مقالات

إثر ارتفاع غير مسبوق للإصابات الجزائريون في مواجهة صعبة لكورونا والركود الاقتصادي

فضيلة بودريش

كاتبة صحافية من الجزائر
عرض مقالات الكاتب

لجأت الجزائر بعد ارتفاع مخيف لحالات الإصابة بفيروس “كوفيد 19” ، إلى تعليق صلاة الجمعة بعد تدشين جامع الجزائر التحفة الإسلامية وثالث أكبر مسجد بالعالم منذ أيام قليلة، وبالموازاة مع ذلك اتخذت العشرات من الإجراءات الوقائية للحد من تفشي الفيروس المعدي، في ظل تخوف المواطنين من توقيف الموسم الدراسي الذي صار مهددا بالغلق.

تم تأجيل الدخول الجامعي وتعليق النقل الحضري وغلق أسواق السيارات، إلى جانب تقديم مواقيت الحجر الجزئي الـمنزلي من الساعة الثامنة مساءً إلى غاية الساعة الخامسة من صباح اليوم الـموالي. ويطبق إجراء الحجر الجزئي الـمنزلي لـمدة خمسة عشر يوما، ووفقا للوضعية الوبائية يمكن لكل والي اتخاذ قرار غلق كلي أو جزئي لأماكن النزهة والاستراحة وفضاءات الترفيه والتسلية، وكذا كل مكان من شأنه أن يستقبل تدفقا كبيرا للجمهور.

عادت انتقادات نشطاء التواصل الاجتماعي بعد تسجيل أزيد من 700 حالة إصابة بكورونا في يوم واحد و15 وفاة، ودعت في نفس الوقت إلى التشدد فيما يخص تطبيق الإجراءات الوقائية من بينها إجبارية حمل الكمامة، وتوقيف حفلات الأفراح، وإلغاء تجمعات الجنائز التي كانت سببا رئيسيا في الآونة الأخيرة حيث أفضى إلى تضاعف عدد الإصابات مرتين.

وبعد أن سجلت حالات إصابة وسط المدرسيين، يواجه التلاميذ عبر مستوى العديد من المدارس مشكلة من يستخلف مؤطريهم، طيلة مدة الحجر الصحي التي لا تقل عن 14 يوما.

في هذا الظرف الصحي الصعب، تجري جلسات علنية على مستوى البرلمان لمناقشة نوابه لمشروع قانون المالية لعام 2021، والذي تم فيه انتقاد أداء العديد من وزراء الحكومة الحالية، بسبب الأزمة الصحية المجهولة النتائج وكذا الركود الاقتصادي المخيف والاستثنائي، في وقت قدر عجز الميزانية بــ 22 مليار دولار.

ويتطلع الجزائريون إلى إصلاحات جذرية تستعيد جاذبية الاستثمار وتعبد مسار التصدير وتكثف من فعالية الآلة الإنتاجية، بما يسمح بتنويع الاقتصاد لتحريره من التبعية لقبضة النفط، ولتجاوز الآثار الصحية والاقتصادية السلبية للفيروس الذي عصف بالاقتصاد العالمي وزلزل المنظومة الصحية للدول، والجزائريون اليوم يتطلعون لإرساء خطة دقيقة وذكية، تمكن من تقليل الخسائر وترسم معالم مرحلة أكثر متانة بعد اختفاء فيروس كورونا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى