حقوق وحريات

الحرمين ووتش تدعو وزراء خارجية “التعاون الاسلامي” إلى إدانة التطبيع ووقف تكفير المعارضين وتسليمهم من قبل بعض الدول الأعضاء في المنظمة الى سلطات بلادهم

دعت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين الشريفين وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي في اجتماعهم الذي سيعقدونه يوم غد الجمعة تحت عنوان (متحدون ضد الإرهاب من أجل السلم والتنمية) وتستضيفه جمهورية النيجر في عاصمتها، نيامي، يومي 27 و28 نوفمبر 2020، إلى وقف التطبيع مع دولة الاحتلال الذي تتسابق إليه دول عربية وإسلامية عديدة، ومنها المملكة العربية السعودية وهي أرض الحرمين الشريفين.

كما دعت الهيئة منظمة التعاون الإسلامي إلى التنديد بما تقوم به دول عربية منها السعودية لما يبدو وكأنه تمهيد للتطبيع والالتحاق بتلك الدول التي وقّعت اتفاقيات سلام مع دولة الاحتلال، إذ تقوم الرياض باستغلال وسائل إعلامها المختلفة من قنوات فضائية وصحف ومجلات ومواقع الكترونية، إضافة إلى تجييش هيئة كبار علمائها بإصدارها فتاوى مفصلة وتحت الطلب، لما تريده القيادة السياسية، اتباعا للهوى وشهوة السلطة والمكانة، بعيدا عن أحكام الإسلام الحقّة، من تكفير للخصوم والمعارضين من الجماعات والهيئات، والشخصيات الإسلامية المشهود لها بالعلم والفقه والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. كما تسخّر السعودية لهذه الغاية منابر مساجدها بما فيها الحرمان الشريفان، اللذان يعتبران ملكا عاما لكل المسلمين في العالم وليس ملكا خاصا لآل سعود، وإجبار خطبائها على قول ما تريده السلطة الحاكمة، لا ما تقتضيه أحكام الشرع الحنيف، ومعاقبة وطرد وفصل أي خطيب لم يلتزم بما صدر له من تعاميم من قبل وزير الشؤون الاسلامية السعودي.

واعتبر المدير التنفيذي للهيئة الأستاذ عمر قشوع أن السعودية ليست كأي دولة عربية أخرى، لإنها مركز العالم الإسلامي لما تضمه من أقدس مقدسات المسلمين، الكعبة المشرفة قبلتهم في مكة المكرمة، ومهبط الوحي، وموطن هجرة نبيهم ﷺ وقبره في المدينة المنورة.

فالتفريط بالمقدسات الإسلامية خطرٌ عظيمٌ، قد يتسبب بنزع الشرعية الدينية والسياسية عن أي دولة تريد أن تدير الأماكن المقدسة، وتحتكر الإسلام عبر قَوْلَبَتِه في نسخة مشوهة يفصّلها لهم علماء السلاطين، ولسان المستبدين، الذين يريدون أن يفرضوها على كافة المسلمين في العالم، على أنه هذا هو الاسلام وغيره ضلال وكفر، وقد جربوها من قبل عبر نشرهم الوهابية الجامية وقد باءت محاولاتهم وسياساتهم هذه بالفشل الذريع.

وأضاف أن ما تقوم به المملكة من اعتقال للعلماء المصلحين وسجنهم ومحاكمتهم في محاكم تفتقر إلى أبسط قواعد النزاهة والحياد، وإخراس أصوات المعارضين لسياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يسابق الزمن للانضمام إلى قطار دول التطبيع قبل انقضاء فترة ولاية رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، واجتماعه السري في مدينة نيوم “NEOM” أو الأصح “ZOIN” – أرض صهيون – وقبوله بتدنيس رئيس وزراء دولة الاحتلال نتنياهو لأرض الحرمين، والذي كشفته مصادر رسمية وصحفية “إسرائيلية”، هو اعتداء على كل مقدسات المسلمين الدينية والمعنوية والروحية من قبل طاغية مستبد، جاهل بالتاريخ والثقافة والدين.

كما تدعو الهيئة منظمة التعاون الاسلامي إلى التنديد بما قامت به المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات من اعتقال وترحيل المسلمين الإيغور المقيمين على أراضيهم، وتسليمهم إلى الصين، في انتهاك واضح للمواثيق الدولية وشرعة حقوق الانسان. كما تطالب بإطلاق سراح المعتقلين منهم وعلى رأسهم العالم الإويغوري المسلم “حمد الله عبد الولي” وصديقه “نورميت روزي” المعتقلين في المملكة، وعدم تسليمهما إلى الصين، أو ترحيلهما إلى دولة ثالثة يأمنون فيها على حياتهم.

وحثت الهيئة أعضاء المنظمة على الوقوف في وجه الإساءات المتكررة بحق رسول الإسلام محمد ﷺ ، التي تقودها فرنسا ورئيسها المأزوم، ومعالجة ظاهرة الإسلاموفوبيا مع الدول المعنية على أعلى المستويات والتي تعاظم انتشارها في العالم، وتبني الدفاع عن المسلمين في أوروبا والدول الغربية بشكل عام ، بعد تصاعد العنصرية والاعتداءات على حقوقهم الدينية والمدنية، وعدم الوقوف موقف المتواطئ والمتآمر عليهم، كما تفعل بعض الدول الاسلامية للاسف الشديد، بحجة “احترام قوانين الجمهورية أو الرحيل” عنها، كما صرح بهذا رئيس رابطة العالم الاسلامي محمد العيسى مخاطبا المسلمين في فرنسا، على اعتبار أنهم عمالة وافدة عليها كما يظن ويعتقد.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. في كتابه “إسرائيل البداية والنهاية”، يقول مصطفى محمود إن “إسرائيل تتصرف وكأنها تتعامل مع أصفار، وتتوسع وكأنها تمرح في فراغ، وهذا الغياب للموقف العربي سوف تكون له عواقب وخيمة”.

    وأمام هذا التهاون أو الهوان العربي كان ضروريا أن يحذر المفكر المصري من مآلات السلام الذي يسعى إليه الكيان الصهيوني، ففي كتابه “على حافة الانتحار” رأى أن إسرائيل ليست لديها نية جادة للسلام بقدر ما هي راغبة في تطويع وقبول من الطرف العربي لسلام من طرف واحد.

    ويستدل محمود على رأيه بأن تل أبيب بقياداتها السياسية وزعاماتها الدينية تزرع المزيد من الكراهية ضد العرب، كما أن آلتها العسكرية تتوسع باستمرار على حساب شعب فلسطين، فضلا عن أنها ما زالت تطور أسلحتها الذرية والبيولوجية والكيميائية وتضعها على حدود مصر ولا تدخر جهدا في المساهمة في تدمير الاقتصاد المصري.

    لذلك طالب الكاتب بأن تعي الدول العربية ما يُحاك لها من قبل الاستيطان الصهيوني، وأن تحذر في تعاملها مع السلام الذي يُطلب منها اللحاق به، وهو ما يحتاج الاستقلال العسكري والاقتصادي.

    ويزيد مصطفى محمود من التحذير في كتابه “إسرائيل النازية ولغة المحرقة”، قائلا “انظروا إليهم كيف يتفاوضون مع العرب ويحسِبون نصيبهم من الأرض بالمتر والسنتيمتر ونصيبهم من الماء فوق الأرض وتحت الأرض وفي جوف الأرض، ويريدون الحفر في الماضي والحفر في الحاضر والحفر في دماغنا ولا نهاية لمطالبهم”.

    اعلان
    ولخص صاحب العلم والإيمان رؤيته للسلام بين العرب مع الكيان الصهيوني، بأنه عقد إذعان أكثر منه اتفاقا وتراضيا، وبأنه طريق مرصوف بالجحيم.

    واستطرد في كتابه “الطريق إلى جهنم” قائلا “القوة الضاربة الأميركية تساند إسرائيل بينما الإسلام والمسلمون في قفص الاتهام، وكل العالم قد تحالف عليهم، أي سلام سيكون بين طرفين هذا حظهما من المساندة.. ثم لا تكافؤ في أي شيء؟”.

    وفي ذلك يتساءل عبر كتابه “الغد المشتعل” حول ماهية التطبيع مع قوة نووية “تطالبنا أميركا بالسلام والتطبيع، وماذا يكون هذا التطبيع أمام تلك القوة النووية الغاشمة؟ أهو تطبيع أم تركيع، أهو سلام أم استسلام؟”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى