مقالات

صبا نجد.. وسَموم إيران السّياسيّة

محمد بشير الخلف

كاتب وسياسي
عرض مقالات الكاتب

هبّت نسائم تلطيف علاقات سياسيّة بين المملكة العربيّة السّعوديّة، وجمهوريّة العراق بعد مجيئ حكومة “مصطفى الكاظميّ”، وبانت آثار لواقحها في اللّقاء عن بعد على الشّابكة عبر برنامج “الزووم”، و أثمرت بيدراً من الاتّفاقيّات التّاريخيّة بحسب وصف الإعلام الرّسميّ في كلا الدّولتين، وذلك  في ١٨/١١/٢٠٢٠.
الأرض العراقيّة عطشى، و المواطِن العراقيّ ظمآن لنسائم الأهل، و غيث الأحبّة بعد القطيعة الّتي استمرّت حوالي الثّلاثين عاماً بعد اجتياح العراق للكويت في عام ١٩٩٠، حين أغلق المنفذ الحدوديّ الرّسميّ (عرعر) بين البلدين، و الّذي تمّ إعادة افتتاحه منذ عدّة أيّام.
جاءت هذه الخطوة بفتح الشّبابيك العراقيّة لنسائم صبا الجنوبيّة، بعد أن سبقتها خطوات مع الجارة الأردن، ومن قربها جمهوريّة مصر العربيّة، الّتي أثثت لاتّفاقيّات حيويّة، واستراتيجيّة فيما يخصّ الطّاقة؛ من الكهرباء، و البترول، والزّراعة، والاقتصاد، بعد أن استُنزِفَت الطّاقات العراقيّة بعد الاحتلال الأمريكيّ ٢٠٠٣.
المُشْعِر الأمريكيّ يتابع الهواء العربيّ، الّذي يتسلّل إلى أفئدة العراقيين راضياً ومشجّعاً، بينما الجار الإيرانيّ يتوجّس، ويهجس لأنّه يعلم أنّ الموادّ الكيميائيّة السّياسيّة، الّتي أضافها “الكاظميّ” إلى المختبر السّياسيّ العراقيّ سوف تؤثّر على السُّموم الإيرانيّة، وتحاول طردها لأنّ العراقيين اختنقوا بالسَّموم الإيرانيّ.
ثورة شباب العراق كان لها الدّور الأبرز في تغيير المزاجيّ السّياسيّ العراقيّ، وإعادة تحديث بوصلته بعد أن رتعت أحزاب الإسلام السّياسيّ في حِمَى الأجنبيّ، فكانت عينه الّتي ترصد، ويده الّتي تبطش، وشطره الّذي يحلب، فسقطت حكومات  وأُعطيَت فرصة لحكومة “الكاظميّ”، الّتي تنكّبَت لأمرين مهمّين نادى بهما الثّوّار؛ تقديم موعد الانتخابات، وتحديده ب ٦/٦/٢٠٢١، والإنفتاح على المحيط العربيّ، الّذي يعتبر العمق التّاريخيّ، والاستراتيجيّ، والوجدانيّ لأهلنا في العراق، و الّذي حظي بتأييد المرجعيّة الشّيعيّة في النّجَف.
فصائل الحشد الشّعبيّ الولائيّة  كما يسمّيها العراقيّون أي (الّتي تؤمن بولاية الفقيه الإيرانيّ، الّذي يعتبر نائباً عن سلطان الزّمان الغائب بحسب أطروحة الخمينيّ)، اهتزّ كيانها واضطربت أغصانها، فعزف على جرحها العصبويّ الطّائفيّ وليّها الفقيه محذّراً من الأوتار الجديدة، الّتي دخلت على الأوركسترا السّياسيّة العراقيّة، و الّتي تهدّد بالاستغناء عن الأوتار الّتي ما عادت تشبع المزاج العراقيّ ولا تغنيه من جوع .
هناك وعود استثماريّة كبيرة أعلنت عنها الدّولتان بمال خليجيّ، وخبرات أردنيّة، و مصريّة، فالثّلاثون سنة الّتي مرّت لم تفكّ أقفال العراق عن أهله، لأنّ المفاتيح السّياسيّة شيفراتها غير متراكبة، و اليوم عسى المفاتيح، أو المداخيل الاقتصاديّة هي من ستفتح المستغلق وتستوعب طاقات الشباب العراقيّ الوثّابة، وتعيد له الأمل بالحضن العربيّ، وبهويّته التّاريخيّة الّتي صاغها عبر قرون، وسادت العالم،  و كانت عاصمته الوحيدة في ذات قرن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى