مقالات

زيارة نتنياهو إلى نيوم والضجة الإعلامية

نعيم مصطفى

مدير التحرير
عرض مقالات الكاتب

يبدو أن المملكة العربية السعودية على عهد الملك سلمان، وابنه محمد ولي العهد الذي يقود دفة السياسة، ليس بذكاء، ولا حصافة، وكلما أراد أن يقوم بمؤامرة، أو جريمة يحاول في بداية الأمر أن يجعلها تحت جنح الظلام، لكنها تأبى إلا الخروج تحت الشمس قبل انطوائها في ثوب الليل، فقد قام منذ ما يزيد على سنتين بقتل الصحفي جمال خاشقجي، بتخطيط سري، لكن الذي حدث، أن القضية انتشرت بين أرجاء العالم انتشار النار في الهشيم، و هاهو يخرج علينا الآن بمؤامرة ضد الإسلام، والمسلمين، وضد العرب بلقاء رئيس الكيان الإسرائيلي على الأراضي السعودية التي فيها أقدس مكانين إسلاميين على وجه الأرض، وهما الحرمان الشريفان، وقد حاول أيضًا أن يجعل هذا اللقاء في طي السرية، والكتمان، وأن يحجبه عن عيون الصحافة والإعلام، لكن الذي حدث أنه، أحدث ضجة مدوية في الإعلام الإسرائيلي، والغربي، والعربي، فقد ذكرت يوم الإثنين وسائل إعلامية عبرية، إن لقاء ثلاثيًا، عقد الأحد في السعودية، بمشاركة نتنياهو، وابن سلمان، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.

وفي السياق ذاته، ذكرت وسائل إعلام عبرية بينها هيئة البث، وصحيفة ” هارتس” وموقع “اللا” إن اللقاء عقد سرًا بالسعودية يوم أمس الأحد، وأشارت إلى أن رئيس الموساد الإسرائيلي (المخابرات الخارجية) يوسي كوهين شارك باللقاء.

فيما قالت هيئة البث الإسرائيلي، إن نتنياهو وكوهين غادرا بطائرة خاصة من مطار بن غوريون قرب تل أبيب، إلى منطقة نيوم في السعودية ،وأضافت إن ” الزيارة السرية استغرقت /5/ ساعات، كما أنه لم يتم إطلاع وزيري الدفاع بيني غانتس، والخارجية غابي أشكنازي مسبقًا عن الرحلة.

وقد أضيف دليل جديد هو مسار الطائرة التي نقلت نتنياهو للسعودية، فالمؤشر الأهم هو مسار رحلة نتنياهو المرتبطة بمعلومات الزيارة للسعودية، حيث قال الصحفي الإسرائيلي، باراك رافيد، إن نتنياهو وكوهين استقلا طائرة تابعة لرجل الأعمال الإسرائيلي أودي أنجيل، إلى نيوم، واستعان رافيد ببيانات تتبع الرحلات عبر الإنترنت التي أظهرت على ما يبدو مغادرة طائرة، الأحد في الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي الإسرائيلي، متوجهة إلى مدينة نيوم على البحر الأحمر ، والعودة إلى إسرائيل بعد خمس ساعات.

أمام كل هذه الأدلة الدامغة والسيل من الضخ الإعلامي بحصول الزيارة، نفى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحات، في تغريدة له على “توتير” عقد اللقاء واعتبر الخبر عار عن الصحة.

والواقع أن حصول الزيارة ليس مفاجئًا حسب المعطيات التي بين أيدينا، فمن المعلوم أن محمد بن سلمان منذ أن وصل إلى ولاية العهد، وهو يحاول خطب ود إسرائيل، من خلال إعلامه، ومسؤوليه، ومثقفي بلاطه، ولم يستنكر قوافل التطبيع مع الكيان التي بدأت من الإمارات مرورًا بالبحرين إلى السودان.. بل كان مشجعًا لذلك، بل إن البحرين لا يمكن أن تقوم بتلك الخطوة إلا بعد موافقته، وكذلك السودان قامت بتلك الخطوة استجابة لأمواله التي دفعت لها من أجل السير قدمًا في ركاب الإمارات والبحرين.

والسؤال المطروح، لماذا المملكة العربية السعودية مازالت تستجيب لأوامر ترامب مع أنه على وشك مغادرة البيت الأبيض، وهي تعلم أن خلفه جو بايدن على خلاف كبير إزاء سياسته في معظم الملفات الخارجية ،والداخلية،  ومنها ملف السعودية ؟

والجواب على ذلك، ربما أدركت أن موقفها صعب ولا تُحسد عليه بعد خسارة ترامب المفاجئة لها، لذلك تبحث عن حضن وترس يحميها من جو بايدن، فلم تجد أدفأ من الحضن الإسرائيلي الذي يلقى الحظوة من جميع رؤساء أمريكا.   

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى