مقالات

النظام يسعى ويمهد للانتخابات

د. ياسين الحمد

أكاديمي سوري
عرض مقالات الكاتب

وخلال الأشهر الماضية صدرت من مسؤولي النظام السوري تصريحات تؤكد إجراء الانتخابات في وقتها، وفق الدستور القائم دون تدخل خارجي، إذ أكد بشار الأسد خلال مقابلته مع قناة “روسيا اليوم”، في 11 من تشرين الثاني الماضي، على إجراء انتخابات 2021 بموعدها المحدد.
وقال، “بالتأكيد ستُجرى انتخابات عامة في العام 2021 في سوريا، وسيكون هناك عدد كبير من المرشحين”، في حين رفض إجراءها تحت إشراف الأمم المتحدة نهائيًا، وأكد أنها “ستكون بشكل كامل، من الألف إلى الياء، تحت إشراف الدولة السورية”.
كما جدد وزير الخارجية، وليد المعلم قبل وفاته ، خلال مقابلته مع القناة الروسية نفسه كانون الأول الحالي، كلام الأسد حول الانتخابات، وقال إن “الدستور لا يحدد كيف تُجرى الانتخابات، وإنما يحددها قانون الانتخابات، ولدينا قانون، أما إذا تم التوصل إلى توافق بين السوريين في اللجنة الدستورية إلى دستور جديد، أو تعديل الدستور القائم ستجري بموجبه، وإلا ستجري وفق دستورنا القائم”.
ويرى الباحث معن أطلاع أن كل الأمور الحالية تشير إلى الذهاب إلى الانتخابات، لكنها لن تكون وفق مفهوم القرار الدولي 2254، أي ليس ضمن السلال التي يناقشها القرار، الذي ينص على تأسيس هيئة حكم انتقالي غير طائفي، فضلًا عن أن النظام السوري ذاهب إلى استحقاقاته الدورية، بمعنى أنه لا يرى أن لديه أزمة سياسية، وعمل على إجراء كل استحقاقاتها الانتخابية سواء المجالس الرئاسية، أوالبرلمانية.
وسيكون إجراء انتخابات 2021 هو إعلان انتصار بالنسبة للنظام، وفق المعطيات ، إذ سيوحي الأسد أن السوريين يريدونه في السلطة للمرة الثانية، كما يريد تحويل كل الاستحقاقات من إعادة الإعمار، وإعادة اللاجئين، والمؤتمر الذي حدث يخدم هذا الهدف والعقوبات الاقتصادية، إلى تحديات حكومية ليس فيها بعد سياسي أو مشكلة وجود النظام .
أما روسيا فيمكنها الموافقة على إجراء انتخابات، وفق المفهوم الدولي لكن تحت “سياسة البازار”، أي عقد صفقة ما، إذ قد تطرح ملف الانتخابات مقابل الحصول على امتيازات مثل فك الحصار الاقتصادي، وإعادة اللاجئين وإعادة الإعمار.
لكن بوجود نفس الاستعصاءات الحالية، من وجهة نظر المطلعين ، تتكيف موسكو مع استحقاقات “الدولة السورية” وحاجتها لإجراء انتخابات، وفق الدستور الحالي.
على كافة قوى الثورة والمعارضة توحيد جهودها لإفشال مساعي النظام ، بدل المعارك الجانبية، والمنازعات، والاتهامات ، والسب والشتم، والتخوين ، وهذا هدر للطاقات، وفوضى لا تفيد في شيء ، علينا التفكير جديًا بحشد الجهود جميعًا، ووضع الخطط ،والتحضير لمواجهة محاولات روسيا، والنظام، ةومخططاتهم في إجراء الانتخابات خلال العام القادم، وتعويم النظام ،وإعاقة عمل اللجنة الدستورية يصب في إجراء انتخابات وفق الدستور القائم ، ووجود الجهاز الأمني . وفق شروط النظام .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى