مقالات

‫بلا عنوان

هيثم المالح

عرض مقالات الكاتب

يقال إن لدى الشعراء ( شيطان الشعر) ولم أعرف انه للكاتب أو الاديب ما يماثل ذلك ولعل الإخوة الذي يتابعوني عادة ، يتساءلون عن غيبتي طويلاً عن الكتابه ، ولهم الحق في ذلك ، وسبق للقريب إلى قلبي د احمد هواس ، أن سألني ونقل إلي تساؤل الإخوة القراء الذين عادة ما يتابعوني ، ويظنو بي خيرًا ، انتي انقطعت عن الكتابة بعد ان انتهيت
حلقات كتابي إضاءات سياسية.
والواقع لقد شغلت في الفترة الماضية إلى حد ما بمتابعة مناقشة الجهات التي عرضت نشر مذكراتي وكتابي إضاءات سياسية ، ولعل الامور تسير إلى خير ، فبيني وبين احد دور النشر حوار حول العقد وماشابه ذلك ، ولعل الله يهيئ لنا الخير جميعًا، وأرجو الله ان تتيسر أمور النشر، وتبدأ المذكرات وغيرها بالظهور لجمهور الاخوة السوريين وغيرهم، ممن ينتظر صدورها ليطلعوا على مجمل ما مرّ بي في حياتي حلوها ومرها.
والواقع فإن المتابع للأحداث السياسية والاجتماعية ، على المستوى المحلي والإقليمي والدولي يجد أمامه بحرًا يموج بالأموال والصراعات والتدافعات ، وفي كل زاوية أو ركن يشاهد المراقب من شرفته كمًا هائلاً من المشكلات التي يرى أنها تستحق الكتابة فيها أو عنها ، فأوضاعنا في سوريتنا الحبيبة التي نشأنا فيها وأكلنا من خيراتها ، تعاني الكثير
من تآمر القريب قبل البعيد ، وإذا احسنت الظن فأقول من جهل من تصدى للثورة ليضع نفسه في موقع ( القيادة ) في حين أنه مفلس من المؤهلات ، سوى المؤهل الداخلي في الامتثال للإملاءات .
والواقع، فإن الخوض في تحليل المشهد المحلي والاقليمي والدولي ، يقتضي منا الرجوع إلى الوراء قليلاً ، فمنذ انتهاء الحرب البارده بين العملاقين ، السوفييت الأمريكيين ، تحدثت رئيسة الوزراء البريطانيه ، المرأة الحديدية كما كانو يلقبونها تحدثت عن الخطر الاسلامي ، ثم حدث أن انهارت منظومة الشيوعية بقيادة الاتحاد السوفييتي ، ولقد كتبت حول ذلك عام١٩٩٠ بمقالة تحت عنوان ( على هامش الانهيارات ) توقعت فيه انهيار المنظومة الشيوعية ، ووقع ما توقعته ، وانفردت الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة العالم ، وعبر التاريخ لم يسبق أن انفردت قوة واحدة بقيادة العالم
الا الدولة الإسلامية التي انفردت بالقيادة ضمن مفهوم أخلاقي ، وأسست لأعظم حضارة في التاريخ ، أقول انفردت الولايات المتحده بقيادة العالم ، وهي كما هو معلوم دولة حديثة النشأة ، قامت على مبدأ العنف والاغتصاب والإبادة الجماعية للسكان الأصليين والحلول محلهم في الأرض والثروات ، ولم تستطع التخلي عن مبدأ العنف والعنجهية ، ولا أدل على ذلك من سلوك ، جورج بوش الأب والولد اللذين قادا حربا تدميرية في الشرق الأوسط ( العراق وافغانستان ) تحت مسمى حروبًا صليبية كما وصفها جورج دبليو بوش ولد أبيه ، وكان الموساد الإسرائيلي مع المخابرات الأمريكية ونائب الرئيس ( ديك تشيني ) قد اخترعوا احداث ١١ سبتمبر في نيويورك ، وألصقوها
بالعرب والمسلمين ، واخترعوا ما سموه ( الإرهاب ) خطرًا داهمًا على المستوى العالمي واتهموا أسامة بن لادن بالوقوف خلف التفجيرات ، كما اتهموا الرئيس العراقي صدام حسين بالتعاون مع الإرهابيين ، وبأنه يمتلك أسلحة دمار شامل وما إلى ذلك ، واتخذت الإدارة الأمريكية جملة هذه الأكاذيب لتدمير العراق وأفغانستان والاستيلاء على الثروات الطبيعية وإضعاف المنطقة لصالح كيان صهيون .
تحركت شعوب المنطقة العربية ، بعد أن ضاقت بها السبل ، فحكامها في الغالب هبطوا عليها بالمظلات لم يصلوا بانتخابات ولا تمثيل ولاغير ذلك ، ومعظمهم جاءوا للحكم بانقلابات عسكرية مدعومة من القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما صرح به جورج دبليو بوش بعد غزوه للعراق ، من أنهم دعموا الأنظمة الاستبدادية لستين عامًا خلت ، وهكذا تحركت شعوبنا نافضة عنها غبار الفساد والاستبداد ، ولكن
قوى الاستكبار العالمي لم تترك لهم الفرصة ليبنوا أنظمتهم كما يريدون ، وبدأ التدخل في ثورات الربيع العربي ، وعلى رأسها الثورة السورية التي خشيت منها أنظمة ( عربية الهوية ) فاستدعت الدب الروسي للتدخل في سورية ، بل ودفعت له تكاليف تدخله خوفًا من أن تعم أفكار ثورتنا إلى دول الجوار ، وانقلب السيسي وزير الدفاع في حكومة
مرسي ، على الشرعية التي انتجت أول حكومة منتخبة منذ سقوط الملكيه ، وزج بآلاف المصريين ومنهم قادة الإخوان المسلمين ، وبدأت مرحلة تصفيات للمعارضة ، بدات بالرئيس المنتخب د محمد مرسي ثم عصام العريان ، ولعل د عبد المنعم ابو الفتوح قد أدرجه السيسي على القائمة والتي قد تطول لتطال كبار العلماء والمفكرين اقتداء بعبد الناصر وفي سورية نسّقت الإدارة الأمريكية تنسيقًا كاملا مع الروس للحيلولة دون انتصار الثورهة ولبقاء الوضع ، بعدم السماح بالحسم استكمالا لتدمير سورية وتهجير المسلمين السنة منها وإطلاق يد ملالي طهران لتخريب النسيج الاجتماعي وتخريب عقول الشباب في سورية عن طريق نشر المخدرات والبغاء ( بمسمى المتعه) وتشويه العقول والتعلق بالاصنام والقبور وإلغاء العقل تماما ، كل ذلك بعلم وموافقة الإدارة الأمريكية في عهد الديمقراطي باراك أوباما ، الذي كان مغرمًا بالفرس وبكره العرب .
ثم فوجئنا بصعود ترامب في الانتخابات التي أعقبت أوباما ، وفي الحقيقة كان صعود هذا المرشح لرئاسة الولايات المتحدة ، كارثة بحد ذاتها وقد كتبت يوم فاز مقالا بعنوان ( فاز ابو لهب على حمالة الحطب) والواقع ودون الحديث عن قيادته للوضع الداخلي إلا أن الطابع العام للرئيس ترامب ، كان الخروج على القانون الدولي وحقوق الانسان
والمعاهدات الدولية ، وبالاجمال قيادته للعالم اشبه بقيادة ( راعي البقر ) كاو بوي وقد استهتر بكل الدول إلا بربيبته ( الكيان الصهيوني ) المحتل في فلسطين ، وما فعله ليس ببعيد عن القارئ .
وما أن انتهت ولايته حتى شهدنا انتخابات ومشادات وكلامًا لم نعهده في الولايات المتحدة الامريكيه ، وتهديدًا باستعمال القوة وما الى ذلك وبات العالم يضع يده على قلبه ففي كل يوم مفاجأة ومشهد في الشارع المريكي ، ينبئ باقتراب نهاية الامبراطورية الأمريكية في قيادة العالم ، ولقد كنت كتبت حول هذه المواضيع في مقالي تحت عنوان ( على هامش الانهيارات ٢) وهذا المقال والذي قبله منشوران في كتابي اضاءات سياسية وانصح بقراءتهما.
في خضم كل هذه الأحداث تطلع علينا دول ( عربية الهوية) لتنصاع إلى الإملاءات ( الترامبيه) وتخطو خطوات ( تطبيعية ) مع كيان صهيون ، تطبيعًا مترافقًا مع الكاس والراح والرقص، وتبادل القبلات ، وكأني أرى أن اللقاءات كانت لقاءات إخوة فرقت بينهم الايام والدهور ، ثم التقوا !!
وقد أهدر هؤلاء عروبتهم وإسلامهم ، من الناحية العقدية ، كما أهدروا مبدأ الإجماع العربي أو التوافق العربي ، وضخت من خلال ذلك أنظمة عربية إلى الراعي ترامب عبر مستشاره ، كوشنير زوج ابنته المليارات دعمًا لحكمه ، ثم وافقت الإدارة الأمريكية على بيع هذه الأنظمة ، الطائرات والأسلحة المتقدمة ، لماذا يا ترى ؟ فهل هذه الدول مهددة من أحد ، أم أن هدف البيع هو لتقوض الاستقرار الهش في المنطقة العربية ، أو لاستعمال الأسلحة بمواجهة غير مباشرة مع تركيا ؟!
أخيرًا وليس آخرا ماذا سوف نرى من الرئيس الجديد جو بايدن ، فيما يتعلق بالملف السوري وبالمنطقة العربية بعد تصريحاته التي اطلقها بخصوص ، إسرائيل ؟!

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السؤال:” وفي سورية نسّقت الإدارة الأمريكية تنسيقًا كاملا مع الروس للحيلولة دون انتصار الثورهة ولبقاء الوضع ، بعدم السماح بالحسم استكمالا لتدمير سورية وتهجير المسلمين السنة منها وإطلاق يد ملالي طهران لتخريب النسيج الاجتماعي” متى أدركت قوى الثورة حقيقة أن أمريكا هي التي منعت سقوط نظام بشار الكيماوي؟ ومتى ادركوا ان امريكا لن تسمح بسقوطه، و متى ادركوا أن “أصدقاء سوريا” هم أسوأ من أعدائها؟ وسؤالي للاستاذ هيثم: لو رجع بك الزمان عقدا للوراء ماذا ستكون نصيحتك لأهل سوريا(قبل النزوح واللجوء والخراب والدمار)؟

اترك رداً على عثمان بخاش إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى