مقالات

انقلاب الفصول السياسية

محمد بشير الخلف

كاتب وسياسي
عرض مقالات الكاتب

ليس مصادفة انفجار بركانين خامدين في آن واحد، أحدهما في أقصى غرب القارة الأفريقية، وهوالصراع المزمن بين جبهة البوليساريو، ومحركاتها، والمغرب الغربي، وحلفائه، مما استدعى الرئيس الفرنسي ماكرون إلى الإسراع في المناشدة بالالتزام بوقف إطلاق النار، وكذلك إسبانيا. لانهما البلدان اللذان ستطالهما حمم مدفوقات هذا البركان ،والثاني في أقصى الشرق الافريقي بين الحبشة، ومنظمة تغريت المدعومة إقليميًا من اطراف متضررة من بناء سد النهضة، و التي أصبحت تتطلع إلى دور في المنطقة، وتحقيقها نموًا اقتصادياواضحا بعد مجيئ حكومتها الجديدة.
هناك قراءات متعددة حول هذا التوقيت المربوط بتوقيت نتائج الانتخابات الأمريكية ،فالرئيس الامريكي ترامب المنتهية ولايته. يحاول من خلال سياسات معينة داخلية ،وخارجية التأثير على سير عمل إدارة الحزب الديمقراطي في سنواته الاربع القادمة، فمماطلته بالاعتراف بفوز بايدن، وتعميق الشروخ العمودية في المجتمع الأمريكي، وتغذيتة الغرائز العنصرية بحيث يصعب على بايدن الوفاء ببرنامجه الانتخابي بإعادة اللحمة إلى الشعب الأمريكي، وهدم جدران العزلة التي رفع أسوارها ترامب. ممايسهل عليه النجاح في الانتخابات القادمة في ٢٠٢٤.
فتح بؤر صراع جديدة في العالم، الهدف منها اشغال إدارة بايدن في أكثر من موقع، واستنزافها بحيث يؤثر على أداء هذه الإدارة في تسيير عجلات الداخل السياسية، والاقتصادية المترهلة، وعجلات الخارج السياسية، والامنية المتطايرة في زوايا متعددة من العالم.
تدرك إدارة ترامب أن بؤر الصراع في الشرق الأوسط، وبخاصة في سورية أصبحت مزمنة وعلاجها لابدّ منه خشية الإنزلاق إلى ما يفقدهم الإمساك باحتواء، وتوجيه مفاعيل الصراع لذلك فتحت فوهات براكين جديدة.
في عمق سياسة اي ادارة أمريكية. جمهورية كانت ، أم ديمقراطية تطلعات المؤسسة العسكرية، وكارتلات صناعة السلاح بضرورة إيجاد حروب متنقلة على خارطة العالم. تستجر كثيرًا من منتجاتها الدفاعية، أو الهجومية،التي كل يوم تقذف في الأسواق أنواعًا جديدة متطورة تحدث فرقًا واضحا في اي عمل عسكري، وهو ما يكون أحد الروافع الاقتصادية لبلدهم.
ليت إخوانا في جبهة البوليساريو يدركون لعبة الدول العظمى، بإشعالها الحرائق في ثياب الجيران، والأصدقاء، وحتى ابناء البيت الواحد. المغرب العربي، والجزائر، وموريتانيا نجوا من المفاعلات السلبية للربيع العربي، فلا تكونوا مسعر حرب بين المغرب ،والجزائر، وتضييع مكتسبات هذه الشعوب على تواضعها. لأن التدخلات الدولية، والإقليمية سوف تجر عليكم ،ما جرت على مشرقنا العربي المدمى القلب، والأطراف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى