حقوق وحريات

الهيئة الدولية: تسليم مسلمي الإيغور إلى الصين من قبل السلطات السعودية جريمة بحق المسلمين جميعا وانتهاك صارخ لاتفاقيات حقوق الانسان الدولية

لندن 24/11/2020

تدين الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين بشدة انتهاكات السلطات السعودية المستمرة بحق مسلمي الإيغور في المملكة والتواطؤ في الاستهداف والتضييق الصيني الممنهج بحقهم، وتعتبر ذلك جريمة بحق المسلمين جميعا، وانتهاكا لاتفاقيات حقوق الانسان الدولية.

واستنكرت الهيئة في بيان صحفي لها بشدة اعتقال السلطات السعودية العالم الإويغوري المسلم “حمد الله عبد الوالي” وصديق له تمهيدا لترحيلهم إلى الصين وتسليمهم إلى السلطات في عملية إعادة قسرية تعد مخالفة للقانون الدولي.

واعتبرت الهيئة الدولية أن اعتقال عبد الوالي والتمهيد لتسليمه للسلطات الصينية يشكل إهانة للمملكة العربية السعودية ومكانتها في ظل احتضانها الحرمين، مؤكدة أن السلوك السعودي مستنكرا دينا وعرفا وأخلاقا وبعيدا عن المروءة والنخوة والاخلاق العربية والإسلامية التي تمنع تسليم المستأمن فكيف بتسليم المسلمين؟ وهم يعلمون أن مصيرهم الهلاك أو السجن والتعذيب.

وتساءلت الهيئة الدولية كيف يمكن أن تبرر السلطات السعودية اعتقال وتسليم مسلمين جاؤوا يؤدون فريضة الحج أو العمرة وهم في جوار بيت الله الحرام؟، مشددة على أن استهداف المسلمين خلال تأدية الفريضة الدينية يؤكد الحاجة مجددا لتحرك إسلامي لوقف انتهاكات السعودية في إدارتها للحرمين.

والعالم الديني حمد الله عبد الوالي، سافر إلى المملكة في شباط/فبراير الماضي بتأشيرة لمدة عام، ولكن سلطات آل سعود قامت باعتقاله وتعتزم ترحيله إلى الصين التي أجبر على الفرار منها بعد أن سجنته السلطات هناك مرتين بسبب نشاطه في تعليم المسلمين دينهم.

وبعد وصوله إلى مكة، طلب منه الانضمام إلى الجالية التي تمثل مسلمي الصين الإيغور في المملكة، وذلك بحكم مكانته الدينية والعلمية، أن يشارك في لقاءات الجالية لإلقاء محاضرات وخطب دينية وتثقيفية لأبناء وطنه.

وقد تعرض الوالي لمضايقات بعد أن ألقى خطابًا أمام مسلمين من أقلية الإيغور ندد فيه بجرائم السلطات الصينية بحق المسلمين هناك وما يتعرضون له من قمع وتعذيب وسجن في المعتقلات.

وفي تشرين أول/أكتوبر الماضي قامت المملكة ودول عربية أخرى، بما في ذلك مصر والإمارات العربية المتحدة، بعقد اتفاق أمني مع بكين جرى بعده اعتقال عدد كبير من المسلمين الإيغور وترحيل 67 مسلم من المملكة، و762 من مصر وعدد غير معروف من الأمارات إلى الصين.

وبحسب تقارير مؤكدة أصدرتها الأمم المتحدة وعدد من منظمات حقوق الانسان، فإن ما لا يقل عن مليونين مسلم، معظمهم من أقلية الإيغور العرقية، محتجزون في معسكرات اعتقال ومراكز إعادة التأهيل كما تسميها الصين في تركستان الشرقية “شينجيانغ” أي الأرض الجديدة.

وتتهم بكين بتعريض المعتقلين للتعذيب والتلقين والسخرة وإجبارهم على شرب الخمر وأكل لحم الخنزير، فضلا عن تعقيم نساء الإيغور قسرا، واختطاف الأطفال من عائلاتهم وتوزيعهم على عائلات صينية غير مسلمة لتنشئتهم على القيم الصينية كما يزعمون.

ويُتهم النظام الشيوعي في الصين بتنفيذ حملة قمع وحشية على نحو متزايد ضد الملايين من الأقليات المسلمة المعروفة بالإيغور في شمال غرب البلاد في منطقة تركستان الشرقية التي احتلتها الصين عام 1949، ومحاولة تغيير التركيبة السكانية بنقل الملايين من الصينيين الهان الى مناطق المسلمين الغنية بالغاز والبترول والمعادن المختلفة.

وتطالب الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين السلطات في المملكة بوقف كافة أشكال انتهاكاتها بحق مسلمي الإيغور المقيمين على أراضيها والإفراج الفوري عن المعتقلين منهم وعدم تسليمهم إلى السلطات الصينية في ظل الخوف على مصيرهم من التعذيب والاعتقال، أو ترحيلهم ألى بلد ثالث لا يخافون فيه على حياتهم مثل تركيا أو أي دولة أوروبية تقبل باستقبالهم.

يشار إلى أنه تم إنشاء الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين مع بداية عام 2018 بهدف الضغط لجهة ضمان قيام السعودية بإدارة جيدة للمشاعر المقدسة والحفاظ على المواقع التاريخية الإسلامية، وعدم تسييس مشاعر الحج والعمرة، ومنع استفراد الرياض بإدارة المشاعر المقدسة، طالما أن الحرمين هما ملكٌ لكل المسلمين في العالم.

والهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين هي مؤسسة عالمية تعنى برصد ومراقبة سبل وطريقة إدارة المملكة العربية السعودية للمشاعر المقدسة في مكة والمدينة خاصة الحرمين بما في ذلك المواقع التاريخية الإسلامية. وتستند الهيئة في عملها إلى مرجعية إسلامية والحرص على مصالح المسلمين من المحيط إلى الخليج وكافة مناطق التواجد الإسلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى