مقالات

الرد على المتباكين على محسن فخري زاده

نعيم مصطفى – مدير التحرير

ليس من طبعي أن أرد على بعض الأشخاص، فأحولهم من نكرة إلى معرفة.

نكرة ليس باسمهم، ونتاجاتهم ،فهي يمكن أن  تغطي الصحف، والمواقع.. وإنما نكرة بمواقفهم، وضيق أفقهم في التحليل إن أحسنا الظن بهم، وإن أسأنا الظن فالمصيبة أكبر.

كتب السيد سعيد الحاج على صفحته مترحمًا ومدافعًا عن العالم النووي محسن فخري زادة الإيراني الذي قتل من قبل مجهولين يعتقد أنهم إسرائيليون، أو أمريكيون، أو كليهما ما يلي:

رحم الله العالم الإيراني الذي اغتيل في طهران.

على الصعيد الشخصي، ليس له علاقة مباشرة معروفة بسياسة إيران الخارجية، ولا لعب دورًا ضد أي بلد عربي.

على الصعيد القانوني والشرعي  فقد قتل غيلة وغدرًا وظلمًا.

على الصعيد السياسي، فقد اغتالته على الأغلب أيد صهيونية و/أو أمريكية، أي العدو التاريخي التقليدي الدائم والثابت لكل شعوب ودول المنطقة وراعيتها على الساحة الدولية.

على صعيد العلاقات الدولية، عملية الاغتيال بلطجة وعربدة خارج نطاق الدبلوماسية والحرب.

على الصعيد  الاستراتيجي، المشروع النووي الإيراني يزعج الطرف الوحيد الذي يملك سلاحًا نوويًا في المنطقة ، أي الكيان الصهيوني.

على الصعيد البراغماتي، من يقبل-  فضلاً عن أن يسعد ويشجع- حادثًا كهذا فهو يشرعن هذا النوع من العمليات ويقبلها ضد أطراف أخرى، ضد نفسه و/أو من يحب ويدعم، من حيث لا يدري.

حدث مثل هذا ليس له وجه واحد ممكن القبول، لا أدري كيف لبعضنا أن يبتهج به، فضلاً عن أن يهاجم من يدينه.

هذا ليس قائدًا عسكريًا في سوريا ، ولا حتى مسؤولاً سياسيًا في بلاده، هو عالم في مشروع لم يضر، ولم يشارك بضرر أي بلد/شعب عربي، على الأقل حتى اللحظة.

فضلاً عن أن أبعاد اغتياله والسياق والأطراف المستفيدة واضحة للعيان.

قبل تفنيد الترهات التي ساقها الدكتور، وتهافتها لا بد من الإشارة إلى أن الدكتور مختص بالشأن التركي، ومن يذهب إلى هذا التخصص يدرك أن تاريخ إيران، وعلاقتها مع تركيا مصبوغة بالمؤامرات والدسائس، بسبب الجانب الطائفي الذي تضوع منه الرائحه النتنة من ثوب الإيرانيين كلما حاولوا التجمل والترفع عنه، لم تكن إيران يومًا من الأيام مخلصة لتركيا لا في الماضي، ولا في الحاضر، مع أن تركيا قدمت لها المساعدات الكثيرة – بحسن نية –  ولاسيما أثناء حصارها من قبل الغرب وأمريكا، أملاً في أن تغير سلوكها الذي تقوده الأحقاد الطائفية، ولكن جهود تركيا باءت بالفشل، وإيران كلما رأت ثغرة يمكن أن تنقض من خلالها على تركيا تفعل ذلك كما فعلت في سوريا حيث وقفت مع روسيا والنظام مناهضة لتركيا، ولا نريد الخوض في هذا الموضوع لأنه يحتاج إلى صفحات، ولكنني أحببت أن أبدأ بتشريح مواقف إيران وأن ليس لها أمان إطلاقًا مثلها مثل إسرائيل، بل أشد بمئات المرات.

على الصعيد الشخصي ليس له علاقة بالسياسة الخارجية، يعني إذا فُتح مصنع من أجل صناعة السم، وكان مخترع السم، ومدير المعمل قابعًا في معمله، ويصدر تلك السموم ليقضي على الناس الذين يخالفونه في المذهب، يكون ليس له علاقة، ولا مسؤولية، في سياسة بلده، وهذا يعني أن الذي اخترع القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما وناجازاكي هو حمل وديع، وإنسان لطيف، والمسؤولية على عاتق وزير خارجية أمريكا آنذاك،

والأسلحة الفتاكة التي حرقت غروزني ليس لصناعها الروس علاقة، وإنما المجرمون هم الساسة فقط، والأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة التي اخترعها نظام الأسد، وعلماء  روس، وألقوها على رؤوس الملايين من السوريين، ليس لصناعها ذنب في ذلك،  وإنما الوزر يتحمله وزير الخارجية، وحاشيته فقط…….

على الصعيد الشرعي والقانونين قد اغتيل غدرًا وظلمًا! بلى صدقت ! وهل كنت مصابًا بعمى الألوان عندما جاء الإيرانيون بكل عتادهم، وقطعوا القيافي؛ ليدمروا الشعب السوري، الذي كانت جريمته الوحيدة أنه مسلم سني، هل هذا الصنيع موافق للشريعة والقانون يا ترى؟!

وعلى الصعيد السياسي صحيح أن إسرائيل، وأمريكا ينصبان العداء للمنطقة، ولكن ليس لإيران التي هي من المنطقة، بل إنها زرعت في جسم المنطقة من قبلهما، وهي ابنتهما المدللة التي يمارسان معها شتى أنواع الحب والحنان، ولكن في الظلام، ثم يتشاجران تحت الشمس، والأدلة على ذلك أكثر مما تحصى ،ولا تخفى إلا على بليد، فإطلاق يد إيران في خمس عواصم عربية أليس تحت مسمع ومرأى أمريكا وإسرائيل؟! وهل هما عاجزتان عن ردعها، وقمعها  في سويعات إذا ما أرادوا ذلك، وكم من الكتب والمقالات التي كتبت ومعظمها بأقلام غربية وإسرائيلية عن العلاقة الحقيقية علاقة السمن، والعسل بين الخصمين المتعانقين، وعلى رأس من فضح تلك العلاقة الكاتب الشهير أندركسون.

على الصعيد العلاقات الدولية بلطجة وعربدة ! وهل يا ترى اغتيال العلماء العراقيين التي مارسته  الدولة الصفوية الإيرانية  بأبشع الصور، والأساليب إبان سقوط العراق  يدخل في باب الرقي، والتحضر ومحاربة الإرهاب.

على الصعيد الاستراتيجي السلاح النووي الإيراني يزعج فقط إسرائيل.

هذا الكلام يثير السخرية، والشفقة بالوقت نفسه من، وعلى كاتبه الخبير بشؤون تركيا وبشؤون المنطقة،

قل لي منذ ما يقرب من أربعين عامًا أي منذ قيام ما يسمى بالثورة، كم حرب خاضت إيران مع (الموت لإسرائيل)؟ وكم شخص قتلت؟ وهنا تحضرني شهادة إسماعيل هنية عن قاسم سليماني (شهيد،شهيد،شهيد، شهيد القدس) الذي يشبه  فخري زاده في إجرامه ، وهوكان يدور حول القدس من سوريا إلى العراق صابًا جام حقده، وطائفيته على أهل السنة، مات ولم يخطُ شبرًا في القدس.

على الصعيد البراغماتي! الذي شرعن هذه العمليات وعبد الطريق لها هم الإيرانيون فقبل الإيرانيين كانت هذه الاغتيالات توصم بالمخافة للقوانين والأعراف الدولية، ولكن بعد أن أعمل الإيرانيون سيف الضغينة في عشرات العلماء من العراقيين(وليسوا الإسرائيليين ولا الأمريكيين يا دكتور الشفقة والعطف).

هو ليس قائد عسكري! يبدو أنك لم تعد العدة لمادتك الهزيلة هذه للتفوه بهذا النفي السقيم، فهو لو كان ضابطًا – وهناك معلومات أنه لواء في الحرس الجمهوري يعني هو منتج ومؤلف ومخرج_ لكان أهون ألف مرة من أن يكون مصنعًا لهذه السموم، فكل من مات وسيموت – طبعًا كلهم من السنة – هم في عنق هذا العالم، أما الضابط فهو مسؤول عن الكمية التي تخصص له فقط، فجريمته أخف من المنتج.

وفي النهاية لا بد من القول إن الفرحة، والبهجة، والغبطة قد ولجت قلوب المسلمين الصادقين كافة، وخاصة منهم السوريون والعراقيون الذين قُتل منهم الملايين على يد هذا الخنجر المسموم والمزروع في قلب الأمة إيران.

أما قتل هذا الرجل فأرجح أنه يشبه سيناريو عماد مغنية في سوريا، فقد قتل (مغنية) على أصح الروايات بالاتفاق بين حسن نصر الله وبشار أسد، ومحسن فخري زاده، أجنح إلى القول بأنه قتل بالتنسيق مع المسؤولين الإيرانيين.

قل لمن يدعي في العلم فلسفة

عرفت شيئاً وغابت عنك أشياء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى