زواج المسلمة من غير المسلم
أجمع فقهاء المُسلمين على أنّ زواج المُسلمة من غير المُسلم بغضِّ النّظر عن ديانته هو أمرٌ مُحرَّم ومُجرَّم في الشّريعة الإسلاميّة ، وذلك لقوله سبحانه وتعالى ۞ ﴿ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ ۞ [ البقرة : ٢٢١ ].
● ولقوله سبحانه وتعالى ۞ ﴿ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ﴾ ۞ [ الممتحنة : ١٠ ]
قال ابن قدامة في “المُغْني” في شرح قول الخرقي ( ولا يُزَوَّج كافرٌ مُسلمة بحال ).. أما الكافر فلا ولاية له على مُسلمة بحال بإجماع أهل العلم ، وقال ابن المنذر / أجمع على هذا كل من نحفظ عنه من أهل العلم.
● فالمُسلمُ له منهجٌ وغايةٌ في الحياة تختلف عن غيره ولا ريب ، فقد آمن بالله رب العالمين الذي أوجدهُ لغايةٍ عظيمةٍ تجمعُ بين الدين والدنيا والصلاح والإصلاح والنجاح والفلاح والسعادة فى الدنيا والآخرة ، ويتضرع إلى الله في كل صلاة بهذا الدعاء الجليل ” اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ” ويمتثل أمر الله جل وعلا ۞ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ ۞ [ التحريم : ٦ ].
فكيف يكون حال المُسلمة مع ربها ، وكيف تُؤدي شعائرها الدينية الفردية والجماعية مع أُمَّتها ، وكيف تُربِّى أولادها على القران والسُّنة وبينها وبين زوجها غير المُسلم الذى لا يُؤمن بربها ولا رسولها ولا دينها حاجزٌ عقديٌ كبير وحِجْرٌ شرعيٌ خطير؟!!