مقالات

بشار الأسد الوجه الحقيقي لحضارة الغرب المسيحي

محمود القاعود

كاتب واديب مصري.
عرض مقالات الكاتب

من الأكاذيب الفجَّة التي روَّجها الإعلام الغربي عن دول الغرب (أوروبا وأمريكا)، هي أن الغرب يدعم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان! وهذا ما لا يصدقه عقل بشر، ولا يمت للحقيقة بصلةٍ من الصلات.

الغرب المسيحي، يبحث عن مصالحه، وفي سبيل هذه المصالح يدهس كل القيم والأعراف والأخلاق، دون أن يهتز له جفن ودون أن يجد حرجا في التنظير عن الحرية والسلمية والتعايش وحقوق الإنسان والديمقراطية والمواطنة! تماما كالعاهرة التي تُحاضر في الشرف وتعطى دروسا في الفضيلة!

منذ عشر سنوات والديكتاتور الدموي بشار الأسد يقتل الشعب السوري، بشتى الطرق والأسلحة بموافقة ودعم وتأييد ومباركة الغرب المسيحي، الذي لا يعبأ سوى بمصالحه.

فطالما أن المواطن الغربي يستيقظ في الصباح للتريض، أو عزف الموسيقى أو التنزه، أو الذهاب إلى الأوبرا أو تسلق الجبال أو مشاهدة الأفلام الرومانسية أو الإباحية ولا يعكر صفوه أي شيء، فلتذهب سوريا والشرق الأوسط إلى الجحيم! وليقصف بشار الأسد النساء والأطفال بالسلاح الكيميائي وبراميل البارود وخراطيم النابلم، وليغتصب زبانيته النساء والفتيات، ولتأت ضباع العالم من كل حدب وصوب لمساعدة بشار الأسد في عملية إبادة واغتصاب واعتقال وتهجير الشعب السوري الذي كل جريمته من وجهة نظر الغرب أنه طالب بالحرية! فالحرية لا يقبل بها الغرب للشعوب المسلمة.

عشر سنوات والغرب المسيحي يُصفق للديكتاتور بشار الأسد وهو يقتل مئات السوريين يومياً، وهو يُعذّب ويُصفّي خيرة الشباب السوري في المعتقلات، وهو لا يرحم شيخا ولا طفلا ولا امرأة.

عشر سنوات والغرب المسيحي لا يُصنف بشار الأسد في قوائم الإرهاب، فطالما أن بشارا يقتل المسلمين مغفورةٌ خطاياه عند الغرب المسيحي.

عشر سنوات والغرب المسيحي يمد بشار الأسد بالمال والسلاح ليمارس المزيد من القتل بعد أن قتل مليون ونصف المليون سوري، وبعد أن اعتقل أربعمائة ألف سوري، وبعد أن هدم عشرات القرى والمدن فوق رؤوس ساكنيها.

عشر سنوات والغرب المسيحي لا يُبالي ببكاء الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى، طالما أن المواطن الغربي ينام في حضن صديقته ويشرب الويسكي ويحتسي مرق الخنزير ويرقص على موسيقى الفالس ويستمتع بحياته فلتذهب سوريا والعالم العربي إلى الجحيم..

عشر سنوات والغرب المسيحي يعلن دعمه الصريح لبشار الأسد، ولشرعنة هذا الدعم الإجرامي يُصور بشارا في صور “البطل” الذي يُحارب الإرهاب..

عشر سنوات والغرب المسيحي والاستخبارات الأمريكية تسبغ حمايتها على بشار الأسد، وفي ذات الوقت يتم سن قانون “قيصر” لخنق الشعب السوري وحرمانه من الطعام والدواء، في الوقت الذي يستمتع فيه بشار الأسد وزوجته أسماء وأولادهما بما لذ وطاب..

عشر سنوات والغرب المسيحي يدعم دهس وسحق كرامة الإنسان السوري في المعتقلات والزنازين التي لا تعرف الماء ولا الهواء ولا الشمس ولا القمر..

عشر سنوات والغرب المسيحي يبحث تأمين حدود إسرائيل دون النظر لمعاناة أكثر من عشرين مليون سوري في الداخل والخارج.

عشر سنوات والغرب المسيحي يقصف بطيرانه وقنابله الشعب السوري بحجة محاربة الإرهاب..

عشر سنوات والغرب المسيحي يُدمِّر عشرات الآلاف من الأسر السورية التي شُردت في أصقاع الأرض وأصيبت بشتى الأمراض وفقد الكثير من أفرادها..

عشر سنوات والغرب المسيحي يُشاهد مخيمات اللاجئين وهي غارقة في الأمطار..

عشر سنوات والغرب المسيحي الذي يُنظر لحقوق المرأة يغض الطرف عن نساء المخيمات اللائي لا يستطعن قضاء حاجتهن في العراء، حيث لا دورات مياه ولا وسائل تنظيف ولا فوط صحية ولا استحمام..

عشر سنوات والغرب المسيحي الذي يُدافع عن حقوق المرأة يُشاهد أفراد الأجهزة الأمنية التابعة لبشار الأسد، يبقرون بطون الحوامل ويغتصبون النساء والأطفال..

عشر سنوات والغرب المسيحي الذي يُلقي المحاضرات عن حقوق الطفل، يشاهد أطفال سوريا صرعى تحت الأنقاض..

عشر سنوات والغرب المسيحي الذي يقلب الدنيا دفاعا عن حرية المعتقد، يؤيد بشار الأسد الذي يقتل الركع السجود ويهدم المساجد..

عشر سنوات والغرب المسيحي يتابع هدم المستشفيات واغتيال الأطباء على يد أجهزة بشار الأسد..

عشر سنوات والغرب المسيحي يأمر حكام الأنظمة الوظيفية العميلة بمنع السوريين من دخول بلادهم

عشر سنوات والغرب المسيحي يجبر السوريين على التعامل مع سفارات بشار الأسد لنهب أموالهم في المنفى الإجباري

عشر سنوات والغرب المسيحي يؤكد أن حضارته قائمة على القتل والإرهاب والإبادة.. مثلما فعلوا سابقا في الهنود الحمر واستأصلوا جذورهم وسرقوا أرضهم.

إنَّ بشار الأسد هو الوجه الحقيقي للغرب المسيحي.. وما كان ليفعل ما فعله ويفعله إلا بدعم صريح من الغرب.. ذلك الغرب الذي يُرحب بمشاركة بشار الأسد في الانتخابات المزعومة المقررة في مايو 2021م، ليستمر في ذبح الشعب السوري سبع سنوات أخريات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى