مقالات

الدوما يقرّ مشروع قانون يمنح فيه بوتين حصانة مدى الحياة – الأسباب والدوافع..

جهاد الأسمر

كاتب ومحامٍ سوري.
عرض مقالات الكاتب

كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن مرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،وعن إصابته بمرض الرعاش العصبي الذي أصاب قدميه ويديه هذا المرض الذي رصدته كاميرات أوضحت هذا وظهر بوتين في فيديوهات على وسائل التواصل الإجتماعي يبين ويدلل الحالة المرضية التي رأوها أنها ستمنعه من مزاولة مهامه الرئاسية حسب ما رأت هذه المصادر.

فقد أكدت صحف غربية كثيرة واسعة الانتشار ومنها”الديلي ميل”أن الرئيس الروسي مصاب بمرض “البارنكسون”وأنه سيعمد إلى التنحي عن الرئاسة،وأن بنتيه بعد أن عرفتا وضعه الصحي هذا فقد حثوه على التنحي.

فصحة هذه المزاعم جاءت من مصادر حسنة الاطلاع من مقربين بالكرملين.
بَيدَ أنّ الناطق الرسمي باسم الكرملين ولدى ظهوره لتفنيد هذه المزاعم لم ينفِ خبر إصابة بوتين بالمرض بل اقتصر نفيه فقط عن صحة عزم بوتين على التنحي،ولم ينفِ المزاعم المتعلقة بصحة مرضه، فقد رأى كثيرون أن ظهور المتحدث باسم الكرملين جاء ليؤكد بظهوره هذا صحة المزاعم وإلا لكان قد تجاهل هذه المزاعم من الأساس.

ما يصب في هذا الاتجاه أي اتجاه إصابة الرئيس بوتين بالمرض وعدم قدرته على مزاولة كرئيس هو إقرار مجلس النواب الروسي الدوما اليوم لمشروع قانون من شأنه منح الرؤساء السابقين حصانة لدى مغادرتهم سدةالرئاسة.

فقد نشر الموقع الالكتروني لمجلس الدوما من بين تعديلات دستورية تمت الموافقة عليها هذا الصيف في استفتاء على مستوى البلاد الذي سيتيح للرئيس فلاديمير بوتين الترشح لولاية جديدة عندما تنتهي ولايته الرابعة في 2024.

ويمنح القانون في حال المصادقة عليه -وهذا المهم_ الرؤساء السابقين وعائلاتهم حصانة من المحاكمة لجرائم يرتكبونها خلال حياتهم،كما سيمنحهم حصانة من التفتيش والاعتقال والاستجواب.

وحاليّا يتمتع الرؤساء السابقون بحصانة من المحاكمة على جرائم ترتكب خلال توليهم المنصب.

فق أقرّ مجلس الدوما اليوم، مشروع القانون في قراءة أولى من ثلاث خطوات ولكي يصبح قانوناً يتعين أن يحصل على موافقة مجلس الاتحاد وعلى توقيع بوتين.

بموجب القانون يمكن نزع الحصانة عن رئيس سابق في حال اتهامه بالخيانة أو بجرائم خطيرة أخرى، ويتعين تأكيد الاتهامات في المحكمتين العليا والدستورية، ثم يتعين على مجلسي البرلمان تأييد الإجراء بتصويت غالبية الثلثين.

وأقرّ مجلس الدوما أيضاً اليوم في قراءة أولى مشروع قانون يمنح الرؤساء السابقين مقعدًا في مجلس الاتحاد لمدى الحياة، وهو المنصب الذي يمنح أيضاً حصانة من المحاكمة.

فأن تأتي هذه القوانين وخطوات إقرارها في هذا الوقت الذي تحدثت فيه الكثير من وسائل الإعلام عن مرض بوتين،وتفكيره في التنحي كل هذا لم يكن ليحدث لولا عملية مقايضة وربما تكون صفقة مارسها ومررّها بوتين لحصوله على حصانة تمنع ملاحقته وعائلته مستقبلًا مقابل أن يتنحى عن رئاسة روسيا فكانت هذه القرارات الموما إليها أعلاه ما استتبع القيام بهذه الحزمة من القرارات و الخطوات لمنحها له ولعائلته من عدم ملاحقتهما مدى الحياة، كل هذا جاء ليصبّ في اتجاه واحد هو أن يعلن بوتين عن تنحيه لأسباب قاهرة تمنعه من الاستمرار كرئيس لروسيا لأسباب مرضية وليس ثمة اتجاه معاكس لفهم الدوافع من هذه القرارات سوى هذا الفهم الذي فهمه كثيرون…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى