مقالات

الحركة التصحيحية – انقلاب تام الأركان –

نعيم مصطفى

مدير التحرير
عرض مقالات الكاتب

تحل علينا الذكرى الخمسون لما يُعرف زورًا، وبهتانًا بالحركة التصحيحية، وهي حاولت إفساد الوطن السوري من ألفه إلى يائه، ودمرت بنيانه الذي كان مرصوصًا، بفضل ديكتاتورية، وطائفية من قام بذلك الانقلاب.

وقبل الغوص في أحداث ذلك التحول لابد من الوقوف عند حالة سوريا قبل ذلك التاريخ المشؤوم.

كانت سوريا نموذجًا رائعًا يُحتذى به في كل المجالات، فقد كانت المؤشرات التنموية لسوريا حتى غاية 1970 على النحو التالي:

  • ترتيبها الاقتصادي/ 35/  على العالم، الدولار يساوي /4/ ليرة سورية.

-عضو مؤسس وفاعل بالأمم المتحدة ومنظماتها.

-المستوى الاجتماعي والثقافي الأعلى بالعالم العربي.

– جامعة دمشق ترتيبها الثاني في العالم العربي.

-كفاءاتها البشرية محط تقدير واستقطاب كافة دول العالم.

– جواز السفر السوري بين الأهم عربيًا ودوليًا.

– مات شكري القوتلي آخر رئيس منتخب مديونًا، وباعت أسرته أراضيه الموروثة عن والديه لسداد ديونه.

ماهي حقيقة ما يسمى بالحركة التصحيحية؟ وكيف أحكمت قبضتها على أنفاس الشعب السوري؟

بدأ انقلاب البعث في عام 1970 وهو انقلاب عسكري في الجمهورية العربية السورية قام به وزير الدفاع، وعضو القيادة القطرية بحزب البعث الفريق حافظ الأسد، ورئيس الأركان السوري مصطفى طلاس، وكثير من الضباط البعثيين الموالين لحافظ الأسد في /16تشرين الثاني/ وعين على إثرها أحمد الحسن الخطيب رئيسًا للجمهورية مؤقتًا، وصل بعدها حافظ الأسد إلى سدة حكم دولة البعث.

شرع بتحويل الدولة السورية الديمقراطية المؤسساتية إلى دولة عائلة، وذلك بالاعتماد على الجسمين الأساسيين في الدولة: الأجهزة الأمنية ، والجيش، فقد ألبسهما ثوب الطائفية، وضمن بذلك ولاءهم.

ثم شرع بتحويل الحياة المدنية بأسرها إلى ثكنة أمنية، من خلال ما يعرف بحزب البعث، والشبيبة، والطلائع، واتحاد الطلبة الجامعيين، حيث ربط كل هذه الفئات، والشرائح بالفروع الأمنية التي انتشرت كالجراد على الأراضي السورية، وناهز تعدادها السبعة عشر فرعًا.

وثمة كتاب شهير دفع صاحبه حياته ثمنًا من أجل إخراجه إلى النور بعنوان “سوريا: الدولة المتوحشة” للكاتب الفرنسي ميشيل سورا، والعنوان يشي بما يتضمن الكتاب بين دفتيه، فقد فضح الكاتب إجرام الأسد ووحشيته في تعامله مع شعبه، وسلط الضوء على مجزرة حماة في ثمانينيات القرن المنصرم والتي راح ضحيتها نحو أربعين ألفًا حسب بعض الروايات.

ومن أبرز وأدق استخلاصات ميشيل سورا قوله: إن حافظ الأسد تمكن من استئصال النظام السياسي السوري، فجعل من سوريا اجتماعيًا، وسياسيًا أرضًا ملساء، أو صحراء، بتعبير المنظرة السياسية حنة أرندت، ليس فيها حراك سياسي، ولا بناء اجتماعي، فعاد بالسلطة من الملك السياسي (وهي السيطرة القانونية) إلى السلطة البدائية، حيث السيطرة  للعنف المطلق ” القائم على أشكال حكم ذات تبعية ما قبل السياسية: الدولة – القبيلة، الدولة – الطائفة”.

ومن خلال استئثار حافظ الأسد بالسلطة عبر ثلاثين عامًا، أصبحت مؤشرات سوريا الأسد التنموية كما يلي:

  • ترتيبها الاقتصادي /135/عالميًا، الدولار تجاوز ال45ليرة.
  • مرفوضة التمثيل من لجان ومجالس الأمم المتحدة ومنظماتها.
  • المستوى الاجتماعي، والثقافي دون الوسط بالعالم العربي.
  • احتلت جامعة دمشق الرقم/50/ بترتيبها عربيًا.
  • كفاءاتها البشرية محط استخفاف،  وغير مرغوبة بكافة دول العالم.
  • جواز السفر السوري بين الأقلية أهمية عربيًا وعالميًا.
  • مات حافظ أسد ويملك/100/ مليار دولار مسروقة.

وبعد أن ترك مزرعة سوريا لابنه القاصر بشار كي يرثه من بعده، تابع التصحيح ابنه، فبز أباه بالقتل ولإجرام، وتجاوزه بالوحشية بآلاف الأميال، فقد شطر شعبها إلى أربعة أقسام، الأول: أعمل فيه سيف القتل دون رحمة ولا شفقة، والثاني: جعله مشردًا في أرجاء المعمورة، والثالث أدخله المعتقلات، والرابع أعطاه جرعة من غسل الدماغ وقام على حكمه.  

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. فعلا زوراً وبهتاناً تسميتها بالحركة (التصحيحية) بل هي حركة إنقلابية تخريبية مدعومة من الكيان الصهيوني والماسونية العالمية نتج عنها دولة عصابات إجرامية تحكم بالحديد والنار ولو لم تكن هكذا لما فرض قانون الطوارئ الذي يبيح إعتقال المواطنين حتى بدون تهم وزجهم بالسجون والمعتقلات لعشرات السنين بدون محاكم حتى أُنشأت مايسمى بمحكمة أمن الدولة والمقصود بها أمن العصابة المنقلبة على النظام والدستور في البلاد فقامت بدورها الموكل إليها على أكمل وجه في أحكام الإعدام وعشرات السنين من الأحكام الظالمة…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى