مقالات

حول زيارة بومبيو للجولان المحتل وإعلان الائتلاف الوطني تشكيل مفوضية للانتخابات.. والعلاقة بين قراري مجلس الأمن “٢٤٢-٢٢٥٤”

زهير سالم

مدير مركز الشرق العربي
عرض مقالات الكاتب

وكانت زيارة بومبيو للجولان السوري المحتل منذ ١٩٦٧ استخفافا بالقانون الدولي ، وبالقرار الأممي ٢٤٢ / ١٩٦٧ الذي طالما تغنى العرب به ، واتكلوا عليه كما يتكل بعض السوريين اليوم على القرار ٢٢٥٤ / ٢٠١٥ على طريقة من قال : أعلل النفس بالآمال أكذبها ..
لا يجوز ان تمر زيارة بومبيو إلى الجولان العربي السوري المحتل دون أن تلقى بلؤمها وخبثها وقبيح دلالاتها ، ما تستحق من رفض السوريين وشجبهم وإدانتهم . ولن يعفينا من كل هذا أن سورية محكومة من زمرة متآمرة عميلة . فنحن وأقصد كل السوريين الأحرار الشرفاء أصحاب الأرض ، والقيمون عليها إلى يوم الدين .
وأبسط ما يقال في زيارة بومبيو للجولان المحتل انها تكريس للاحتلال وللاختلال ، واستخفاف بالقوانين الدولية ، ونقض لكل ما يتم التأكيد عليه من وحدة الأراضي السورية من بحيرة طبرية الى القامشلي الأسيرة . بومبيو الفيل في مخزن الأواني الزجاجية لا يبالي … ولكن صاحب الأواني أولى بصيانتها ..وأحرى أن يضج وأن يثور .
ثم إن هيئات وقوى وتشكيلات ما يسمى “المعارضة السورية ” والتي تحولت إلى تشكيلات ” المطاولة ” التي لا تنفك طيعة بيد كل من يريد أن يكسب وقتا ليكون مصير ٢٢٥٤ كمصير ٢٤٢ .
قال المدين المماطل لدائنه هذا الدين القديم يجب أن تشطبه . فسأله الدائن برما : والجديد ؟؟؟؟؟ قال له المدين نتركه حتى يقدم !!! هذه هي حكايتنا بين بوتين وأوباما أو ترامب أو ما شئت من أسماء بعد ..
القانون الأممي ٢٢٥٤ على خطا القانون الأممي ٢٤٢ وكل المطاولين والمقاولين يعلمون ذلك ، وفِي وديان هذه الحقيقة يسترسلون .
والطريق الذي يسلكه هؤلاء المطاولون مهما امتدت التفافاته وتعرجاته ، يؤدي بالسوريين جميعا إلى حيث يعلم الذين رسموا الطريق رشقوها وعبدوها وحددوا محطاتها الأولى و الأخيرة . الأمريكي قال : حتى ننهكهم والأبعد قال : حتى نغرقهم.
وسأل المضيفُ ابنَ الرومي وقد سقاه السم ، ورآه يقوم من مجلسه : إلى أين يا أبا العباس ؟؟؟
أجابه ابن الرومي : إلى حيث أرسلتني .
إلى حيث يرسلكم قاتلوكم تذهبون أيها المطاولون ..ثم أيها السوريون …
خطوة … خطوة .. زنقة .. زنقة ليس مهما، المهم أن السائق، وإن امتلك حنكة الرفق بالركاب ، والتؤدة عند المنعرجات والمطبات ، ولكنه لا يملك القدرة على تغيير مسار الطريق ، ولا تحديد محطته الأخيرة . . ولو كانت حقوق الشعوب تنال عن طريق مثل ٢٢٥٤ لكان الجولان اليوم محررا بفعل ٢٤٢ الشهير .
كل السالكين على الطريق يعرفون هذا، ولكنهم يمارون . يقولون عند حافية الهاوية سنتوقف . ومفوضية التفاوض كما هيئة التفاوض كما كل اللجنة الدستورية كما المنصات ، كما مفوضية الانتخابات ؛ كلها إدغامات وإخفاءات وسكتات على الطريق . كلهم يدغمون ويخفون ويسكتون وينكرون ..صعبة أحرف الحلق عند التنوين ، ولم يعد عربي قادرا على المضمضة بضاده الحرف المميز الجميل .
يجدّون نَصبا إلى جهنم التي زعموا انهم منها يفرون ..!!
ويقولون : عند حافة الهاوية سنأبى وسنمتنع وسنعلي الصوت بالإباء!!!!
وسأل القاضي الحكيم مدعية بالاغتصاب فقال :
كيف صرت في بيته؟ قالت : بإرادتي . فسأل : وكيف شربت من خمره ؟ قالت بإرادتي . فسأل : وكيف دخلت غرفة نومه ؟ قالت : بإرادتي ، فسأل وهل أجبرك على خلع ثيابك ، ولا نرى فيهم قدا ولا خرقا ؟ قالت بل خلعت بإرادتي ؟ سألها القاضي الحصيف : وهل خمشك أو دفعك حتى ألقاك على سريره ؟ قالت بل فعلت ذلك بإرادتي ولكن ..فطرق القاضي بالمطرقة قبل ان تنطق ، وحكم برد دعواها ..
وعذرا للتمثيل فقد حدثنا ربنا في كتابه العزيز عن التي غلقت الأبواب ، وقدت قميص يوسف من دبر ..
أيها السادة
واعتقد أن زمرة المطاولين ، وليس المعارضين ، لأن المعارضين سيكونون قد أُسكتوا أو سكتوا ولو حتى حين ، سيوقعون على ما يتفق عليه الروس والأمريكيون ..
وكل عمليات الفك والتركيب ، في هيئات المعارضة؛ إنما كانت لتحويلها إلى منصات مطاولة تعطي العدو مزيدا من الوقت تماما كما حكايتنا مع الجولان . قضية حريتنا مشتقة من قضية جولاننا والخائن فيهما واحد . فهل هذا أمر عجيب ؟؟؟
وأظن أنه قد آن الأوان لنفرق بين هيئات المعارضة وهيئات المطاولة، التي نرى ، وقد طال الزمان على نزلاء المعتقلات والزنازين ، وتحت الخيام نساء كريمات ورجال كرام .
وأول ما يفعله العاقل حين يعلم انه ضل الطريق . أن يتوقف ، وأن يعود إلى المربع الذي يظن أنه عنده أساء التقدير …
” مفوضية انتخابات ” يا لجلال الأسماء !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى