مقالات

حصان كورونا

محمد علي صابوني

كاتب وباحث سياسي.
عرض مقالات الكاتب

عملتُ لأكثر من 15 عاماً في مجال صيانة وبرمجة الحواسب الآلية وكنا نبيع البرامج “الأصلية” المزودة برقم سري خاص (serial number) من الشركة المصنعة .. تلك البرامج الخاصة بمكافحة الفايروسات والبرمجيات الخبيثة وأحصنة طروادة (Trojan horses) .. وبعد تعمقي ومتابعتي وبحثي عن الجهات التي تصنّع تلك البرمجيات المؤذية وغايتها، والتي تتفاوت في درجة أذيتها ابتداءً من انهيار أنظمة التشغيل ومروراً بعطب البرامج الهامة واختراقها وليس انتهاءً بتدمير الأقراص الصلبة .. اتضح لي أن الشركات العالمية المنتجة لبرامج مكافحة البرمجيات الخبيثة هي نفسها من تجنّد فِرَقاً من المبرمجين لتقوم بين الفينة والأخرى ببرمجة وتصنيع وإنتاج “الفايروسات” و”التروجانات” الخبيثة ودسّها عبر “الشبكة العنكبوتية العالمية” كي تنتشر بسرعة هائلة مما يحذو بالشركات والأفراد الذين يعتمدون في جلّ أعمالهم على الحواسب الآلية والشبكات أن يُضطرّوا إلى شراء “البرامج المضادة للاختراق” و”دروع الحماية من البرمجيات الخبيثة” من تلك الشركات العالمية كي يحافظوا على أجهزتهم وبرامجهم ويحموها من الاختراق والعبث والتخريب .. وهكذا دواليك …
وإذا أسقطنا هذا الأمر على الضجة الإعلامية العالمية التي رافقت انتشار فايروس كورونا Covid 19 وعلى التغطية الإعلامية التي بشّرت باكتشاف اللقاح المضاد والجهات المتوقع أن تكسب الملايين من بيع ذلك اللقاح الذي يفترض أن يعطى لمعظم البشر ولأكثر من مرة واحدة، حينها يمكننا توقّع من كان وراء نشر الوباء .. ولماذا .؟
حيث رأى “كليمينس فيندتنر” مدير قسم علم الأمراض بعيادة “شفابينغ ميونيخ”، أن الأمر فيما يتعلق بفايروس كورونا ربما يكون مشابهاً لفايروس الإنفلونزا، حيث يحتاج الشخص إلى الحصول على اللقاح بانتظام عدة مرات.
وقال “فيندتنر” لموقع “تي أونلاين” (T-online) :  “فكرة أن الشخص عليه الحصول على مصل ضد “كورونا” يستمر مفعوله على مدار الحياة يعتبر وهماً ، وليس من الغريب ألا يدوم مفعول اللقاحات لسنوات فهذا معلوم ولابد من إنعاشها بانتظام“.
طبعاً هذا إن ابتعدنا قليلاً عن الأسباب الأخرى والتي قد تدخل ضمن سياق الحروب السياسية والاقتصادية واللعبة القذرة التي مارستها بعض دول الغرب في التغاضي عن الآثار الأولية لانتشار الوباء والتي أدت بشكل واضح إلى ازدياد حالات الوفيات لدى كبار السن ما حذا ببعض الباحثين إلى الاعتقاد بأنها عملية ممنهجة للتخلص من ((الشريحة غير النافعة)) ويقصدون بها كبار السن والعجزة، فحين نعلم بأن الأمم المتحدة أكبر منظمة في العالم قد دقت ناقوس الخطر و أكدت أن كبار السن في العالم أصبحوا أكثر عدداً من الأطفال الصغار للمرة الأولى في التاريخ سنة 2018
وحين نعلم بأن دول العالم المتقدمة تنفق مليارات الدولارات على خدمات الرعاية الخاصة بالعجزة، حيث وصل حجم الإنفاق في بعض البلدان الأوروبية إلى ما بين 3و4% من الناتج المحلي الإجمالي وهي ميزانية مرهقة جداً لتلك الحكومات
وأن بعض الدراسات أكدت أنه من المتوقع أن تصل نسبة المسنين سنة 2060 إلى 36% من مجموع سكان العالم، وقد شهدنا مؤخراً أن بعض الدول الأوروبية بدأت تفكر فعلياً بالاستغناء عن الرعاية الرسمية للمسنين … حين نعلم كل ذلك ندرك أنه لا يمكن استبعاد أي من تلك الفرضيات وبالوقت ذاته يمكن اعتبارها متكاملة وليست متناقضة فالحكومات التي تفكر بعقلية التاجر المادي الجشع يمكن أن تجمع بين الكسب المادي من جهة، وبين التخلص من الإنفاقات “غير المجدية” وتقليصها إلى الحد الأدنى من جهة أخرى كي لا تنافس الإيرادات وتؤثر على المستوى العام لميزانية تلك الحكومات وربما تعزز فشلها.
نعم إنها الحضارة المادية الجارفة، التي أصبح الإنسان فيها أسير مصلحته ونرجسيته وجشعه وطمعه حيث سعى في الأرض ليُهلك الحرث والنسل ويُفسد ويدمِّر ما أمر الله به أن يُبنى .. فحين ينسلخ الإنسان من إنسانيته يتحول إلى كائن شرسٍ يفوق بشراسته أعتى الضواري وأبشع المخلوقات.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. إن ماجاءت به مقالتك دقيق بنسبة مئوية كبيرة جدا
    وكما تفضلت بخاتمة المقال أيضا عالم مهترئ متهاوي متساقط
    ووادي من الذئاب المسعورة التي يأكل فيها القوي الضعيف
    ويدعون الحضارة المزيفة
    لذلك اقول الحمدلله على نعمة الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى