مقالات

نظام الملالي عدو لأمريكا أم حليف؟

القاضي مروان كعيد

قاض وقانوني سوري
عرض مقالات الكاتب

ربما أن الإعلام – في هذا العصر – لعب ومازال الدور الأخطر في صناعة ذهنية الشعوب، فقد تنمطت شعوب على حب أمر ما أو كره فئة ما ، أو صناعة حلفاء أو أعداء.
هذه الحالة التي توصف بالسيطرة على الشعوب من خلال وسائل الإعلام، قد تكون وسائلها بيد الأعداء أو يد السلطة التي تريد توجيه وتنميط الرأي العام نحو أمر ما .
وللأسف ففي الحالة العربية ، فإننا كنا ومازلنا نستقي المعلومة من وسائل الإعلام غير العربية أو لنقل أن الصياغة والتحرير لا علاقة له بالعقل العربي!
ولعل الصراع الأمريكي الإسرائيلي من جهة والإيراني من جهة أخرى خير شاهد على ذلك.
أربعون عامًا من وهم منظّم أن ثمة حربا وشيكة ستقع بين الخصمين، الأخرى سوى مذابح للإيرانيين في العرب لحساب الصهاينة!

مما لاشك فيه أن نظام الملالي في إيران ودينه هما عدوا الاسلام بشكل عام وعدوا المسلمين العرب بشكل خاص.
وهذا العداء مرحب به عند النظام العالمي وتتماهى مع سياسته في الدول العربية.لا بل يُمهد له بكل السبل حتى ولو أدّى ذلك إلى قتل وتشريد الملايين من الشعوب العربية المسلمة وتدمير دولها وبنيتها التحتية.
إلا أن تلك السياسة الفارسية تصطدم مع النظام العالمي عندما تُريد إحياء إرثها الفارسي والسيطرة الفعلية على الدول التي استطاعت أن تمد نفوذها إليه .
ومن المعلوم أن نظام الملالي لم يكن ليستطيع أن يمتد نفوذه في أي دولة عربية لولا مساعدة النظام العالمي له ، الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأميركية وذراعه العسكري (إسرائيل)في المنطقة العربية.
لذلك لانكون مخطئين عندما نتكهن من احتمالية ضرب نظام الملالي في عقر داره ولأهداف محددة، يُعبّر عنها بالمفهوم الحديث أنها رسائل تأديبية تهدف إلى عودة ذلك النظام إلى رشده .
ولايُمكن بأي حال من الأحوال أن يحقق نظام الملالي أي مكتسبات في المنطقة العربية بدون رضاء النظام العالمي، كما أنه ممنوع عليه من السعي لتطوير أي صناعة تتعارض مع استراتيجيات ذلك النظام على سبيل المثال(الأسلحة النووية)
وماتعرض له العالم الإيراني فخري زاده، ومن قبله قاسم سليماني دليلاً صارخاً على صحة ماورد
ولاأعتقد أن الأمر سيقف عند مقتل ذلك الايراني.
ولانعتقد أن مقتل (فخري زادة) أو ضرب أي موقع إيراني داخل إيران (بالمستقبل) يعني تخلي النظام العالمي عن نظام الملالي أو أنه يسعى من وراء ذلك إلى القضاء على ذلك النظام ، وإخماد المظاهرات الشعبية في إيران والتكتيم الإعلامي التابع للنظام العالمي على تلك المظاهرات خير دليل على ذلك.
كما أن نظام الملالي يعلم ذلك جيداً لذلك ورغم قصف العديد من مواقعه في سورية لم يرد ولابطلقة على الإسرائيليين ولأنه يعلم أيضاً أن ممنوع عليه أن يتجاوز حدوده وإلا سيُستبدل ويؤتى بنظام غيره.
ومن الممكن أن يسمحوا له بالرد في أماكن يحددونها له في بعض الدول العربية ، كالسعودية مثلا .
كما أننا نكون مخطئين عندما نعتقد أن بايدن الذي ربما سيكون رئيساً للولايات المتحدة الأميركية قريباً ضد هذه السياسة التي يتبعها ترامب.
لأن جميع الرؤساء الأميركيين ملزمين باتباع استراتيجية مرسومة مسبقاً وبعيدة الأمد في منطقة الشرق الأوسط وأماكن أخرى في العالم.
ورب سائل يسأل : ألا يستطيع نظام الملالي تغيير حلفه واللجوء إلى المعسكر الصيني؟
الجواب لا
لأن نظام الملالي في الأساس صناعة غربية حاله كحال أغلب دول الخليج العربي، وإذا مافكّر أي مستخدم (ملك أو أمير أو آية الله أو رئيس)الخروج عن النظام العالمي فمصيره القتل، وقد يكون المُنفّذ من أقرب المُقربين له.
متى نرى ابحاثًا علمية تدرس علاقة نظام الملالي في إيران مع أمريكا وإسرائيل بين الحقيقة المغيبة، والإعلام الكاذب؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى