم كانوا فئة منبوذة من قسم كبير من الناس، ومن قبل السلطة الرومانية ” وصرحوا بأن المعتقد الديني أمر اختياري، لا سبيل إلى إكراه الناس عليه، [عادوا] لمَّا تمكن دينهم … وأيدته الدولة بقوتها، وتنكروا لمبدأ التسامح، وفرضوا رقابتهم على آراء الناس في الكون وظواهره وأسراره، ثم شرعوا في سياسة محددة لقهر الفكر، وكبح العقل … وأخذ المسيحيون يبشرون بنظرية، مؤداها أن “الخلاص” لا سبيل إليه إلا عن طريق الكنيسة الكاثوليكية وحدها، [والذين] لا يعتقدون بصحة نظرياتهم، تحيق بهم اللعنة الأبدية لا محالة، فأفضى هذا الاعتقاد … إلى الاضطهاد والتنكيل بكل من جنح عما اعتمدته الكنيسة من آراء. ” (12) ذلك لأن الكنيسة ” ادعت أنها وجدت عن طريق الوحي الإلهي، جوابا لكل مسألة من المسائل القديمة المتعلقة بأصل الخلق، وطبيعتهم، ومصيرهم، وفي ذلك كتب لكتنيوس* 307 م يقول: (نحن الذين أخذنا عن الكتاب المقدس علم الحقيقة نعرف بداية العالم ونهايته) … فقاومت الكنيسة بذلك مقاومة سلبية البحث عن العلل الطبيعية، وضحت بكل ما أنتجه العلم اليوناني، من تقدم خلال سبعماية عام. ”  (13)

أوغسطين ومبدأ الاضطهاد: وقد صاغ أوغسطين مبدأ الاضطهاد، لكونه ” أوسع آباء الكنيسة نفوذا، وأعلاهم صوتا، إذ كانت تجتمع عند شروحه للنصوص المقدسة كلمة الذين عرضوا لتفسيرها بعد … وأقامه [أي الاضطهاد] على أساس الكتاب المقدس، فاستند إلى كلمات فاهَ بها يسوع المسيح … لحوارييه إذ قال: ” أجبروهم على اعتناق دينكم ” … وتمشيا مع هذا المنطق سلَّم أوغسطين بمعاقبة الملحد بالنفي والجلد، وفرض الغرامات، ووضع للكنيسة دستورا تلتزمه إزاء كل حركة عقلية. فصرح في كتابه (تعليقات على سفر التكوين) بأن ليس في الوسع التسليم برأي لا تؤيده الكتب المقدسة، لأن سلطانها أقوى من كل سلطان أمر به العقل البشري … وكان لموقف هذا القديس أبلغ الأثار في عرقلة النظر العقلي ووقف التقدم العلمي … ومنذ هذا الوقت أصبح الكتاب المقدس أساس العلم ومصدره. ” (14) 

السلطة العلمية للكنيسة: ومن التحولات في موقف الكنيسة، التوفيق بين مذهب أرسطو وتعاليم الكتاب المقدس، التي جاءت على يد القديس توما اللأكويني.

كان اسم أرسطو عند رجال اللأكليروس مرتبطا بالإلحاد، فجدُّوا في مقاومة آرائه الطبيعية  والميتافيزيقية، فرفضوا رؤيته في الله وصفاته، وموقفه من العالم وخلود النفس. ” ولكن المتفلسفة من المسيحيين قد جدُّوا في التوفيق بين مذهبه وتعاليم الكتاب … وانتصروا لتراثه وإبدائه في صورة مسيحية عقلية، فضاقت بها الكنيسة أول الأمر، ثم رضيت بها. ” (15)

وكان من أولئك المتفلسفة: القديس توما اللأكويني 1274م، حيث اعتمدت الكنيسة منذ منتصف 

القرن الثالث عشر ” القديس توما مذهبا لها … واعتنقه العالم الكاثوليكي دينا إلى جانب دينه، او اعتبره صورة عقلية لدينه المنزل، فاتُهم بالإلحاد كل من خرج على ما اعتمدته الكنيسة من آرائه، فكانت هذه هي (السلطة العلمية) التي يتحدث عنها مؤرخو الفلسفة كثيرا، وأخص ما يميزها تقيد المفكرين بما قال أرسطو، وسخط الكنيسة – والعالم الأوربي من ورائها – عمن ينتهي إلى غير ما قرر من رأي، ومطاردة الذين يبشرون بفكرة لم ترد في تراثه، أو لا تكون على اتفاق مع ما ارتأى من قول. ” (16)    

وفي صدد التوفيق بين العقل والإيمان أيضا، فقد عمل الفلاسفة في العصور الوسطى لجعل سلطة العلم وسلطة الدين على انسجام ووفاق. ” وكانوا ينزعون إلى البرهنة على أن الحقائق التي نزل بها الوحي الإلهي، تساير منطق العقل، ومن ثم تكون قوانين المادة والعقل وطبيعة الإنسان، وقوانين منطقه كلها متضمنة في المسيحية [وعليه] فالقديس أنسلم*… يرى أن الإيمان ضروري للعقل، بل شرط لصحة التفكير وسلامته، والقديس توما الأكويني1274 … يجعل وظيفة العقل تهيئة الطريق إلى الإيمان … ويقرر بأن الحقائق التي يقدمها الإيمان، لا يقوى العقل على التدليل عليها، ففي استطاعة العقل أن يتصور وحدة ماهية الله، لكنه لا يستطيع أن يدرك تثليث الأقانيم. “  (17)

صنوف الاضطهاد التي مارستها الكنيسة على العلماء: اعتمادا على مبدأ الاضطهاد الذي صاغه أوغسطين كما أسلفنا، واعتباره سلطان الكتب المقدسة أقوى من كل سلطان أمر به العقل البشري، وعلى مذهب توما الأكويني، مارست الكنيسة أبشع صور الاضطهاد ضد مخالفيها من المفكرين والعلماء والفلاسفة، واعتبارهم مهرطقين. والأمثلة منذ القرن الرابع، حتى القرون المتأخرة من العصور الوسطى كثيرة، نمر على بعضها: 

  ففي الشرق جرى اضطهاد هيباتيا: و” هيباتيا 490 م هي ابنة الفلكي طيون [المشتغلة] بتعليم الرياضة والفلسفة، وعرض مذهب أفلاطون وأرسطو بوجه خاص. وكانت قاعة درسها تكتظ بأثرياء الاسكندرية وأكابرها، وهي تبحث [في موضوعات مثل]: من أنا؟ وأين مصيري؟ وماذا في استطاعتي أن أعرف؟. فضاق بها القديس سيريل … فأثار عليها الشعب بتعصبه، فتربص بها بعض الدهماء من المسيحيين، وانقضوا عليها وهي في طريقها إلى قاعة درسها، وجردوها عن ثيابها، وحملوها إلى كنيسة ثم مزقوا جسمها إربا، وجردوا اللحم عن العظم، وألقوا ما بقي منها إلى النار. ويقول درابر* أن سيريل لم يُسأل عما فعل. ” (18) ومضت الكنيسة في تيار الاضطهاد هذا تطارد من تعتبرهم مخالفين هراطقة ونفيهم، ومصادرة أملاكهم، وهدم بيوتهم، وسلب حقوقهم وحتى إحراقهم. ” وقوَّى البابا أنوسنت حركة الاضطهاد، فنجح في عام1198 في حشد الأمراء الدنيويين لمعاونة الكنيسة في التنكيل بخصومها، فأقر محاكم التفتيش عام1208 م. ” (19).

اضطهاد ابيلارد: وفي القرن الثاني عشر اتُهم ابيلارد بالهرطقة. وابيلارد هذا ” طالب بتحرير العقل من كل قيد، واعتباره الحَكَمَ الذي يفصل في كل رأي، ويعرض بالمناقشة الحرة حتى لحقائق الوحي المنزل، وتعاليم الكنيسة … وبهذا أقام البحث اللاهوتي على أساس من منطق العقل، ورفض كل مالا يتماشى مع منطق دعوته، فسخر من آلام المسيح لقاء رحمة الله وغفرانه، وعزا تألمه إلى حبه لله، ورغبته في أن يرد الناس إلى طاعته … ووضع كتاب  عرَّض فيه بآباء الكنيسة، وعقيدة التثليث في الأقانيم، فأولها تأويلا يساير العقل. ” (20) اتهم ابيلارد بالهرطقة عام 1121 م، وأحرقت كتبه وسجن، ولكنه عاد إلى مواصلة بحثه في حدود منهجه العقلي، فحوكم 1141 م، وأصدر البابا بشأنه حرمانا مع تعاليمه، وإلزامه الصمت. “(21)  اضطهاد روجر بيكون: وفي القرن الثالث عشر ” نهضت في أوربا دعوة جديدة، لم تكن مألوفة عند أهلها، وهي الالتجاء إلى التجربة، واستقاء العلم من معينها، وعدم الركون إلى الكتب والمراجع. ” (22) صاحِبُ هذا الاتجاه التجريبي، هو: ” روجر بيكون 1292 م … [الذي دعا]  للثورة على الجهل، والتمرد على حكم السلطات والدعوة إلى التجربة العلمية. وقد أفضت به دراسته للغة العربية، إلى الإعجاب بتراث أهلها، والنفور من طريقة الجدل الأرسطاطاليسية، ومهاجمة الاعتماد على التأمل العقلي وحده، وبهذا أبطل المنهج النظري ونزع إلى الاحتكام إلى التجربة في كل معرفة نستقيها من الطبيعة، واهتدى إلى الكثير من المخترعات وعرف الروح العلمي الصحيح، ومال إلى الكشف عن أضاليل السحرة، واشتد في حملاته على معاصريه من الفرنسيسكان والدومنيكان والعلمانيين على السواء … حوكم بحرم كتاباته مع حبسه في غرفته فلبث سجينا من عام 1277 م إلى 1292 حتى مات. ” (23)

اضطهاد غاليليه: يقول جورج مينوا صاحب كتاب العلم والكنيسة، في قضية العالم الفلكي غاليليه ومحاكمته في القرن السابع عشر 1633 م :

” منذ أمد بعيد غدت قضية غاليليه رمزا يعني بذاته التعارض ما بين الكنيسة والعلم، قضية دفعت بسَمْتِها القطيعة الرسمية، ما بين الإيمان والعقل، ولكون هذه القضية عنصرا من الخيار[أي الطراز] الأول في ترسانة الإلحاد أو معاداة الأكليروس، فقد ختمت بطابعها الضمير الكاثوليكي، وعلى نحو أسوأ بصفتها خطيئة أصلية ثانية. ” (24)

ويعرض لنص الحكم الذي أصدره قضاة المكتب المقدس، بعد إحضار غاليليه إلى القاعة لابسا قميص التائب الأبيض، وإركاعه أمام ذلك المكتب ” نقول … أنت غاليليه … وقد جعلت من نفسك في نظر المكتب المقدس مشتبها بهرطقة، شبهة قوية جدا، أي أنك منحت الدعم والتصديق لمذهب خاطئ ومناقض للكتب المقدسة والإلهية، ألا وهو أن الشمس هي مركز الأرض، ولا تنتقل من الشرق إلى الغرب، وأن الأرض هي التي تتحرك، وأنها ليست مركز العالم، وأن من الممكن الاعتقاد برأي قد تم إعلانه وتحديده مناقضا للكتاب المقدس. ” (25) ويقال أن غاليليه وقع على كتاب ينص: (ألعن وأكره الأخطاء والهرطقات المذكورة آنفا). إلا أنه نقل عنه أنه تفوه: (ورغم ذلك فالأرض تدور) كما كتب مينوا. حُكم على غاليليه بالسجن المؤبد، ولكن البابا خفف العقوبة إلى الإقامة الجبرية في منزله، وقد توفي بعد 9 سنوات من تلك الإقامة.  

اضطهاد جيوردانو برونو: وقبل غاليليه، اتهم القس جيوردانو برونو الشاعر والفلكي بالهرطقة، وحكم عليه بالموت حرقا، ونفذ الحكم في شباط 1600 م.

…………………………………………

الهوامش:

*أوغسطين: 354 – 430 م كاتب وفيلسوف، يعد أحد الشخصيات المؤثرة في الكنيسة الغربية، وأحد آبائها البارزين. ويكيبيديا.

*أنسلم: 1033 – 1109 م لاهوتي وفيلسوف من أوائل المدرسين، كان له تأثير بالغ على اللاهوت الغربي، كان يعتقد أن الإيمان يجب أن يسبق المعرفة، فيجب أن نؤمن لنعرف، وهو أسقف كانتربيري. ويكيبيديا.

* روجر بيكون: 1220 – 1292 م: كلن فيلسوفا إنجليزيا، وراهبا فرانسيسكانيا، واضع قوانين المنهج التجريبي، بعد تأثره بالتراث العربي الإسلامي. 

*جورج وليام درابر: 1811 – 1882 م كيميائي وفيزيائي ومصور ومؤرخ وكاتب وأستاذ جامعي أمريكي. ويكيبيديا.

*أبيلارد: بيتر أبيلارد 1079 – 1142 م: فيلسوف فرنسي شهير، له الفضل في إنشاء جامعة باريس، ويعتبر شعلة ألهبت عقل أوربا اللاتينية، فهو أول من دعا لتحكيم العقل في أوربا. ويكيبيديا.

1 – جورج مينوا، الكنيسة والعلم، تاريخ الصراع بين العقل الديني والعقل العلمي، ترجمة موريس جلال، مراجعة د . جمال شحيد،ط1 2005 ، الأهالي للطباعة والنشر والتوزيع، ص28

2 – مينوا، ص28

3 – مينوا، ص28

4 – ول ديورانت، قصة الحضارة ج12 ص 158

5 – د . توفيق الطويل، قصة النزاع بين الدين والفلسفة، ص84

6 – مينوا، ص28 – 29

7 – مينوا، ص109 -110

8 – ول ديورانت، قصة الحضارة، ج17، ص158

9 – الطويل، ص76

10 –  الطويل، ص78

11 – ول ديورانت، قصة الحضارة، ج17، ص159

12 – الطويل، ص78

13 – ول ديورانت، قصة الحضارة، ج12 ، ص158

14 – الطويل، ص81

15 – الطويل، ص92

16 – الطويل، ص92

17 – الطويل، ص85

18 – الطويل، ص82 – 83

19 – الطويل، ص83

20 – الطويل، ص87

21 – الطويل، ص88 بتصرف

22 – الطويل، ص88

23 – الطويل، ص89

24 – مينوا، ص485

25 – مينوا، ص485

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى