مقالات

هل التقارب السعودي-التركي صلح! أم تمهيد لعاصفة صحراء جديدة؟!

أحمد الحسين

محرر الشؤون التركية – رسالة بوست
عرض مقالات الكاتب

وجدت السعودية نفسها أمام ضرورة في المضي قدمًا بالتقارب مع تركيا في المرحلة المقبلة، وذلك نظراً لحاجة البلدين إلى مثل هذا التقارب في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة، مع احتفاظ كل من البلدين أي أنقرة، والرياض بسياساته الخارجية، ومواقفه من ملفات الصراعات بالمنطقة.
وفي ذروة الحملة الإعلامية الموجهة ضد تركيا، ومقاطعة منتجاتها، بادر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، قُبيل عقد قمة مجموعة العشرين بالاتصال بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لتأكيد رغبة المملكة بإبقاء قنوات الحوار مفتوحة من أجل تعزيز العلاقات الثنائية وتسوية القضايا الخلافية.
في حين تحدثت مصادر إعلامية تركية عن وقف المملكة العربية السعودية كافة أنواع الدعم عن تنظيم حزب العمال الكردستاني
بعد أنباء عن أن السعودية أمهلت ممثل التنظيم الإرهابيPPK
في الخليج شفان خابوري، عدة ساعات لمغادرة أراضي السعودية.
وتحدثت مصادر إعلامية عن طلب المملكة العربية السعودية دعماََ تقنياََ من تركيا لمواجهة قوات الحوثيين في اليمن.
ودعم سياسة تركيا في سوريا، إضافة لاستثمارات جديدة لشركة أرامكو السعودية في تركيا.
تركيا اليوم دولة ارتكاز في النظام الدولي وخروجها من المنظومة يعني انهيار داخلي لكل المنظومة.
فالنظام الدولي الجديد الذي تقوده أمريكا
غير النظام الدولي القديم الذي قادته بريطانيا.
بريطانيا على رأس النظام الدولي القديم.
أسقطت في الحرب العالمية الأولى دولة آل_عثمان وعاقبت ألمانيا، وقسمت العرب إلى 22 دولة، وتركت إيران،
وزرعت إسرائيل،
فكانت الحرب العالمية الثانية،
أمريكا على رأس النظام الدولي الجديد ترى أن العالم لم يستقر منذ أن سقطت دولة آل عثمان
وأن العالم سيعود لحرب عالمية جديدة.
إن لم يتم إعادة دولة آل عثمان بوجه جديد.
وجه جديد بعيد عن العسكرة
وجه جديد قريب من القوة الناعمة.
وهو ما بدأت به منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
رغم عرقلة السوفييت، وبريطانيا لما تقوم به أمريكا
لكنها أكملت الاتحاد الأوربي
لاحتواء ألمانيا اقتصاديًا،
ومنعتها من العودة للعسكرة من جديد.
ثم مضت لبناء شرق أوسط جديد.
وأول الشرق تركيا
التي كبلتها بريطانيا
ب علمنة تحارب الدين
فكان نموذج العدالة والتنمية التركي الذي حل معضلة العلاقة بين الدين، و الدولة، والذي ولد في 2001
وبصعود أمريكا، ومعها ألمانيا على رأس الاتحاد الأوربي
اختفت بريطانيا، وأصبحت اليوم في خبر كان، أو تكاد.
ظهرت تركيا كقوة اقتصادية، وعسكرية لها وزنها، وثقلها السياسي في كافة المجالات
بالنهاية ظهور تركيا كقوة إقليمية في الشرق الٱوسط بعد نجاحاتها في سورية، وأذربيجان يحتم على السعودية التعامل معها من منطلق المصالح المشتركة للبلدين بما يخدم شعوب المنطقة العربية، فالتحالف السعودي التركي هو تحالف وجودي، وليس اختياري بالنسبة للسعوديه في ظل سيطرة إيران على سوريا، وتهديد الخليج، وتواطؤ الغرب معها، وعدم وجود ضمانات غربية للسعوديه بكبح السيطرة الإيرانية على المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى