ثقافة وأدب

كتاب الإمام الغزالي

د. علي محمّد الصلابيّ

عرض مقالات الكاتب

المقدمة

الحمد لله خالق المصنوعات، وبارئ البريات، ومدبّر الكائنات، ومعرّف الألسُن الناطقات، مفضل لغة العرب على سائر اللغات، المكرِّم علمائه بفسيح الجنات، وصل وسلّم وبارك على سيدنا محمد وعلى إله وأصحابه وكفّر بها عنّا السيّئات، وأذقنا لذة تجلي اللذات، وأدمها علينا ما دامت الأرض والسموات.

قال الله عز وجل: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ *} [فاطر]

وقال رسول الله (ص): «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم»، ثم قال (ص): «إن الله وملائكته وأهل السنوات والأرضين حتى النملة في حجرها، وحتى الحوت ليُصلُّون على معلم الناس الخير».

أما بعد:

فإن هذا الكتاب هو جزء من كتاب: «دولة السلاجقة والمشروع الإسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي»، ويتضمن هذا

الكتاب سيرة جهبذ من جهابذة العلماء: الإمام الغزالي، فلقد كان صاحب القدح المعلى في الوقوف أمام هذا التغلغل الباطني.

وترجمت للإمام الغزالي الذي كان من كبار الأساتذة في المدارس النظامية التي كانت من خير ما اهتدى إليه العقل البشري للتفرغ للعلم وفق معطيات ذلك العصر ، وكانت «النظاميات» من أفضل الوسائل لنشره وتعميمه وتحقيق الأهداف التي رسمها نظام الملك من سيادة الكتاب والسنة وعقيدة أهل السنة والجماعة على الدولة والأمة الإسلامية ، وتحدثت عن اجتهاده في طلب العلم ، وملازمته إمام الحرمين ، وتعيينه مدرساً على نظامية بغداد ، وعن أسباب نبوغ الغزالي وشهرته والتحول الكبير الذي غيَّر مَجْرى حياته وعَوْدته للتصدي للتعليم ، والترتيب الزمني لمؤلفاته ، وموقفه من الشيعة الباطنية ، وموقفه من الفلاسفة والفلسفة وعلم الكلام والتصوف ، ومنهجه الإصلاحي وصفات هذا المنهج ، وتشخيصه لأمراض المجتمع وتكلمت عن ميادين الإصلاح عنده ، ووضعه للمنهاج الجديد للتربية والتعليم ، وبناء العقيدة الإسلامية ، وإحياء رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ونقد سلاطين الظلمة والدعوة للعدالة الاجتماعية ، ومحاربة التيارات الفكرية المنحرفة؛ وأشرت إلى دوره في إصلاح الفكر ، كدور العقل ، ورفض التقليد ، والدعوة إلى الكتاب والسنة والالتزام بمنهج السلف وعن موقفه من الاحتلال الصليبي.

وأخيراً أحمد الله على نعمه وأرجو من المولى عز وجل أن يكون

هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وذخراً لي في ميزان حسناتي، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

والحمد لله رب العالمين

الفقير إلى عفو ربِّه ومغفرته ورحمته ورضوانه

علي محمَّد محمَّد الصَّلاَّبيِّ

غفر الله ولوالديه ولجميع المسلمين

حُرّر في: — جمـادى الاخـرة 1440 هجرية

الموافق لـ — فبراير — ميلادية

لتحميل الكتاب:

انقر هنا لتحميل الكتاب بصيغة PDF

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى