مقالات

الثورة السورية بين جهاد المخلصين ومكر المنتفعين

الدكتور حامد خليفة

باحث في التاريخ السياسي والفكر الإسلامي

عرض مقالات الكاتب


عند دخول أي مدينة سورية يحس المسلم مباشرة بالمسؤولية الشرعية، والتاريخية عن كل ذراع من الأرض السورية أرض الشام المباركة فلا تمتد العيون إلى أي جهة من جهات تلك البلاد إلا، وآثار الأجداد هناك بادية للعيان يُشمُ منها تاريخ المجد، ويٌسمع فيها صليل سيوف أمة السنّة، والجماعة التي دفعت الروم إلى أقصى الغرب، وجعلت الإمبراطورية البيزنطية إقليم من أقاليم الدولة الإسلامية! والآن في أيام الحكم الباطني السوري، وأيام المفاصل، والتمايز يرى المتابع للأمور على حقيقتها فهناك أبطال يسطرون في كل يوم مجداً لأمتهم يثقلون به موازينهم عند خالقهم، ويفتحون به باباً نحو حكم الشرع، وحياة الكرامة، وهناك أقوام يتلفعون بذل الصمت، وخيبة التردد منهم من يتلبس بزي علماء المسلمين، لكن إذا خوطب بمسؤوليته عما يجري للأمّة اليوم، فإنّه يروغ مراوغة الثعلب هروباً من قول الحقيقة، ومن إعلان الانتساب إلى السُنّة، أو خوفاً على الأجر الشهري! وبين هؤلاء، وهؤلاء صنفان آخران صنف المنافقين، وهذ لا تخلو منه حركة، ولا يغيب عن مشهد أما الصنف الآخر، فهو صنف المنتفعين الباحثين عن المصلحة، والسماعة، والمكان، فهؤلاء وجوه الإعلام، وأزلام التبعية لكل صاحب مال، أو قوة، وهم على استعداد دائم لبيع الدين، والتخلي عن العقيدة، وعن القيم، والثواب، وما بين هؤلاء، وهؤلاء لازال أبناء الشعب السوري يدفعون أقسى الأثمان من كرامتهم، ومن دمائهم، ومن أمنهم، واستقرارهم، فالثوار الحق يقدمون دمهم، ومالهم، ووقتهم لحماية أمتهم، ونصر عقيدتهم، ودحر عدوهم، والمنتفعون يتوارون بالصمت، أو بعقد المؤتمرات، والندوات ليخادعوا الناس بمشاركتهم الوطنية، لكن الحقيقة تبقى ناصعة بأن المجد، والدين، والكرامة لا يتحقق إلا في ميادين الجهاد في سورية تحت راية السنّة علمانية، وما سوى ذلك عبث في عبث، أو محاولات استبدال نظام النصيرية بأنظمة صليبية، أو لا دينية لن ينال منها المسلم في سورية سوى الخيبة والهوان، وبعد كل هذا، فإنه لم يعد مكان في الثورة في سورية لمسلم صامت، ولا لمتردد، فكل مسلم مطالب اليوم أن يطالب بدينه، ويجاهد دونه، ويفضح من يريد أن يقطف ثمرة جهاد المجاهدين، وعلى كل مسلم أصيل الانتماء أن يتمسك بمطلبه، وينصر عقيدته قبل أن يفوتهم قطار الثورة الذي لا زال المنتفعون يعملون بكل السبل؛ لامتطائه، والسير به نحو هاوية الردة، و العلمانية، والعمالة للأجنبي الصليبي، والصفوي، وغيرهم، ومن لا يدافع عن عقيدته، فإنه سيُحكم بعقيدة أعدائه!!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى