الشيخ العالم داعي الإسلام الشهال في ذمة الله

ها هو غصن من أغصان شجرة العلماء يسقط ، وها هي ثلمة في الإسلام تحدث.
بعد صراع مع مرض الكورونا فجع العالم الإسلامي بخبر رحيل العالم الشجاع الجريء الذي كان يدعم ،ويناصر بلسانه وقلمه كل القضايا العادلة، وعلى رأسها الثورة السورية، وقد وقف كالطود شامخًا أمام حزب الشيطان ليعري كل بطولاته الوهمية والخرافية، وليكشف حقيقة الحزب المزروع كخنجر مسموم في جسد الأمة الإسلامية، وليحذر من ممارساته التي هي أشد خطرًا من إسرائيل وكل أعداء الأمة الظاهرين.
ومثله مثل كل من يصدع بكلمة الحق عبر التاريخ، إما السجن، وإما النفي، وإما القتل، فقد كانت عقوبة ذلك العالم هي اللجوء إلى تركيا فرارًا من بطش الظالمين، إثر تلفيق تهمة بحقه بما عرف “قضية مخازن سلاح تتصل بأحداث حنين”.
إن من أعظم الرزايا التي تُرزأ بها الأمة الإسلامية ذهاب العلماء، وكما هُجر المسلمون من مكة المكرمة إلى الحبشة ،والمدينة المنورة بسبب ثباتهم على الحق، وإصرارهم على نشر الدين الحنيف الذي آمنوا برسالته الخالدة، كذلك نجد أحفادهم يهجرون من ديارهم ، لإصرارهم على رفع راية الحق والعدل والحرية والمساواة.
داعي الإسلام الشهال هو مؤسس التيار السلفي في دولة لبنان، وهو أيضًا رئيس جمعية الهداية والإحسان.
نشأ برعاية والده الشيخ سالم الشهال مؤسس جماعة (مسلمون)، وسار على دربه، وأسس منظمة نواة الجيش الإسلامي ، عندما ظهرت إمارة حركة التوحيد الإسلامي بقيادة الشيخ المرحوم سعيد شعبان، غادر مدينة طرابلس عندما اقتحم جيش حافظ أسد الأحزاب ،والجماعات الموجودة في لبنان، وكان ذلك في عام 1985، ثم عاد إليها مرة أخرى في عام 1990.
وقد انتقد الشيخ الشهال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وسياساته في التعامل، فوجه إليه رسائل كان مضمونها أن يتصرف بسلوك يرضي الله ليكبر مقامه في الحياة الدنيا والآخرة.
رسالة بوست تنعي إلى الأمة الإسلامية والعربية رحيل العالم الرباني الجليل الشيخ داعي الإسلام الشهال، سائلين المولى عزّ وجلّ أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.