مقالات

الرياض هل تنظر إلى أنقرة بأنها عدو ليس من صداقته بدُّ؟

جهاد الأسمر

كاتب ومحامٍ سوري.
عرض مقالات الكاتب

نتائج الانتخابات الأمريكية جاءت على عكس ما كان يأمله كثيرون،فقد أحدثت نتائج الانتخابات ووصول جو بايدن إلى البيت الأبيض أحدثت نكسة وصلت إلى حدِّ النكبة لا بل وصل الأمر بالبعض لتشبيه تأثيره بتسونامي على كثير من الدول.

فالسعودية قد تكون في طليعة الدول التي شعرت بالتسونامي هذا نتيجة خسارة ترامب الانتخابات الأمريكية،ومغادرته البيت الأبيض سيما أن الرياض كانت تعيش خطوة بخطوة خطوات الهرولة باتجاه التطبيع مع إسرائيل ومباركتها لهذا التطبيع والهرولة، فقد صرحت الرياض وبشكل رسمي بأنها ستمنح الرئيس الجديد هدية وصوله البيت الأبيض والجميع فهم أن الهدية ستكون تطبيعها هي الأخرى مع الذين طبعوا مع إسرائيل،والجميع كان على يقين أن المُهدى إليه هذه الهدية سيكون ترامب وذلك بمناسبة فوزه الذي كان متوقعًا وطبعًا -هذا مالم يحدث- لولاية رئاسية ثانية ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان وجاء بايدن إلى البيت الأبيض ليجعل من غزل الرياض أنكاثا غزلته من بعد قوة.

ما العمل الآن؟..

المتتبع للدبلوماسية والتصريحات السعودية منذ إعلان وسائل الإعلام الأمريكية فوز بايدن يلاحظ أنها بدأت تنحو منحى تركيا لخطبة ودها تمثّل هذا بمدّ يد العون لها في زلزال أزمير والذي رآه كثيرون خطوة لخطب هذا الود، وأن وراء هذا ما وراءه من خطوات لإتمام هذه الخطبة في وقت كانت الرياض على النقيض من مسعاها هذا مهتمة جدا وتصرف جلّ وقتها لمقاطعة المنتجات التركية وقد تناست أنه كان يجب عليها والأَولى أن تقاطع المنتجات الفرنسية نصرة لرسول الله من الرسومات الكاريكاتورية المسيئة لأقدس ما يقدّس المسلمون ومن دعوة ماكرون لتجديد نشر هذه الصور وتصريحاته المستفزة والمسيئة للإسلام.

اليوم تأتي مناسبة أخرى وخطوة أخرى لخطب الود فقد جاء تحت مظلة مجموعة دول العشرين فقد قام العاهل السعودي بالاتصال بالرئيس التركي أردوغان داعيًا الرئيس أردوغان إلى إبقاء قنوات الحوار مفتوحة بينهما لإزالة المشكلات التي تعتري تطوير العلاقات بينهما.

إذًا وصول بايدن للبيت الأبيض بات حقيقةواقعة،وعلى الكثيرين أن يغيروا أنماط تفكيرهم ويغيروا قبلتهم التي كان يتجهون نحوها فقد أصبحوا أمام قبلة أخرى قد لا تروق لهم هي قِبلة جو بايدن التي سيجدون أنفسهم مرغمين أن يمموا شطر وجوههم نحوها.

فمنذ حملة بايدن الانتخابية وضع على رأس سلّم برنامجه الانتخابي في منطقتنا والتي ما فتىء يرددها هي نظرته باتجاه حرب السعودية مع اليمن أنه في حال فوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية وقد فاز سيكون له معها شأن آخر غير الشأن الذي كان ينظر إليه سلفه ترامب، يضاف إليه
موقفه من جماعة الحوثي إلى قضية اغتيال خاشقجي ومسألة حقوق الإنسان واعتقال ناشطو الرأي ومطالبات منظمات حقوقية وقانونية للرياض بالمزيد من الخطوات التي يعرف الجميع أنها قامت بها وتقوم بضغط مُورس عليها فهذه القضايا الموما إليها أعلاه مما يؤرق السعودية وتشعر اتجاهها بحساسية شديدة.

السعودية ربما استقرأت القادم ورأت أن تركيا يمكن أن تكون لها سندًا في هذه المسائل التي تؤرقها خاصة مع تنامي الدور التركي الإقليمي والدولي والانتصارات العسكرية والتي كان آخرها الانتصار في كاراباخ،وكذلك الدور التركي الفعال في الكثير من الملفات التي أدارتها وتديرها بحرفية عالية استطاعت تركيا أن تجد لها موطئ قدم في هذه الملفات الكثيرة وأن يكون لها قصب السبق فيها، هذه الانتصارات والدور الفاعل لتركيا ربما يكون أحد أسباب إعادة السعودية لنظرتها إلى تركيا وأن العقبات التي تحول دون كسب تركيا مما يمكن إزالتها بالحوار وفتح قنوات حوار بينها وبين تركيا للوصول إلى صيغة تعيد ما كان إلى ما كان عليه.

ربما انطلقت الرياض من قاعدة فقهية تنطبق على مسعاها ومحاولاتها التقرب من أنقرة أن ما لا يُدركَ جُلّه لا يُترك كلّه…

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. على الرئيس التركى رجب طيب اردوغان ان لا يئمن غدر الاعراب فى مهلكة ال سعود . فهم جبناء وغدارين واصبحو الان بكل وضوح يحاربون الاسلام والمسلمين وخاصة السنة للاسف , بل واصبحو يدعمون من يحارب الاسلام ورسولة والمسلمين فى الغرب ك فرنسا . ويداهم ملطخة بدماء المسلمين فى مصر واليمن وليبيا وسوريا والسودان والعراق وغيرها وديداهم ملطخة بدماء المسلمين فى تركيا فكل المؤشرات تقول انهم دعمو او خططو للانقلاب الفشل فى تركيا الذى اسفر عن قتل المئات او العشرات من الابرياء فى تركيا

اترك رداً على الهوارى المصرى إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى