تحقيقات

هيك عايشين…؟!

فراس العبيد – رسالة بوست
العناوين اليومية للصحف المحلية الموالية، عادةً ما تكون مستفزة للكتابة، فهي تندرج عادة ضمن مصطلح “المهتة” أو “المنية” كما يفهمها “عوام الناس”، وبالتالي؛ بات “المجتمع المتجانس” الذي سعى إليه اﻷسد أشبه بـ”القطيع” الذي يوازن بين “كنا عايشين” و”هيك عايشين”.
ولعل المقارنة السابقة، فرضها “النظام” على الشارع، عبر تمريرها على لسان مسؤوليه، دون التصريح بها علنًا، وترك الباب مفتوحًا للناس للتصريح بها، وإدانتهم على “تمردهم” إن جاز المسمى، والمحافظة قسرًا على بقاء معظمهم داخل “حظيرة الوطن” أو “حضنه” والمنسوب زورًا إلى “أل الوحش/اﻷسد” على اختلاف الروايات.
عناوين:
وفي تقرير لصحيفة “تشرين” جاء فيه؛ على لسان مدير مؤسسة التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد، شادي جوهرة؛ “ندفع فاتورة دواء السوريين 120 مليون يورو سنويًا”.
سبقها تقارير أخرى، عن “دعم الخبز، المحروقات، التعليم المجاني… إلخ”، وجميعها حملت الطابع ذاته، من تفضل “اﻷسد/الدولة” على “المجتمع/المتجانس”.
وهذه الصيغة في إذلال الناس، أشبه ما تكون بما يقدمه راعي اﻷغنام لغنمه، من “علف”، والمعذرة على الكلمة.
ويستذكر الشار ع السوري، عبارة “مكرمة من السيد الرئيس، منحة من السيد الرئيس، عفو السيد الرئيس عن المجرمين…” وجميعها، واضحة الهدف والمعالم ﻻ تحتاج إلى تفسير.
فرعون لكل عصر:
وبالمختصر؛ ستبقى “الشعوب” ضمن ذات “الحظيرة” يقودها “الفرعون”، وتطالع يوميًا الصحف الصادرة عنه، وتقرأ ما يقول ويبرمجها، ما لم تفهم على اﻷقل معنى “رد الصائل”، بغض النظر عن حكم الشرع وتوصيفه للصائل، ويرجع في ذلك إلى كتب أهل العلم.
فيما عدا ذلك؛ نحن أمام صناعة فراعين لكل عصر آخرهم صاحب اﻷلقاب في المحرر؛ “الشيخ الفاتح أبو محمد الجوﻻني”، الذي ينتهي بعبارة “حفظه الله”.
شوية كرامة:
وبالتالي؛ مازلنا أمام “دروس فاشلة”، نخرج فيها من “تحت الدلف إلى تحت المزراب” ويصدق فينا للأسف؛ “هيك عايشين”، حتى نغير عملا بأمر الله تعالى: ((حتى يغيروا ما بأنفسهم)).
وما بأنفسنا، والله أعلم، ما سبق وقاله المغضوب “دريد لحام”، في مسرحية “كاسك يا وطن” للراحل “محمد الماغوط”.
“الله وكيلك يابي مو ناقصنا إﻻ شوية كرامة”.
تلك الكرامة لا تمنح وﻻ هي مكرمة، بل تأخذ وتنتزع نزعًا.
فيما عدا ذلك سنبقى نطالع “صحيفة تشرين والبعث والثورة” ونلطم الخدود ونقارن وننتهي إلى خلاصة؛ “الكلب خلف جرو.. طلع الجرو ألعن من أبيه”، وانتهى اﻷمر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى