مقالات

فَرَسا الرّهان السّياسيّ

محمد بشير الخلف

كاتب وسياسي
عرض مقالات الكاتب

قالت العرب قديماً “الخيل من خَيَّالها”، أي (من فارسها).
وقالت أيضاً “أعلى ما بخيلك اركبه”
والسّوريّون امتطى أعلى هرم لهم_ بدون إرادة منهم_ أخبل، و أرعن، أمسكا بحبال عقل السّوريين، و ربط إرادتهم عن المساق الحضاريّ، الّذي تتشوّف إليه كلّ أمم الأرض.
لا أدري إن كان من صُدَف القدر أن يكون على هرم رئاسة الجمهوريّة العربيّة السّوريّة طبيباً أحمقاً، وعلى رأس هرم مؤسّسة الائتلاف المُعترَف بها سياسيّاً من قِبَل دول فاعلة في السّاحة السّوريّة، هو أيضاً طبيب إلاّ أنّه أرعن مع الأسف.
خلال الشّهر المُنصرِف، شهِدَت السّاحة السّوريّة حَدَثَين مهمّين أخذا مساحة من الانشغال السّياسيّ، سواء على مستوى ساحة النّظام أم على السّاحات الميدانيّ الثّوريّ منها، و المعارضة.
الكلّ يعلم أنّ روسيا حاولت من خلال قيادها فرسها الهزيل بضرورة أن يعلو صهيله من خلال زفّة إعلاميّة مناشداً السّوريين، الّذين هربوا من براميل الموت، وغازات الكيماويّ و أفران السّجون، و المعتقلات بالدّعوة إلى مؤتمر دوليّ للّاجئين، وحثّهم على العودة إلى بلداتهم، وقُراهم المهدمّة، غير أنّ المؤتمر فشل فشلاً ذريعاً، وكان من أبرز تداعياته تقريع” بشّار” لوزير خارجيّته؛ ممّا سبّب له احتشاء أودى بحياته
على المقلب الآخر لا أحد يعلم كيف تفتّق ذهن الدّكتور “نصر الحريريّ ” على قرار باسم الائتلاف، يدعو فيه إلى تشكيل هيئة عُليا للانتخابات، سواء برلمانيّة منها أم رئاسيّة ممّا أشعل النّار في مواقد الثّورة الهامدة، و النّفوس النّائمة على جروحها المتقيّحة، فأنزلت كلّ مخزوناتها من إحباط، ويأس، وغضب على صاحب هذا القرار الأرعن.
ذهبت تحليلات متعدّدة حول دوافع هذا القرار بهذه الظّروف، الّذي تزامن مع فشل مؤتمر اللّاجئين الّذي دعت إليه روسيا، و النّظام، والاتّفاق التّركيّ الرّوسيّ حول إقليم /ناغورني كارباع/، و تفاعلات هذا القرار ما زالت متفاعلة، وتداعيته قوسها يتّسع، فبين من يرى نسف هذه المؤسّسة بمن فيها الّتي لم تصل إلى أدنى أدنى مطالب السّوريين، وآخرون يرون وجوب المحافظة على الجسم، و تفريغه من محتوياته الفاسدة، و كتله المسرطَنة، و تعبئته بعناصر جديدة جاءت من رحم الأرض الفاغم بدم الشّهداء ،والمضمّخ بآهات ، و أوجاع المعذّبين والمعتقلين .
لم يفهم الحريريّ اللّعبة السّياسيّة الدّوليّة، والإقليميّة، و إنّما كان مجرّد موظَّف في إحدى البلديّات، تأتيه التّعليمات من هنا، أو هناك غير آبه للموقع الّذي يشغله بأنّه يمثّل أعلى هرم لثورة عزّ مثيلها في التّاريخ، فلن تسقط بعد كلّ تلك التّضحيات، و إنّما هم سيسقطون على رؤوسهم، و تُدقّ أعناقهم؛ لأنّهم أغرار في الفروسيّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى