دين ودنيا

زواج المسلمة من غير المسلم

الشيخ عبد الغفور بدوي

مفكر إسلامي.
عرض مقالات الكاتب

أجمع فقهاء المُسلمين على أنّ زواج المُسلمة من غير المُسلم بغضِّ النّظر عن ديانته هو أمرٌ مُحرَّم ومُجرَّم في الشّريعة الإسلاميّة ، وذلك لقوله سبحانه وتعالى ۞ ﴿ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ ۞ [ البقرة : ٢٢١ ].

● ولقوله سبحانه وتعالى ۞ ﴿ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ﴾ ۞ [ الممتحنة : ١٠ ]

قال ابن قدامة في “المُغْني” في شرح قول الخرقي ( ولا يُزَوَّج كافرٌ مُسلمة بحال ).. أما الكافر فلا ولاية له على مُسلمة بحال بإجماع أهل العلم ، وقال ابن المنذر / أجمع على هذا كل من نحفظ عنه من أهل العلم.

● فالمُسلمُ له منهجٌ وغايةٌ في الحياة تختلف عن غيره ولا ريب ، فقد آمن بالله رب العالمين الذي أوجدهُ لغايةٍ عظيمةٍ تجمعُ بين الدين والدنيا والصلاح والإصلاح والنجاح والفلاح والسعادة فى الدنيا والآخرة ، ويتضرع إلى الله في كل صلاة بهذا الدعاء الجليل ” اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ” ويمتثل أمر الله جل وعلا ۞ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ ۞ [ التحريم : ٦ ].

فكيف يكون حال المُسلمة مع ربها ، وكيف تُؤدي شعائرها الدينية الفردية والجماعية مع أُمَّتها ، وكيف تُربِّى أولادها على القران والسُّنة وبينها وبين زوجها غير المُسلم الذى لا يُؤمن بربها ولا رسولها ولا دينها حاجزٌ عقديٌ كبير وحِجْرٌ شرعيٌ خطير؟!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى