منوعات

أمير المؤمنين معاوية بن ابي سفيان

طريف مشوح

كاتب وباحث سوري
عرض مقالات الكاتب

الصحابي الجليل، وكاتب وحي الرسول أمير المؤمنين  ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﺻﺨﺮ ﺑﻦ ﺣﺮﺏ ﺑﻦ ﺃﻣﻴﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺷﻤﺲ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﻣﻨﺎﻑ ﺑﻦ ﻗﺼﻲ ﺑﻦ ﻛﻼﺏ ﺃﻣﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻣﻠﻚ اﻹﺳﻼﻡ، ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ، اﻟﻘﺮﺷﻲ اﻷﻣﻮﻱ اﻟﻤﻜﻲ ؛ يلتقي نسبه مع نسب الرسول عليه الصلاة والسلام في عبد مناف وهو صهر الرسول أخته أم حبيبة أم المؤمنين زوج الرسول صلى الله عليه وسلم.
والده ابو سفيان صخر بن حرب، وهو سيد من سادات قريش، أسلم في فتح مكة وأمه هند بنت عتبه التي أسلمت بعد الفتح. مولده على الأغلب قبل البعثة بخمس سنين.
طويل القامة أبيض اللون أصلع الشعر في مقدمة الرأس.
ما ذكر في التاريخ أن معاوية آذى الرسول في قول أو فعل. قيل إنه أسلم قبل فتح مكة وأظهر إسلامه عند الفتح عندما أسلم آل أبي سفيان كلهم.
توفي الرسول وهو راض عن معاويه، فله حق الصحبة وهو كاتب الوحي ،و هو راوٍ للحديث حيث روى ١٦٣ حديثًا. وقد روى الصحابه عنه الأحاديث وكذلك روى التابعون عنه فهو كاتب للوحي، وناقل للسنة.
أرسله ابو بكر لفتح سواحل الشام.
كان أميرًا على الشام لمدة 20 سنة ولاه عمر ولاية الأردن ثم ولاية دمشق، وما يتبع لها من بلاد و ماذكر التاريخ، أن عمر وجه لمعاوية انتقادًا في أسلوب الحكم، أو تهديدًا بالعزل مما يدل على حسن سيرة معاوية وعدله مع الرعية واستيعابه لادارة الحكم في الولايات.
ثم ولاه عثمان ولاية الشام كلها.
أسس الدولة الأموية بعد خلاف مع علي، واتخذ دمشق عاصمة لها ،وقد انتشرت في عهده الفتوحات بشكل لم يسبق له مثيل ،وامتدت من بلاد الروم إلى بلاد السند ،وما وراء النهر وشمال افريفيا ،كما انشأ أول أسطول حربي في تاريخ الإسلام.
معاوية صحابي والصحابة عدول قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم(لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه) .
وأول من حكم بعدالته عمر بن الخطاب عندما ولاه على الشام والذي لم يكن يختاره لو لم يكن صالحا ؛ يقول الذهبي عنه (فهذا الرجل ساد وساس العالم لكمال عقله ،وفرط حلمه وسعة نفسه وقوة دهائه ،ورأيه وله هنات وأمور والله الموعد).
وقال ابو الدرداء (ما رأيت أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من أميركم هذا يعني معاوية).
وقال جابر صحبت معاوية فما رأيت رجلا أثقل حلمًا ولا أبطأ جهلا ولا أبعد أناة منه).
  وقال ابن عباس (علمت بما كان معاوية يغلب الناس.. كان إذا طاروا وقع وإذا وقعوا طار). ويقول أيضا (ما رايت رجلا كان أخلق للملك من معاوية).
أما عما شجر بينه وبين علي كرم الله وجهه، فقد قال عمر بن عبد العزيز (تلك دماء طهر الله منها أيدينا، فلنطهر منها ألسنتنا).
وقال أحمد بن حنبل في ذلك (دماء صان الله يدي عن ملابستها، وأصون لساني عن الخوض فيها).
وقد كان موقفهما (الخليفة وا٨لامام) امتثالا لمضمون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ورد في صحيح الجامع (إذا ذكر أصحابي فأمسكوا وإذا ذكرت النجوم فأمسكوا وإذا ذكر القدر فأمسكوا) .
جاء في البداية والنهاية [جعل معاوية رضي الله عنه لما احتضر يضع خده على الأرض ثم يقلب وجهه، ويضع الخد الآخر ويبكي ويقول اللهم إنك قلت في كتابك (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء) اللهم اجعلني ممن تشاء ان تغفر له].
وقد أوصى معاويه بنصف ماله إلى بيت المال.
وآخر ما قال ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﺳﻜﺮاﺕ اﻟﻤﻮﺕ: اﻟﻠﻬﻢ ﺃﻗﻞ اﻟﻌﺜﺮﺓ، ﻭاﻋﻒ ﻋﻦ اﻟﺰﻟﺔ ،ﻭﺗﺠﺎﻭﺯ ﺑﺤﻠﻤﻚ ﻋﻦ ﺟﻬﻞ ﻣن ﻟﻢ ﻳﺮﺝ ﻏﻴﺮﻙ، ﻓﺈﻧﻚ ﻭاﺳﻊ اﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻟﻴﺲ ﻟﺬﻱ ﺧﻄﻴﺌﺔ ﻣﻬﺮﺏ ﺇﻻ ﺇﻟﻴﻚ…ثم مات.
توفي عام ستين للهجرة، وله من العمر ثماني وسبعون سنة. رضي الله عنه وأرضاه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى